اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تلبيته للدعوة الموجهة اليه من الرئيس الامريكي اوباما لزيارة واشنطن الاسبوع القادم. وسيكون لقائهما خلالها الاول بينهما منذ لقائهما بالبيت الابيض في مارس/اذار الذي وصفته تقارير بانه كان "باردا". وذكر مسؤولون في البيت الابيض ان الرئيس اوباما وجه دعوة الى كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني لزيارة واشنطن في موعدين منفصلين للدفع في مسيرة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين. وسيكون لقاء كل من نتياهو وعباس اللقاء الاول بالرئيس اوباما منذ اعلان بدء مفاوضات السلام غير المباشرة بين الطرفين الشهر الماضي، التي توسط فيها جورج ميتشيل مبعوث اوباما الخاص للشرق الاوسط. بيد ان معلقين اسرائيليين فسروا تلك الدعوة التي وصفوها بالمفاجئة لنتنياهو بانها محاولة من الرئيس اوباما لمواجهة الانتقادات داخل الولاياتالمتحدة بسبب ما اعتبر على نطاق واسع تجاهلا منه للزعيم الاسرائيلي بعد الخلاف العلني حول المستوطنات الاسرائيلية. برود وكان اوباما قد استقبل نتنياهو ببرود في اخر زيارة له لواشنطن، بل وتهرب حتى من اخذ الصورة الفوتغرافية المعتادة عند بدء لقائهما في 23 مارس/اذار الماضي. وتوقعت وسائل اعلام اسرائيلية ان يحاول أوباما في محادثاته القادمة مع نتنياهو في البيت الابيض اظهار دفء العلاقات بينهما ويحرص على التقاط الصور لهما وربما يعقدان معا مؤتمرا صحفيا مشتركا. وكانت اسرائيل قد احرجت واشنطن واغضبت الفلسطينيين خلال زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الاخيرة باعلانها خطط بناء اكثر من 1600 منزل جديد للمستوطنيين اليهود في القدس الشرقية. وأخطر أوباما الفلسطينيين والاسرائيليين بأنهم سيتحملون المسؤولية اذا اتخذ أي جانب منهما خطوات تقوض المحادثات التقريبية غير المباشرة عبر الوسيط الامريكي ميتشيل. ويهدف اوباما من اللقاء بالزعيمين الى الدفع قدما بمسيرة المفاوضات غير المباشرة وقد عبر تومي فيتور المتحدث باسم البيت عن رغبة اوباما هذه بقوله " ان اللقاءين قد صمما للمساعدة في الدفع قدما بهذه العملية". وسلم رام ايمانويل كبير موظفي البيت الأبيض الدعوة شخصيا الى نتنياهو في القدس يوم الاربعاء أثناء زيارة عائلية لاسرائيل. قضايا امنية مشتركة وسيتوجه نتنياهو الثلاثاء القادم الى واشنطن بعد أن يكمل زيارة لكل من فرنسا حيث يحضر مراسم انضمام اسرائيل لعضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وكندا. وذكر ايمانويل للصحفيين ان المحادثات ستتركز على القضايا الامنية المشتركة، فضلا عن "التعاون الوثيق بشأن تحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها". وفسر بعض المراقبين ذكر المصالح الامنية المشتركة في معرض الاعلان عن زيارة نتنياهو بانه اشارة الملف الايراني والمخاوف الاسرائيلية الامريكية من مسار البرنامج النووي الايراني. وفي واشنطن أعلن المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور زيارة عباس التي كانت متوقعة على نطاق واسع دون تحديد موعدها اذ قال "يتطلع الرئيس الى زيارة من الرئيس عباس في المستقبل القريب. نحن نعمل على الاتفاق على الموعد". ولم يصدر تعليق عن الجاب الفلسطيني بعد عن هذه الزيارة بيد الرئيس الفلسطيني عباس كان قد اشار لقناة تلفزيون فرانس 24 هذا الاسبوع انه دعي الى الولاياتالمتحدة ويعتقد ان الاجتماع قد يعقد في يونيو/حزيران. ويمثل دفع الجانبين لاحياء المفاوضات بعد توقف دام 18 شهرا انجاز ملموس لأوباما في الشرق الاوسط منذ توليه السلطة العام الماضي. لكن التوقعات ما زالت لا ترجح تحقيق أي انفراج.