"مرة أخرى تصير المقتلة تحت جلدي وينام القَتلَة مرة أخرى تصيرُ المشنقة علَمًا أو سُنبلة" هذه الكلمات التي قالها شاعر المقاومة المرحوم محمود درويش تصور الحقيقة المُرّة التي تفتك بنا تحت شتى الدعاوى المموهة. فالدماء التي تسيل في ربوع بلادنا العربية والإسلامية هي دماء عربية ومسلمة، ومثلها الدماء التي تسيل في ربوع يمننا الغالي دماء يمنية زكية غالية عند أهلها وعند خالقها.. والدعاوى التي نسمعها دعاوى رخيصة مدنسة وغير يمنية ولا بريئة ولا صادقة.. الدماء يمنية والدعاوى ممهورة بتوقيعات شتى ليس فيها توقيع يمني واحد مؤمن أصيل. القتيل يمني والقاتل مجهول الهوية بقدر ماهو معلوم عند أولي البصائر. الضحية هي اليمن وأبناؤه والقاتلون لها والناحرون لرجالها ونسائها وأطفالها أدعياء مجلوبون لها.. أدعياء لا علاقة لهم باليمن غير الدعوى.. **** والذين يسوّغون القتل تحت كل دعوى وبأي ثمن يريدون أن يحققوا مكاسب سياسية على حساب دمائنا نحن اليمانيين.. وهم يمنحون الدعاوى الرخيصة الملوثة سلطة القتل بالهوية لأبناء الشعب اليمني ويريدون من خلال الترويع أن يخلقوا لدى الجميع حالة استسلام لرخص مآربهم ويأبى الله والمؤمنون ذلك. فمن هو القاتل ومن هو المخطط والممول ومن هو المستفيد وماهي الغايات المرادة؟ **** كلما يدور في بلاد المسلمين عموما والعرب خصوصا وأهل النخوة منهم على وجه التحديد ليس بعيدا عن مبدأ نيكسون الأمريكي الذي سارت عليه السياسة الأمريكية منذ ما بعد حرب فيتنام حيث قامت السياسات الأمريكية لمواجهة أعداء أمريكا وأعداء حلفائها خصوصاحليفتها إسرائيل وفقا له وهو أنه " يجب تحقيق أهداف أمريكا بأقل عدد ممكن من الجثث والدولارات الأمريكية " ولا شك أن هذا المبدأ قد شهد استثناءات أهمها منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي انتهت بغرق أمريكا قهرا وحليفاتها في مستنقعات العراقوأفغانستان ولبنان.. ولكن المبدأ لم يسقط وما نشهده في الباكستان والصومال والعراقواليمن ولبنان وفلسطين وحتى إيران ماهو إلا تحقيق لمقتضيات هذا المبدأ.. فالمخطط أمريكي صهيوني والممول والقاتل والمستفيد والغايات المرادة أمريكية وصهيونية بامتياز.. **** والذين يعتقدون من أعداء النظام ومعارضيه أنهم يحققون مآربهم في الوصول إلى الحكم من خلال هذه الفتنة الدموية المثارة واهمون فهم لن يحكموا بعد إرادة الله القاهرة إلا برضا أمريكا وقوتها ولن يحكموا إن رضيتهم أمريكا ونصرتهم إلا على بحيرات دماء وجثث ومتفجرات كماهو حاصل في كل من أفغانستانوالعراق ثم أنهم بعد ذلك لن يقر لهم قرار ولن يستقر بهم حكم.. فهل هذا ثمن مقبول للحكم من جانب هؤلاء؟ وهل يعتقد هؤلاء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم .. أن الناس سيرضون بهم بعد كل ذلك ؟ وهل لا يعتبرون بحكام أفغانستانوالعراق أم هم لا يبصرون؟ اللهم احفظ البلاد والعباد واقمع أهل الشرك والفساد..