أكد عدة مسؤولين حكوميين بارزين من الشرق الأوسط مشاركتهم في قمة مدن العالم وفي أسبوع سنغافورة الدولي للمياه في وقت لاحق من الشهر الجاري. ويناقش الحدثان، اللذان يعقدان في وقت واحد بين 28 يونيو و2 يوليو 2010، مجموعة من القضايا المتعلقة بالجوانب العملية لإدارة شؤون المدن، فضلاً عن المنهجيات المتكاملة التي يمكن اتباعها لتحقيق التنمية الحضرية وإدارة المياه. وتقام قمة مدن العالم تحت شعار "مدن مستدامة وصالحة للمعيشة في المستقبل"، أما الأسبوع الدولي للمياه فيقام تحت شعار "المدن المستدامة: مياه نظيفة بتكلفة معقولة". يتحدث أمام القمة من قادة الشرق الأوسط سعادة ماجد المنصوري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، والدكتور فاضل صفر علي صفر، وزير الاشغال العامة والشؤون البلدية بدولة الكويت، وسعادة لؤي المسلم، الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية بالمملكة العربية السعودية، وسعادة فهيد الشريف، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالمملكة العربية السعودية، وسعادة الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، والدكتور صفوت عبد الدايم، الأمين العام للمجلس العربي للمياه، وآخرون. باتت التنمية الحضرية المستدامة مسألة ذات أولوية تشغل جماعات التخطيط المحلية، في ضوء توقعات تشير إلى نمو سكان المناطق الحضرية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بنسبة 25 بالمائة على مدى السنوات العشر المقبلة. ومن المنتظر أن يستعرض الموفدون العرب المشاركون في قمة مدن العالم وجهات نظر وخبرات متنوعة من المنطقة، وأن يتبادلوا الرؤى والآراء مع نظرائهم من قادة العالم لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها المدن اليوم. وتشمل القضايا الرئيسية التي ستتناولها القمة بلورة السياسات، والتجارة، والاستثمار، والنقل، والبيئة، والتنمية المستدامة، والتنمية الاجتماعية. وسوف يشارك سعادة ماجد المنصوري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، في حلقة نقاشية حول تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة في المدن سريعة النمو، مؤكداً التزام دولة الإمارات بالتصدي للتغيير المناخي. كما سيعلّق المنصوري، بوصفه أميناً عاماًُ للهيئة المسؤولة عن تطبيق الأنظمة الإدارية في مجالات البيئة والصحة والسلامة في أبوظبي، على أهمية السياسات وإشراك المجتمع في تعزيز التنمية المستدامة في الإمارة. من المقرر، من جهة أخرى، أن يطّلع أعضاء الوفود المشاركون في مؤتمر أسبوع سنغافورة الدولي للمياه من المنطقة العربية على حلول فعالة وقليلة التكلفة لمعالجة مشاكل المياه في بيئة دائمة التغير، من بينها ضمان توافر المياه النظيفة الصالحة للشرب. وبالنظر لوقوع دول الخليج جغرافياً في واحدة من أكثر مناطق العالم شحاً في المياه العذبة، فإن قضايا مثل الاستهلاك الرشيد للمياه والموارد المائية المتجددة ستكون حاضرة بقوة خلال المؤتمر. ووفقاً للأكاديمية العربية للمياه، فقد كانت ثلاث دول عربية فقط تعاني من ندرة المياه العذبة في العام 1955، أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى 11 دولة، ومن المتوقع أن تندرج سبع أخرى إلى قائمة الدول العربية التي تعاني شحاً في المياه بحلول العام 2025. ويأمل العارضون المشاركون في قمة مدن العالم وأسبوع سنغافورة الدولي للمياه، في الاستفادة من عدد من الشركات السنغافورية العاملة في مجال البنى التحتية والمشاركة في مشاريع بارزة في الشرق الأوسط، ومن بينها شركة سيمبكورب Sembcorp المختصة في الملاحة وفي خدمات الطاقة والمياه، والتي نجحت حديثاً في تحقيق إنجازات ملموسة في مشاريع الطاقة والمياه في دول الخليج، فقد عملت الشركة في مشروع التوسعة لمحطة توليد الطاقة وتحلية مياه البحر في الفجيرة، رافعة قدرتها الإنتاجية من الطاقة إلى 40 بالمائة، ما يجعلها واحدة من كبرى محطات تحلية المياه في العالم. أما شركة سوربانا Surbana السنغافورية المختصة في استشارات البناء والتخطيط المدني، فتقوم في أبوظبي حالياً بتطوير المقر الرئيسي لشركة الاستثمار والتطوير السياحي التابعة لحكومة أبوظبي. وسوف يستهلك هذا المبنى الأخضر البالغة تكلفته 163 مليون دولار، طاقة أقل بنسبة 26 بالمائة من مبنى تقليدي مماثل، نظراً لتقنيات البناء المبتكرة التي تجسد فلسفة سوربانا في التصاميم الخضراء الرفيقة بالبيئة. جدير بالذكر أن مشاريع سنغافورة العالمية، وهي هيئة تابعة لوزارة التجارة والصناعة السنغافورية، تقود تطوير تجارة سنغافورة الخارجية. وتقول الهيئة، التي تتمثل مهمتها في تعزيز النمو الخارجي للشركات السنغافورية وتطوير العلاقات التجارية الدولية لسنغافورة مع العالم، إن حدثي قمة مدن العالم وأسبوع المياه الدولي سوف يلعبان دوراً حيوياً يتيح الفرصة أمام مشاريع سنغافورة العالمية لاستعراض أحدث الصناعات السنغافورية الرائدة، ولا سيما في مجال المياه وتقنياتها. وعلّق ليم بان هو، مدير المجموعة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مشاريع سنغافورة العالمية بالقول إن حدثي قمة مدن العالم وأسبوع سنغافورة الدولي للمياه يناقشان مسائل جوهرية وأساسية للتنمية الناجحة للبلدان في الشرق الأوسط، مؤكداً أن دول الخليج واحدة من الأسواق ذات الأولوية للشركات السنغافورية التي تتطلع إلى التوسع دولياً، وأضاف: "سوف يشجع هذان الحدثان التوسع من خلال تسهيل تبادل المعرفة في هذا القطاع، وبناء العلاقات التجارية وبدء وتعزيز الشراكات بين سنغافورة والشركات في منطقة الشرق الأوسط".