شهدت الساحة الثقافية اليمنية خلال الساعات الماضية غلياناً واستياءً شديدين من قصيدة ألقاها الشاعر علي دهيس – أحد المشاركين في الملتقى الشعري الثاني للشباب العرب – والتي قوبلت من قبل عدد من الشعراء اليمنيين المشاركين في الملتقى باتهام ب"الإساءة الى الذات الإلهية" من خلال ما ادعوا أن الشاعر أورد في بعض نصوص قصيدته قوله: (الله والله الآخر.. ولي صديقان الله والشيطان). وأكد عدد من الشعراء المشاركين في تصريحات ل "نبا نيوز" : أن قصيدة دهيس تمس الذات الإلهية، وكان من المفترض على وزارة الثقافة أن تشكل لجنة لإجازة النصوص قبل إلقائها ، معتبرين دهيس قد تجاوز بقصيدته الحداثية الخطوط الحمراء . وقال الشاعر أحمد العزي خليفة – أحد المشاركين في الملتقى – ل "نبا نيوز" : "قد نتجاوز عن أشياء، إلا الذات الإلهية العظيمة"، مشيراً الى أنه " وما انحطت الأمة إلا بمثل هؤلاء الذين خرجوا على قيم النبل وقيم الشعر لغرض دنيوي رخيص". كما علق الشاعر إبراهيم الهمداني – وهو أحد المشاركين - قائلاً : "الشعر رسالة إنسانية سامية وللشاعر أن يحلق بخياله في أفق الشعر الواسع اللا متناهي، ولكن عندما يتحول ذلك التحليق الى تسفّل وانحطاط كما يفعل من يدعي انه شاعر – كدهيس- متطفلا على الشعر وعالم الشعراء متجاوزا الحدود والخطوط الحمراء في حق الله تعالى وتنزهه عما يقول أمثال هؤلاء". أما الشاعر والناقد الشاب عبد الرقيب مرزاح الوصابي، فقد قال بدوره: "الشاعر الحق مفجّر لغة وصانع نص جديد مغاير لا يشبه نصوص الآخرين ، وليس مكرراً لنصوص عفا عليها الزمن أو لأنفاس ربما محا أصحابها وأضحوا في خبر كان" ، مضيفاً "والنص الجيد في الأصل هو القابل للتأويل وتعدد القراءات ويفتح ذراعيه لدلالات متنوعة ومتشبعة شتى تشي بثقافة صاحبه وإخلاصه للنص الإبداعي". واستدرك قائلاً:"غير أن بعض المتطفلين لا يدركون مثل هذه القيم وأهميتها في إنتاج صوت شعري فريد، له بصماته ولمساته ، فتراهم يلهثون ويتهافتون تهافتا محموما متجاوزين بذلك تعاليم دينية وأعراف ضرورية بذريعة كسر الجمود وتحريك الركود ولم يدركوا حينها طرائق ترويض النص والمتلقي معا - ما هكذا تورد الإبل - وجلاء عجزهم فلا هم قادرون على التلاعب بالمفردات وليسوا باقين على آدميتهم ليكونوا لحظة إلقاء القصيدة كائنات لا يتشبه التسمية". أما الشاعر مبخوت العزي الوصابي، وهو مشارك أيضاً، فقد قال : "من المفارقات الغريبة أن نفرّ من فوضويةٍ نزعمها على بساط فوضوي أقبح من سوءة الواقع المرفوض.. لعلي أجد مبررا لذلك ما نطالعه أو نسمعه هنا أو هناك من تجاوزات ألسنة أفلست إلا من الغوص في بذاءات القول بحثا عن فرقعة للعبور الى فضاءات الوهم المسماة -الشهرة ". هذا وما يزال الجدل محتدماً بين بعض الشعراء ودهيس بخصوص القصيدة التي ألقاها واتهمه البعض "بالإساءة الى الذات الإلهية" إلاّ أن دهيس لم يكترث لذلك القول، وأصر وما يزال بحسب تعبيره بأن القصيدة التي ألقاها لا تمس الذات الإلهية.