- عدم إيصال خبر الوفاة للطفل بطريقة مباشرة، ممّا قد يسبّب له انهياراً عصبياً أو انطواءً مفاجئاً وآثاراً سلبيةً قد تطول مدة علاجها وربما تلازمه إلى مرحلة متقدّمة. - إيصال الخبر بطريقة غير مباشرة وبحرص شديد في اختيار الكلمات، كأن يقال للطفل، على سبيل المثال: «إن أخاك أو أختك انتقل إلى مكان أجمل وآمن من هذا المكان الذي نعيش فيه». - يجدر بالأب أو الأم تمالك أعصابه والكف عن البكاء قدر المستطاع أمام الطفل، حتى لا تسوء نفسيته. - يجدر بالأب أو الأم ألا يشعر طفله بأنه فقد قريباً، وألا يكثر التحدث عن حالات الوفاة أمامه وعدم إشعاره بالحدث، فهذه التصرفات قد تزيد الأسى بداخله. - عدم إلزام الطفل بالمشاركة في مراسم الدفن، خصوصاً في المرحلة الممتدة من سن السادسة إلى العاشرة، فرؤية المراسم وطريقة الدفن تزرع الخوف في داخله، وقد تولّد له هذه المشاهدة كوابيس تطيل لفترة بعيدة يكون التوتر الدائم من بين نتائجها. - تفادي شرح تفاصيل الموت للأطفال من ناحية غسل الميت والكفن والحساب والعقاب وظلمة القبر وسؤال الملكين وغيرها من أحداث رحلة الموت. بدورها، تشير الاختصاصية النفسية دعاء الحذيفي إلى بعض الآثار التي تكون مؤشراً إلى أن هناك مشكلة نفسية يعاني منها الطفل نتيجة الصدمة، فتقول: «ثمة آثار تشير إلى أن هذا الطفل يعاني من مشكلة نفسية نتيجة أزمة الوفاة أو بعد الأزمة، وأبرزها: التبوّل اللاإرادي والأحلام والكوابيس المزعجة والبكاء الفجائي وضيق التنفس والخوف الشديد وتأثر الأعضاء البيولوجية نتيجة تدهور الحالة النفسية والإنطواء والعنف». وتضيف «لعلّ أخطر هذه الآثار يتمثّل في البكم الاختياري والذي ينتج عن جهل الأهل بكيفية التعامل مع الطفل في هذه الحالات، التي تدفع إلى عدم الرغبة بالكلام والإنعزال التام عمّا يحدث». مراحل إدراك الطفل : ويشرح الدكتور باحاذق مراحل فهم حقيقة الموت من قبل الطفل ووعي أبعادها، بقوله: «كل طفل يعي ما يدور من حوله، لذا نجد أنّ من يبلغ سنة من عمره يعرف تماماً الأشخاص الذين يعيشون معه، ويفتقدهم لو لم يكونوا أمام عينيه، إذ نراه يتّجه في حبوه أو مشيه نحو الأشخاص الذين يعرفهم جيداً ويبكي عند اختفائهم. أمّا في سنّ الرابعة فيبدأ بالسؤال عن اختفاء هذا الشخص من حياته، ونجده يبحث في الأماكن التي كان يعتاد أن يراه فيها كغرفة النوم أو غرفة الجلوس ويعرف أدواته التي كان حذراً في العبث بها. وفي خلال المرحلة الممتدة من سنّ السابعة إلى العاشرة، يشكّل الوعي بما حوله أول خطواته، ويكون تجسيد الخيال هو ما يشبع معرفته بما يدور من حوله من الغيبيات. وتجسيد الخيال هو خلط الخيال بالحقيقة فلا يميّز بين ما هو حقيقة أو خيال، وهذا ما يفعله تجاه قضية الموت. لذا، يجدر بالوالدين أن يتركا منطق الموت ومفهومه لأطفالهما وألا يفرضا عليهم ما يختزنانه من آراء وأفكار حول هذا الأمر. ما بعد أزمة الموت: وفي ما يتعلّق بصدمة ما بعد الموت، ينصح الدكتور باحاذق بخطوات قد تساعد على تحسين نفسية الطفل، وهي: - دور الأب والأم: يجدر بهما أن يراعيا أطفالهما وأن يهتمّا بهم قدر المستطاع، وأن يكفّا عن البكاء والإنعزال، والسيطرة على انفعالاتهما وأن يتمالكا مشاعرهما بعد الوفاة. وإن لم يستطيعا ذلك، فالأجدر بهما أن يذهبا إلى غرفة منعزلة للتعبير عن حزنهما. - دور المدرسة: لا بدّ أن يكون دور المدرسة إيجابياً، ويجدر بأحد الوالدين توضيح الحال النفسية التي يمر بها الطفل للمعلمين، وتحذير الطلاب من ذكر حال الوفاة التي حدثت. ويتحتّم على المعلمين مراقبة سلوك هذا الطفل لناحية الاستيعاب. - دور المتخصّصين: يجب أن يكون هناك اختصاصي نفسي تلجأ إليه الأسرة في وقت الأزمات، فكثير من الآباء والأمهات يجهلون التعامل مع أطفالهم ويخلطون بين تفسير سلوكياتهم وحالتهم النفسية. لذا، يجدر بهم، عندما تشتد حال أطفالهم النفسية، متابعة الاختصاصي النفسي خطوة بخطوة في كيفية التعامل مع أطفالهم. مراحل العلاج: تعدد الاختصاصية النفسية الحذيفي نقاط العلاج المهمة التي تساعد على تحسين نفسية الأطفال، وهي: - إستغلال الوقت: يجدر بالوالدين أن يشغلا وقت فراغ أطفالهما، حتى لا يستغلوا الوقت في التفكير بما حدث وتكثر أسئلتهم. - الإشباع العاطفي: غالباً ما يشعر الطفل بفراغ عاطفي ينتج عنه الوحدة والوحشة للأخ أو الأخت الذي افتقده، وبمزيد من الحب والحنان يستطيع الطفل أن يحسن نفسيته. - لغة الجسد: يجب تعزيز الاهتمام العاطفي تجاه الطفل بلغة الجسد، وذلك باحتضانه ومنحه الابتسامة وتقبيله ليشعر بالحنان والأمان. - تنمية مهارات الطفل: يجب تنمية مهارات الطفل عبر اللعب والرسم وغيرهما، فمن خلال الرسم مثلاً نستطيع أن نحدّد ما إذا كان الطفل يعاني مشكلةً نفسية أم لا.