يصوت البرلمان اليوناني اليوم الخميس على حزمة الاصلاحات وخفض النفقات التي اقترحتها الحكومة لمعالجة أزمة البلاد الاقتصادية. وياتي التصويت بعد يوم واحد من مظاهرات عنيفة احتجاجا على اجراءات التقشف التي تقوم بها الحكومة مقابل حصولها على رزمة الإنقاذ الدولية. وقد جرت الاحتجاجات خلال اضراب عام نظم للإحتجاج على تقليص الإنفاق ما حدا بالرئيس اليوناني كارلوس بابوليوس الى القول ان بلاده على حافة الهاوية، وجاء هذا بعد الاحتجاجات العنيفة التي خلفت ثلاثة قتلى. وقال بابوليوس انها مسؤولية جميع اليونانيين الا يذهبوا في اتجاه يزيد الامور سوءا. وكان ثلاثة اشخاص في العاصمة اليونانية أثينا قد لقوا حتفهم ، بعد أن تحولت مظاهرات احتجاجية على خفض كبير للإنفاق الحكومي إلى أعمال عنف. وكان القتلى موظفين في مصرف نشبت فيه النيران إثر إلقاء قنبلة حارقة عليه. وأضرمت النار في عدة مبان أخرى من بينها بناية للضرائب. ووصف رئيس الوزراء اليوناني إلقاء القنبلة الحارقة على المصرف بأنه "عمل إجرامي"، وأضاف قائلا "لا حق لأحد بارتكاب أعمال عنف، خاصة أعمال العنف التي تتحول الى جرائم قتل". وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات لبي بي سي "رجال الشرطة هم المسؤولون، لأن "وحشيتهم" هي التي أدت الى التصعيد". وقال مراسل بي بي سي في أثينا مالكولم برابانت إن الاحتجاجات تستهدف رموز الرأسمالية، وأضاف أنه ليس من الواضح فيما اذا كان سقوط الضحايا سيخفف من حدة الأعمال الاحتجاجية، ولكن هناك خشية من تصاعد الحملة الرامية لهزيمة الحكومة. وقال متحدث باسم الشرطة ان الضحايا الثلاث ، وهما رجلان وامرأة، كانا بين 20 شخصا يعملون في فرع مصرف "مارفين" الكائن في وسط أثينا. وقد تمكن معظم الموظفين من الفرار بينما اشتعلت النيران، إلا أن الضحايا الثلاثة اختنقوا في الدخان بينما كانوا يحاولون الوصول الى السطح. وقال أحد رجال الإطفاء إنه وزملاءه وصلوا الى مكان الحادث بعد 15 دقيقة من وقوعه، وأنهم تمكنوا من إنقاذ خمسة أشخاص. وتأتي هذه التطورات في وقت توقفت فيه حركة الطيران من وإلى اليونان كما توقفت القطارات والعبارات بسبب إضراب شامل شل البلاد منذ ساعات الصباح، والاضراب هو الثالث من نوعه خلال أشهر للاحتجاج على سياسات التقشف الحكومية. وخرج حوالي 100 ألف شخص في اليونان إلى الشوارع صباح الأربعاء احتجاجا على تقليص الإنفاق الحكومي. والقى المتظاهرون قنابل المولوتوف على الشرطة اليونانية والمباني، حيث اشتعلت النيران في مبنيين على الأقل، وانخرط المئات من المتظاهرين في اشتباكات، بينما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ويقول مراسل بي بي سي في أثينا إن هناك غضبا متزايدا في أوساط اليونانيين تجاه الحكومة والأجانب بسبب خطط التقشف التي اعتمدتها الحكومة مقابل حصولها على حزمة الانقاذ الدولية والبالغة نحو مئة وعشرة مليارات دولار. وقد بدأ عمال القطاع العام اضرابا الثلاثاء احتجاجا على الاقتطاعات في رواتبهم. وفي مؤشرات اخرى على السخط الشعبي، اقتحمت مجموعة من المدرسين استوديوهات اذاعية تابعة للحكومة للتعبير عن احتجاجهم على الاستقطاعات في نظام التعليم. وناشدت الحكومة العاملين في القوات المسلحة والشرطة وقطاع التعليم والمستشفيات بعدم التقاعد في الوقت الحالي خوفا من أن يؤدي الطلب على المستحقات المالية الى إفراغ الخزينة. وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رايموند إن الاتحاد الأوروبي يراقب الأوضاع في اليونان عن كثب.