قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور: "أن الوحدة لم تكن فقط القوة التي أعادت اليمن إلى سابق عهده، وحدة الإنسان والجغرافيا ولكنها مثلت قوة تغيير هائلة أعاد بها شعبنا صياغة نظامه السياسي الجمهوري الديمقراطي التعددي وتأسست على هذا النظام منظومة من القيم والممارسات الرائعة، قيم الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وممارسة حق تفويض الحاكم عبر الانتخابات الحرة والمباشرة والتداول السلمي للسلطة". وأوضح: "إن أمامنا استحقاقات ضرورية وفي مقدمتها مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وإجراء تعديلات دستورية تكفل إنجاز استحقاق البناء والتطوير المؤسسي للدولة والانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وكذا استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، وكل هذه الاستحقاقات لا تدع مجالا لأي طرف من أطراف العمل السياسي في هذا الوطن للتنصل من مسؤولياته تجاهها. ولفت الدكتور مجور في المهرجان الجماهيري الذي أقيم بمحافظة حجة اليوم الاثنين احتفاءً بالعيد الوطني ال 20 للجمهورية اليمنية: "إلى أن استحقاقات التنمية وترسيخ الممارسة الديمقراطية وتعزيز البناء المؤسسي للدولة هي أولويات وطنية في ظل القيادة الحكيمة". وقال: "إن أمام إنجاز هذه الاستحقاقات كما يريد كل يمني مخلص مواطناً كان أو مسئولاً توجد العديد من الصعوبات وإذ نؤكد لكم بأن الدولة قادرة على التغلب على الصعوبات فإننا نأسف اليوم أن نرى البعض من أبناء هذا الوطن من يرغب في خلق المزيد من الصعوبات ويعمل قدر جهده حتى لا يرى وطنه قوياً ومتجاوزاً التحديات، ماضياً في طريق النمو والنهوض والتطور". وأضاف: "هذا البعض انتظم في عصابات تمرد تمارس الإرهاب بكل أشكاله، وتعوث في الأرض فساداً، تدمر الممتلكات العامة والخاصة وتروع الآمنين وتشرد المواطنين من منازلهم وتدعو إلى تمزيق الوطن وتستهدف مصالحه الحيوية، وفي مواجهة هؤلاء يحتاج وطنكم إلى كل جهد مخلص مثمر وبناء من أي كان من السلطة والمعارضة ومن كل يمني على تعدد مستويات المواقع التي يشغلونها.. والأدوار التي يؤدونها في محيطهم". وخاطب الحاضرين "إن إرادتكم من إرادة الله، والله مع هذا الشعب الوفي المخلص الذي اختار أن يعيش عيشة الأحرار تحت مظلة الجمهورية والديمقراطية والوحدة ومثَّل بإرادته الصلبة صخرة صلبة، تحطمت عليها واندحرت عندها مشاريع التمرد والانفصال والإرهاب لأنها مشاريع هدم وتخريب وظلام وجهل وتخلف". وقال: "إن مناسبة مرور عشرين عاماً على إعادة تحقيق الوحدة المباركة جديرة بأن يحتفل بها اليمنيون، كيف لا، وهي التي أعادت لليمن اعتباره وأنهت عهداً طويلاً من التمزق والتشطير". وخاطب الحاضرين قائلاً: "في الماضي الإمامي البغيض كانت قلعة القاهرة في هذه المدينة الجميلة سجناً مهولاً انتهت إليه خيرةُ رجال اليمن من المناضلين وقادة التغيير الذين زَجَّ بهم الإمام فيها وقتل ودفن في محيطها منهم العشرات ومن هذه الزاوية المعتمة في تاريخنا استطعتم يا أبناء حجة أن تشعلوا شمعة الأمل وأن تخوضوا مع بقية إخوانكم اليمنيين معارك الخلاص". وأضاف: "لقد أثبتم خلال سني الثورة المباركة وفي كل مرحلة من مراحل النضال الوطني أنكم سنداً وذخراً لشعبكم ووطنكم، كنتم في الصفوف الأولى في هذه المحافظة عندما تحولت إلى ساحةٍ للمواجهة مع فلول التخلف الإمامي، وكنتم كذلك في كل جبهات النضال، فلا ريب إذاً أن يعبر هذا النمط البطولي من التضحية والعطاء من أجل الوطن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته الخالدة وعزته ورفعته عن وفائكم وإخلاصكم وعن دوركم القوي والمؤثر في تاريخ وطنكم المعاصر". وأشار إلى "ما شهدته محافظة حجة من إنجازات بفضل الثورة والجمهورية والوحدة وفي ظل الرعاية والاهتمام لفخامة الرئيس التي أعادت صياغة صورة المحافظة كما يجب أن تكون في هذا العصر من خلال مشاريع البنية التحتية وعلى رأسها الطرقات ومن مشاريع تنموية وخدمية تعليمية وصحية وكهربائية وهاتفية". وقال: "لقد حظيت المحافظة بحزمة واسعة من هذه المشاريع خلال الفترة الماضية ومن حقها أن تحظى بحزمة أخرى من المشاريع التنموية والخدمية التي افتتحنا بعضها اليوم ووضعنا حجر الأساس لبعضها الآخر بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 24 مليار ريال".. مشيراً إلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة استكمال الإجراءات التنفيذية لإنشاء جامعة حجة وإعلان اسم رئيس الجامعة ونائبه فضلاً عن ربط بقية مديريات المحافظة بشبكة الكهرباء عبر مشروع الطاقة الخامسة وكذا إجراء المسح الزلزالي للمحافظة". وأضاف: "إن حجة اليوم بفضل هذه الإنجازات لم تعد كما كانت في الماضي معزولة عن محيطها بل إنها تتصل بمحيطها وبكل جزء من أجزاء اليمن الغالي والعالم بشبكة واسعة من الطرقات وبشبكة من مشاريع الاتصالات الهاتفية". وتابع الدكتور مجور: "شتان بين من يبني وبين من يهدم وهذا هو حال من أرادوا أن يوقفوا مسيرة البناء والتطور، لقد ضاق صدر هؤلاء الذين أطلوا من كهوف العزلة وسلكوا طريق التمرد في محاولة يائسة لإعادة التاريخ إلى الماضي البغيض ماضي التخلف والجهل والمرض، لقد ضاق صدرهم من كل الإنجازات التي تحققت وتتحقق هنا في محافظة حجة وفي غيرها من محافظات الجمهورية، مشيدا بتلاحم واصطفاف أبناء محافظة حجة خلف قيادتهم الحكيمة وخلف الخيارات الوطنية ممثلة في الثورة والجمهورية والوحدة". وأعرب عن أسفه إزاء إصرار بعض أحزاب المعارضة للوصول بالبلاد إلى مرحلة الفراغ الدستوري الذي يحمل في طياته كماً هائلاً من التبعات والنتائج السيئة التي تتجاوز قدرة كل طرف على توظيفها بحسب أهوائه ونزعاته السياسية والحزبية..مؤكدا بأن الدولة ستقوم بواجبها الوطني والدستوري بما يكفل إنجاز كل تلك الاستحقاقات التي تصب في خدمة الوطن والشعب ولا تتقاطع سلباً مع أي طرف. سبأ