شهدت السوق اليمنية ارتفاعا كبيرا في اسعار المواد والسلع الغذائية قبيل حلول شهر رمضان المبارك مما افسد فرحة اليمنيين المعتادة في استقبال الشهر المبارك خاصة وان اقبال الاسرة اليمنية على متطلبات واحتياجات الشهر الفضيل تزيد بشكل لافت قياسا بالايام العادية من السنة. وارجع خبراء اقتصاديون معدل الزيادة التي تراوحت بين 10 الى 15% لبعض المواد الغذائية المنتجة محليا و10% للمواد الاستهلاكية المستورة المنتجة خارجيا، الى تدهور سعر صرف العملة اليمنية امام الدولار الامريكي مسجلا 260 ريالا للدولار الواحد مطلع الاسبوع الفائت ليتدخل معه البنك المركزي اليمني والمجلس الاقتصادي برئاسة الدكتور مجور معلنا ثبات سعر الصرف للريال عند 239,5 للشراء , 240 ريالا للبيع مقابل الدولار الواحد.
في حين كان البنك المركزي نفسه قد ارجع موجة ارتفاع الاسعار المفاجئة التي صاحبت هبوط سعر العملة اليمنية الى زيادة متطلبات الاستيراد من قبل التجار مع حلول الشهر الكريم الامر الذي قلل منه اقتصاديون ورجال اعمال يمنيون, مجمعين على وجود خلل في السياسات الحكومية التي يتبعها البنك المركزي والتي تؤدي دائما الى حدوث تلك الزيادات السعرية المفاجئة التي ليس لها مثيل في العالم.
وتاتي تلك الزيادة السعرية لتقصم ظهر اليمنيين المنهكين اصلا جراء تزايد الفقر وتدني الاجور وارتفاع ظاهرة البطالة في اوساط الخريجين الذين بلغ عددهم وفقا لاحصائيات رسمية حديثة نحو 30 الفا سنويا. كما ضاعفت من معاناة ذووي الدخل المحدود الذين يشكلون ثلاثة ارباع سكان اليمن البالغ عددهم قرابة 25 مليون نسمة, وامام تلك الزيادة السعرية الطارئة وجد كثير من المواطنين انفسهم يبحثون عن بصيص أمل يقيهم ولو لفترة (شهر) جهنم اسعار المواد الاستهلاكية التي تجاوزت لبعض المواد الغذائية نسبة 100%.
معارض الشهر الكريم توفر معارض الشهر الكريم التابعة لمجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاؤه تحت خيمة واحدة متطلبات الشهر الاستثنائي بالنسبة للصائيمين الذين ما يزال رمضان بالنسبة لهم "موسم" للطعام والشراب وتنوع المادة الغذائية, وتتميز تلك المعارض المنتشرة في عموم محافظات اليمن بشدة الاقبال عليها خاصة من ذووي الدخل المحدود لما يجدونه من فارق في سعر المواد الغذائية والاستهلاكية عن تلك التي تعرضها الاسواق المنتشرة, فضلا عن سياسة ترويجية وتسويقية جاذبة للزبون تتمثل في اسلوب العرض والتنافس على جوائز قيمة لها علاقة بمنتجات ومستلزمات الشهر الرمضاني الكريم.
يقول سلطان- احد متسوقي معرض الشهر الكريم بتعز: جئت الى المعرض كونه يلبي احتياجاتي كاملة للشهر الفضيل كما ان اسعاره التي يعرضها للزبائه اقل قياسا بما هو موجود في السوق ونحن نبحث عن السعر المنخفض حتى ولو كان بسيطا لان الحياة اصبحت لا تطاق وكل يوم غلاء واسعار نار ولا ندري الى اين ذاهبون بعد الزيادة الجديدة في الاسعار التي كان توقيتها مع قدوم شهر رمضان الكريم. سلطان زار جناح الشركة اليمنية للصناعة والتجارة وهي اقدم شركة تجارية وصناعية في اليمن حيث انشأت علي يد المرحوم الحاج هائل سعيد انعم عام 1970م , مبديا اعجابه بمنتجات الشركة خاصة تلك التي تناسب رمضان مثل المهلبية والجيلي وبسكويت ماري , اما عن الاسعار فقال: الحمد لله هي افضل من السوق كالعادة.
اما مروان شجاع- فقال انه هرب الى معرض الشهر الكريم كما الاف الناس الذين يهربون لهثا وراء اسعار مخفضة الى حد ما, منوها الى ان اسعار هذا العام في السوق لا تطاق, وان الحكومة بدل ما تبشر الناس بشهر كله حب ورحمة واسعار ثابته فاجئت الناس بتلك الزيادة التي قال انها ليس لها مثيل في الدنيا, وتساءل: هل يعقل ان يرتفع الدولار امام الريال 40 ريالا دفعة واحدة؟
من جهته، اوضح سيف العديني- احد تجار مدينة تعز- ل"نبأ نيوز": ان نحو 90% من المواد الغذائية والاستهلاكية المحلية ارتفع سعرها بنسبة 10 الى 15 % في حين زادت بعض السلع المستوردة بنسبة 15%, مشيرا الى ان منتجات يقبل عليها الصائمون كمنتجات الالبان زادت فيما زادت الزيوت 10% في حين زادت السمون بنسبة 15%, منوها الى ان الزيادة السعرية للمنتحات المحلية تظل ثابته اما المنتجات المستوردة تشهد نقصا وزيادة حسب ارتفاع ونقص الدولار.
وفي اجراء حكومي يهدف لمعالجة احتكار مادة الخبز والرغيف من قبل اصحاب الافران والمخابز خاصة بعد ارتفاع سعر مادة القمح في الاسواق العاملية ومنها اليمن الى مستويات قياسية مسجلا سعر الكيس منها في اليمن مبلغ 5800 ريال قياسا بما كان عليه قبل نحو اسبوعين مبلغ 4200 ريال, اقدم مجمع المخابز المركزية الالية على انشاء نحو تسعة اكشاك لبيع الخبز والروتي للمواطنين, وتوزعت تلك الاكشاك حسب مدير عام المخابز جميل الصريمي في مناطق- المرور, والمغتربين, والثورة, الموشكي, وباب موسى كمرحلة اولى تليها مرحلة ثانية في نحو 19 منطقة. وارجع مدير عام المخابز الالية التي تقدم خدماتها للمؤسسة العسكرية والمواطنين ذلك الاجراء الى منع احتكار اصحاب المخابز الالية للرغيف والتلاعب بوزنه وموصفاته, علاوة على تقديم خدمة ميسرة للمواطن في الوقت والمكان الذي يختاره.
جدير بالذكر ان مدينة تعز كانت قد شهدت مسيرة جماهيرية غاضبة يوم الخميس الماضي احتشد اليها الالاف من ابناء المحافظة في مشهد عكس تلاحما شعبيا لاول مرة, حيث انتفت فيه مظاهر التعنت الحزبي وطغى عليه الشعور بانين وجع لقمة العيش المهددة الى حين.