سألني بعض الأشقاء العرب الهائمين بحب اليمن المتعطشين لمعرفة كل ما يدور في أرضه وسمائه وجباله وسهوله وبحره، وكل شاردة وواردة تحاك ضده ونسيجه المنسجم وعروبته الأصيلة ووحدته المباركة. هل فعلاً اليمن كما يصوره بعض الإعلام الداخلي والخارجي في نفق مظلم لا بصيص نور في نهايته، وهل الوحدة في خطر كما يتشدق به بعض العملاء المتآمرين المأجورين. وإذا كان اليمن بخير كما تقول أذن ماذا تسمي كل ما يحدث وأسئلة كثيرة من هذا القبيل مثل القاعدة ودورها، والحوثيون ونسبة عودتهم إلى حرب سابعة، والزواج المبكر والبدل والحراك ومن يدعمهم والفساد والقات والتقطع وخطف السياح والقبيلة ومدى قوتها وتأثيرها علي أصحاب القرار في الدولة، التعليم ومخرجاته السلاح المنتشر بكثافة حتى في أيدي الأطفال والنساء، وهل صحيح يوجد في اليمن ستون مليون قطعة سلاح، هذا ان لم يكن أكثر حسب آخر دراسة غير دقيقة؟ وكيف تتعايشون في ظل هذه الثقافة السائدة المليئة بالتناقضات مع الحياة المدنية الحديثة؟ ما سر تأخر انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي؟ وهل اليمن قادر على استضافة خليجي عشرين؟ الكثير والكثير من مثل هذه التساؤلات التي تجعل الواحد منا يقف حائراً يرد على أيه ولا أيه، فالإعلام المعادي والمعارضة الغير ناضجة سياسياً قتلوا كل شئ جميل على أرض الواقع ونقلوا صورة سلبية لا يحسدنا أحد عليها.. فاليمن بخير رغم كل المؤامرات التي تحاك هنا وهناك، وقد مر اليمن بظروف أشد وأقسى ودائماً ما يخرج أكثر قوة من ذي قبل وكل ما يحدث هالة إعلامية واستنتاج إستعباطي من بعض القوى السياسية المعترضة على كل ما هو جميل في الوطن العربي الكبير وليس في اليمن فحسب، والوحدة اليمنية على رأس هذه الأشياء الجميلة التي بيضت وجوه العرب في زمن كثر فيه الخضوع والذل والانكسار والارتهان لأعداء الآمة، وهي نقطة تحول بامتياز ونواة لوحدة عربية شاملة وكاملة وهذا ما يخيف المتربصين الحالمين بان تظل آمة محمد صلى الله عليه وسلم مريضة ونائمة حتى لا تقوم لها قائمة.. فالوحدة اليمنية مشروع كبير وكبير جداً وإنجاز ليس بالسهل كما يتحدث من لا يعرف قيمته وليس بمستغرب أن يحار بضراوة من الأعداء حتى لا ينجح ويعمم، والضربة التي لا تقتل تقوى والمشاريع العملاقة التي لم تواجه تحديات وتنتصر لن تصمد طويلاً كما قال فارس العرب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله.. فالوحدة اليمنية لم تر النور بين يوم وليلة كما يعتقد الكثيرون، بل هي أحلام أجيال وأجيال وسقط في سبيل تحقيقها الشهيد تلو الشهيد وناضل من أجلها الصغير والكبير وهي ليس ملك لأحد كائن من كان وهي مكسب عالمي قبل أن تكون مكسب يمني وعربي لاستقرار العالم وآمنه والحفاظ عليها وأجب شرعي وديني وأمانة في عنق كل إنسان حر وشريف في هذا العالم، ناهيك عن الثقافة المريضة في عقول بعض السياسيين والإعلاميين الذين لا يجيدون سوى ثقافة الهدم والعيش من وراء اذكاء الأحداث وتضخيمها وحب الظهور والانتشار، منافسين بذلك السينما الهولوودية والبوليوديه ونجومها. وكما يقال "المخرب غلب ألف عمار" والدليل ما حدث قبل ثلاثة أيام في أمريكا بملعب كرة قدم بني في السبعينات من القرن الماضي لم يكلف الدولة سوى 2000 دولار فقط لا غير حتى يتحول في لحظة إلى ركام بعد أن زرع المهندسون العشرات من أصابع الديناميت على جنباته.. ولو عدنا قليلا إلى الخلف ونظرنا كم كلف هذا الملعب من المال والوقت والجهد لبنائه دون لمحة صغيرة تعني بذلك من قبل الصحافة والإعلام، لاستغربنا، وهذا يزيدنا يقيناً أن الأحداث الغريبة هي التي دائماً ما تطفو على الماء مثلها مثل الأشياء الخفيفة والأموات أما الأشياء الثمينة والقيمة دائماً ما تذهب إلى البعيد، البعيد إلى أعماق البحار ولن ينالها إلا من تعب من أجلها وأعطاها حقها. باختصار شديد اليمن بخير، بخير، بخير، وهي على مرمى حجر منكم وهي مهد حضارتكم وأصل عروبتكم زوروها وستلمسون صدق ما أقول، وأنتم محل ترحيب في كل وقت وحين. (رأي ليس إلا).. هاجس للنقاش: ماذا لو نقلنا العاصمة صنعاء إلى عدن لنسكت بذلك كل الألسن التي ما تعبت تردد بالباطل أن حكومة صنعاء متسلطة على الجنوب وخيرات الجنوب هذا شئ؛ والشئ الثاني إن عدن ولله الحمد مثل صنعاء عينان في رأس وأحد فيها من المقومات الكثير والكثير التي لا تملكها صنعاء وعلى وجه الخصوص لا الحصر الماء الذي أصبح كابوس يؤرق سكان العاصمة صنعاء وكثرة الدراسات التي تؤكد على نضوبه خلال فترة ليس بالبعيدة وقدرة مدينة عدن على التحول السريع نحو المدينة الحديثة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى كونها بكر و تخلصت منذ زمن بعيد من تسلط القبيلة التي ما زالت ترزح تحتها الحبيبة صنعاء..
الشئ الثالث والأخير انفتاح أبناء المناطق الشمالية والوسط والغربية علي أبناء الجنوب وهم لا يحملون تجاههم آي حساسية مفرطة ولا يمانعون أن تكون الحكومة عن بكرة أبيها بما فيه رئاسة الجمهورية منهم فهم وحدويون حتى النخاع ولديهم إيمان راسخ أن اليمن وأحد ومن يحمل جنسيته يمثلهم بكل فخر واعتزاز مهما كان شكله ولونه وإنتمائه الحزبي والسياسي ومن آي زاوية من زوايا اليمن كان.. أرجو النشر على مسئوليتى لا على مسئولية الرقيب الإعلامي، فكل القوانين تحمى الرأي والرأي الآخر ولا ضير أن يدلو كل مواطن بدلوه والقول الفصل لمن في أيديهم الحل والربط مع احترام رأي الأغلبية؛ وإلاّ لماذا نرفع الصوت عالياً ديمقراطية وحرية وإعلام حر خصوصا ونحن ملتزمون إلتزاماً كامل بالثوابت الوطنية التي تجاوزها الكثير غيرنا دون حسيب أو رقيب والله المستعان...