في يوم صاخب لم تعرف له الضالع ولحج مثيلاً، شنت مليشيات الحراك الانفصالي صباح اليوم هجوماً هستيرياً بمختلف انواع السلحة على مدينة الضالع والحبيلين وطور الباحة، وهاجمت بقذائف ال"آر بي جي" كل ما وقع في طريقها من سيارات، وباصات، ومحلات تجارية، ومؤسسات حكومية، بل وحتى البيوت الآهلة بالسكان، فيما فتحت رصاص البنادق الالية في كل اتجاه وبصورة عشوائية وجنونية، حتى ظن البعض أنهم فقدوا عقولهم.. ولأول مرة استخدم الحراك مدافع هاون في هجماته الارهابية. الأجهزة الأمنية التي جرت العادة أن تنتشر خارج المدن، اشتبكت منذ الصباح مع مليشيات الهمج الارهابية بمواجهات شرسة، قامت خلالها العناصر الارهابية باقتحام بيوت الاهالي والاشتباك من داخلها مع القوات الأمنية، وقد اسفرت المواجهات عن سقوط (3) قتلى من عناصر الحراك بالضالع، وأكثر من (12) جريحاً، فضلاً عن إصابة عدد من رجال الأمن.. فيما شوهدت عدد من السيارات المدنية وهي تحترق في شوارع الضالع وطور الباحة بعد أن أضرمت العناصر الارهابية النيران فيها. ويؤكد مراسل "نبأ نيوز" في الضالع أن أكثر من (20) منزلاً هاجمتها العناصر الارهابية بالقذائف وألحقت فيها دماراً مختلفاً، وأصيب العديد من سكانها- وجميعهم من أبناء الجنوب- فيما شوهدت نساء وأطفال في الشوارع وهم يصرخون، ويستغيثون على إثر تدمير بيوتهم، أو اقتحامها من قبل الحراك واتخاذها خنادقاً للقتال رغم وجود ساكنيها بداخلها. كما أفادت مصادر "نبأ نيوز" أن المليشيات الارهابية هاجمت سيارة إطفاء أثناء محاولتها انقاذ أحد المنازل الذي اشتعلت بداخله النيران بعد تعرضه لقذيفة "آ ربي جي" أطلقها الحراك بدعوى أنهم "عملاء للاحتلال"- على حد قولهم- فقاموا باطلاق وابل من الرصاص على سيارة الأطفاء، وحاولوا إحراقها، غير أن قوات الأمن اشتبكت معهم، ومنعت إحراق عربة الاطفاء التي اصيبت باضرار بالغة عطلتها عن العمل نهائياً عملها، وقد سقط خلال الاشتباكات أحد رجال الأمن مصاباً بجراح متوسطة.. وحاولت العصابات الارهابية رفع علم تشطيري بطول ستة امتار وعرض اربعة امتار على الشارع العام وعند محاولة افراد من الامن انزال العلم قامت بامطارهم بالرصاص من أسطح البيوت المجاورة التي لا تستطيع الأجهوة الأمنية الرد عليها لكونها بيوت مأهولة بالسكان.. وقد أصيبت خلال المواجهات أحد المارة ثلاثة سيارات مدنية كانت تقف أمام بيوت أصحابها. كما اصابت نيران المتمردين عدداً من الباصات والدراجات النارية وسيارات المارة جميعها تابعة لمواطنين في الشارع العام امام المطعم السياحي، وذلك بغرض تعطيل حركة السير لتنفيذ ما اسموه بالعصيان المدني بالقوة.. كما قام احد مسلحي الحراك بمحاولة احراق علم الوحدة وهو علم كبير مرفوع في منطقة دار الحيد وقد اصيب المسلح المتمرد بطلق ناري هوى الأرض على اثره، وجرى اسعافه الى المستشفى. كما قامت عصابات المتمردين باطلاق قذائف "آر بي جي" على مناطق مختلفة من المدينة، وعطلوا بوز الماء التي تنقل الماء للمواطنين. وتؤكد المصادر انه وبعد كل ذلك العمل المسلح الا ان محطات بيع البترول والمرافق الحكومية والعيادات والصيدليات والمستشفيات وحركة النقل ظلت تعمل بعد ان تمكن الامن من السيطرة عليها وابقائها تعمل. واكدت مصادر "نبأ نيوز" انه رغم كل ما قامت به العصابات من اعمال تخريب هستيرية غير مسبوقة الا ان توقف الحركة (العصيان) كان نسبي وفي وسط المدينة وحبيل جباري وبقوة السلاح وكثافة النيران التي منعت الحركة خوفا وليس رغبة لدى الناس وهو امر استحسنته بعض الجهات الرسمية وخاصة في ظل ما شهدته المدينة من نيران كثيفة لم تشهدها من قبل.