رحب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الاحد بقرار لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الاخير دعم استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وجاء في تصريح اصدره مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ان نتنياهو ما زال ينتظر ردا رسميا من الجانب الفلسطيني حول استئناف العملية السلمية. وكرر نتنياهو في تصريحه استعداده لاستئناف المفاوضات "في اي زمان ومكان" كما كرر اصراره على ان يكون استئنافها "دون شروط مسبقة." حماس وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد اكدت في وقت سابق رفضها استئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بعد قرار لجنة المتابعة العربية دعم هذه المفاوضات. وفي تعقيب على القرار العربي بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة في الأيام القادمة قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "نرفض كل اشكال التفاوض مع الاحتلال الاسرائيلي". وأضاف برهوم ان "الضمانات الأمريكية وهم وخدعة جديدة". من جهة أخرى قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان ان "العرب قد جردوا من القدرة على اتخاذ موقف بشأن القضية الفلسطينية". ورأت الحركة ان "قرار استئناف المفاوضات قد اتخذ في البيت الأبيض" وان الاجتماع الوزاري العربي "مجرد غطاء سياسي". دعم عربي وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية قد أعلنت بعد اجتماعها مساء السبت بالقاهرة دعمها لإجراء مباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين "في ضوء التعهدات الأمريكية الجديدة"، حسبما ورد في بيانها. وجاء في بيان صادر عن هذه اللجنة في ختام اجتماعها في القاهرة "في ضوء التعهدات الأمريكية الجديدة وما جاء في الرسائل التي وجهها رئيس الولاياتالمتحدة باراك اوباما الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورغم عدم الاقتناع بجدية الجانب الاسرائيلي بتحقيق السلام، تؤكد اللجنة على ما تم الاتفاق عليه في الثالث من مارس/ اذار 2010 بشأن المهلة الزمنية للمباحثات غير المباشرة". وأبقت اللجنة التابعة لجامعة الدول العربية على مهلة التفاوض أربعة اشهر كما اتفق عليه في مارس/ آذار الماضي. وكانت لجنة المتابعة العربية وافقت في اجتماعها المنعقد في الثالث من مارس/ اذار الماضي في القاهرة على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لمدة اربعة اشهر. واشترطت اللجنة العربية في بيانها "الا تنتقل المباحثات غير المباشرة الى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا". وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة العربية للبي بي سي: "إن الجانب العربي أعطى للولايات المتحدة فرصة أربعة أشهر حتى تقدم شيئا ملموسا وعمليا يمكن أن يقنع الفلسطينيين والعرب." وفي رد على سؤال عما إذا كان هذا الموقف الجديد للجامعة يتضارب مع موقفها الرافض لأي شكل من المفاوضات ما لم تتراجع إسرائيل عن مشروع التوسع الإستيطاني في القدس الشرقية، قال بن حلي: "ربما هناك بعض التطور في الموقف الإسرائيلي، قد يكون ابلغ به المبعوث الأمريكي [جورج ميتشيل]. والجامعة ستقيم هذا التطور." تأتى هذه التطورات بعد تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنها تتوقع بدء محادثات السلام غير المباشرة بين الجانبين هذا الأسبوع. وقالت كلينتون إن مبعوث السلام الخاص جورج ميتشل سيعود الى الشرق الأوسط بعد بضعة أيام. "نؤيد التفاوض" ويسعى الفلسطينيون حاليا إلى الحصول على مزيد من الإيضاحات، كما يأملون أن يحصلوا على دعم جامعة الدول العربية. فقد اعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الجانب الفلسيطني يبذل قصارى جهوده للبدء بهذه المفاوضات واضاف ان القرار النهائي بالموافقة على هذه المفاوضات هو بيد وزراء الخارجية العرب وقيادة منظمة التحرير. وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية من جانبه: "نحن دائما نؤيد التفاوض، ولا نزال نأمل أن تمضي المفاوضات قدما." ونقل تقرير نشرته وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد عرض إجراءات من بينها تخفيف الحصار على قطاع غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وتجميد المشروع الاستيطاني في القدس الشرقية لمدة سنتين، كما قبل ببحث مسألة الحدود ووضع القدس. مفاوضات مباشرة وأضافت كلينتون قائلة إن بلادها تريد من الجانبين ان ينخرطا في محادثات مباشرة في نهاية المطاف لبحث القضايا الشائكة التي عليهما معالجتها. وقالت "نريد من الطرفين اجراء مفاوضات مباشرة تتناول القضايا الصعبة التي يتوجب عليهما بحثها". ومن المقرر ان يتوجه المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الاسبوع. ويجري ميتشل مفاوضات لمدة اسبوع مع الجانبين الفسطيني والاسرائيلي حسبما أعلن المسؤولون الامريكيون. وسيلعب ميتشل ومساعدوه دور الوسيط في المفاوضات وسينتقلون في جولات مكوكية بين رام اللهوالقدس للقاء الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لنقل وجهات نظر كل طرف للآخر. وقد أخفقت الجهود الرامية إلى استئناف المباحثات غير مباشرة الشهر الماضي عقب إعلان الحكومة الاسرائيلية عن خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية. وكان فريق ميتشيل يحاول طيلة الأيام الماضية أن يحصل على ضمانات من الإسرائيليين من أجل إقناع الفلسطينيين بخوض هذه المفاوضات. وقد صرح المبعوث الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه قد أجرى مؤخرا محادثات "مشجِّعة وبنَّاءة" مع القادة والمسؤولين في المنطقة.