مما أثار انتباهي عند مشاهدتي لمجلس النواب على قناة اليمن الفضائية اختلاف مظهر أعضاء مجلس المقيل فأكثرهم يرتدون جنبيه قذرة تعود لآجداد أجدادهم والبعض الآخر يرتدي عمامة قد تداخلت ألوانها من عفنها والآخر يرتدي ثوب من دون زرائر ..... هؤلاء هم صفوة المجتمع اليمني الذين لا يستطيعون حتى أن يحافظوا على نظافتهم الشخصية أمام عدسة الكاميرا فكيف يديرون أكبر سلطة في البلد وهي السلطة التشريعية. وعندما يقوم العضو ويتحدث يحدث العجب العجاب من إذاعة المدرسة الصباحية لطلاب المدرسة الابتدائية حيث يمسك العضو الورقة ويبدأ بتهجأة الأحرف والتعتعة وأكل بعض الأحرف وبلع نصفها الآخر وطبعا لا تسلم قواعد اللغة العربية منه حيث يقلب المبتدأ خبر والخبر مبتدأ وبعد أن ينتهي من قراءة الإذاعة الصباحية يضع الورقة التي بالطبع لم يكتبها هو جانباً ويبدأ بالصياح والكلام المشفر والمصطلحات الشعبية المعزولة التي تحتاج إلى ترجمة وبعدها يبدأ رئيس المجلس بإسكاته ثم ينادي باسم الطالب التالي يا شيخ فلان يا شيخ فلان... وعندها يقوم الشيخ الآخر بالوقوف والتحدث عن الكهرباء ويخلط الفولت بالوات ولا يعرف عن ماذا يتحدث أصلا لأن موضوع الكهرباء موضوع علمي يحتاج إلى علماء متخصصين على مستوى عالي من العلم لكي يحاسبوا الحكومة بشكل صحيح وليس شيخ بدوي . بل والفضيحة الكبرى عندما يقف الشيخ ويعجز عن نطق أرقام مبالغ مالية لكلفة مشاريع . في التقرير الذي أعده الزميل غمدان اليوسفي في جريدة إيلاف أن 51 عضوا من 301 عضوا هم أميون حيث أن الدستور اليمني يشترط على المرشحين لعضوية مجلس النواب أن يجيدوا القراءة والكتابة فقط وهو شرط "يتميز " به اليمن على باقي دول العالم على الأرجح بحيث لا يوجد في العالم بأسره نائب امي.الأمر الذي يجعل أداء المجلس التشريعي والرقابي أقل بكثير مما يفترض أن يكون. و23 عضوا عسكري و86 عضوا يحملون مؤهلات أقل من المؤهل الجامعي و عدد كبير "يدعون " في سيرهم الذاتية أنهم من حملة الشهادات الثانوية الأمر الذي يشكك في البعض. كما يظهر أن 121 عضو هم من حملة الشهادات الجامعية أما بالنسبة لحملة الدكتوراه فهم 13 عضوا فقط وهم قوام المجلس . هذا هو مجاس النواب اليمني عبارة عن مجموعة كبيرة من الجهلة والشيوخ البدو الذين لايستطيعون حتى أن ينظموا أنفسهم يتحكمون بالقوانين التشريعية في البلد .....وإذا كانوا هؤلاء هم صفوة المجتمع اليمني فهذه مصيبة فكيف سيكون الشعب ........ لابد من تغيير الدستور لوضع حد أدنى ثقافي لمن يريد إن يمثل شعبه في مجلس النواب كشهادة الماجستير مثلاً لكي يعرفوا عن ماذا يتحدثوا من مصطلحات ومواضيع علمية وتقنية . ومن الغريب أن نقرأ في إعلانات الوظائف لبعض المطاعم يبحثون عن نادلين(مباشرين) يحملون شهادة البكالوريوس ولغات فكيف بأعظم سلطة تشريعية في البلد, أين خريجين الجامعات والمثقفين اليمنيين لكي نضعهم في مكانهم المناسب . وإذا رجعنا لسنة نبينا محمد صلى الله عيه وسلم نجد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسُّنة، فإن كانوا في السُّنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِلْما -وفي رواية سنا-، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه رواه مسلم ففي الحديث أراد معلم الأمة أن يعلمنا أن حافظ كتاب الله(صاحب العلم) هو الأولى من الجاهل بإمامة جماعة المسلمن في الصلاة .... فكيف بقيادة جماعة أمة المسلمين , يجب أن يكونوا من صفوة المجتمع وأعلمهم بعلوم الدين والسياسة والاقتصاد والهندسة والطب وغيرها من العلوم النافعةالتي تدفع بأمتنا للقمة..... والسلام ختام