في طعنة جديدة يوجهها علي سالم البيض لخاصرة الحراك الانفصالي في الداخل، أعلنت أمس الاثنين شخصيات انفصالية "مغمورة" بحضرموت- يدعمها البيض- إنقلابها على تكوينات الحراك، وتأسيس كيان نصبته بديلاً لجميع التكوينات القائمة بالمحافظة، ضاربة عرض الحائط بالقيادات العليا لتلك التكوينات؛ في نفس الوقت الذي تشهد مدينة "لعبوس" بيافع تحضيرات مكثفة لمجاميع شبابية أعلنت قبل بضع أيام إنقلابها على "اتحاد شباب الجنوب"، وتعمل حالياً على تشكيل قيادتها، وإسقاط الاعتراف بالاتحاد الذي يتزعمه نجل القيادي حسن باعوم..!! وأفادت مصادر "نبأ نيوز": أن ما أطلق عليه "مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب" بحضرموت تم تشكيله برئاسة الشيخ احمد محمد بامعلم، فيما شغل حسن بن حسن الطفي (نائباً أول)، واحمد بلعيد السعيدي (نائب الرئيس لشئون الساحل)، وعوض جميل (أميناً عاماً)، واللواء احمد سعيد المحمد (رئيساً للجنة الاستشارية)، وسالم بن دغار (ناطقاً رسمياً).. مشيرة إلى أن جميع المذكورين- باستثناء "بامعلم"- هم من الشخصيات الانفصالية المغمورة، التي لم تعرف لها أية أدوار بارزة على صعيد الأنشطة الميدانية للحراك. وأكدت: أن إعلان "المجلس" فجر غضباً ولغطاً كبيراً في مختلف أوساط الحراك، وذلك أولاً لتزامنه مع تحركات "حسن باعوم" وقيادات جنوبية أخرى باتجاه التقريب بين فصائل الحراك وتوحيدها؛ وثانياً لكون "المجلس" إدعى أنه تشكل كخلاصة لتوحيد جميع مكونات الحراك القائمة بحضرموت، في الوقت الذي لم يكن لدى القيادات العليا ل"المجلس الوطني" أو "نجاح" أو "اتحاد الشباب" وغيرها أي علم بما جرى، وقد صدمتها المفاجأة عندما بلغها نبأ تشكيل المجلس..! مصادر جنوبية مطلعة كشفت ل"نبأ نيوز": أن المجلس الجديد تبلور بعد تنسيقات جرت "بسرية تامة" بين علي سالم البيض والشيخ أحمد بامعلم، وقد أوكل "البيض" للأخير مهمة تشكيل المجلس، واختيار قياداته من النخب التي "لم تستهلك أسمائهم"، كما حوّل له يوم 16/9/2010م ما مقداره مليونين و530 ألف ريال، تم تحويلها من وسيط يمني في دبي عبر شركة صرافة أهلية، وتسلمها من المكلا شخص يكنى ب"السعيدي"، وهي دفعة لتغطية تكاليف تحركاته. وأشارت إلى أن طرفاً مكلفاً من "البيض" شدد على "بامعلم" بأن يتجنب ضم بعض الشخصيات الذين أورد أسمائهم، من بينهم (عبد العزيز باحشوان، سالم المرشدي، فضل الصلاحي، عبد المجيد وحدين، عبد الله راجح، ناصر باقزوز، صالح النموري)، وهم جميعاً- طبقاً للمصادر ذاتها- يعدون من أنشط عناصر الحراك الجنوبي في حضرموت، غير أن أحداً لم يفصح عن أسباب التحفظ على تلك الأسماء، إلاّ أن مصدر قيادي في "نجاح" اتهم في اتصال مع "نبأ نيوز" من يقفون وراء المجلس الجديد ب"السعي لسحب البساط من تحت أقدام القيادات الحقيقية للحراك في حضرموت، وتجويف حركة النضال السلمي، والقضاء على ثورة الجنوب"؛ واصفاً إياهم ب"أعداء الجنوب"، ومؤكداً أن "المستفيد الوحيد من هذه المؤامرات هي السلطة"!! وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر "نبأ نيوز": أن تنسيقات مماثلة لما جرى في حضرموت أجراها "البيض" مع عناصر شبابية في يافع، كان مخططاً لها أن تعلن عن تأسيس اتحادها الشبابي في ختام إجتماع عقدته في "لعبوس" يوم الخميس الماضي 23/9/2010م، إلاّ أن مجموعة منشقة من "اتحاد شباب الجنوب"، يقودها "عبد المجيد ثابت بن ثابت"، اعترضت على المراكز القيادية المقترحة، بدعوى استئثار الآخرين بأهمها؛ رغم أنها متعهدة باستقطاب الفاعلين من الاتحاد الحالي؛ وهو الخلاف الذي تسبب بتأجيل إصدار البيان التأسيسي ريثما يتم تسوية الاشكاليات. غير أن تلك التحركات الشبابية أججت مشاعر الغضب في صفوف عناصر "اتحاد شباب الجنوب" الذي يرأسه "فادي باعوم"، مما دفع اتحاد شباب الضالع إلى عقد اجتماع طاريء أمس الاثنين، انتهى باصدار بيان أكد تمسكهم بكيانهم- اتحاد شباب الجنوب- و"رفض أي عمل تحت أي مسمى يجري لا يأتي عن طريق الأطر الرسمية للاتحاد، العليا والدنيا، ووفقا لأنظمة ولوائح الاتحاد وبالاجتماع"- بحسب البيان. وتساءل البيان: "ما الداعي اليوم أن يأتي من يريد ان يدمر هذا الكيان العملاق الصامد بصمود شبابه المناضلين تحت مسميات غير منطقية، فالأصل نحن الشباب موحدين، ومن يريد ان يعمل بشكل طوعي في الاتحاد لا مانع، ومن يريد ان يقود فنحن عل استعداد للعمل معه كجنود من أجل التحرير والاستقلال"!! واستهجن أن يتعامل التكوين الجديد بارتجالية "ويتصرف بمزاجية، ويتعامل مع الشباب المناضلين كأتباع فقط يوجهم بالأمر... ولا ندري ماذا يريدون من هذا السلوك ألتدميري". وأشار البيان إلى "النتائخ الخطيرة" وما يترتب عنها من انقسامات، معلناً رفضه "إعادة وتكرار الماضي وتكريس سلوك وفكر المناطقية".. وحذر قائلاً: "نحذر كل من يغذي ويدعم هذا العمل، من أي جهة كانت، او قيادات في الحراك السلمي تريد احتواء إرادة الشباب" وتسخيرها في إدارة الصراعات فيما بينهم". مَن وراء تمزيق الحراك فور إقراره التوحد!؟ أكد مصدر قيادي في حراك الضالع ل"نبأ نيوز": أن تحركات "البيض" في إنشاء كيانات جديدة للحراك جاءت كردة فعل في أثر الدعوة التي وجهها رئيس "المجلس الوطني" حسن باعوم- في 23 أغسطس 2010م- لفصائل الحراك في الداخل لتوحيد صفوفها تحت مسمى مكون تنظيمي واحد، ثم قيامه وآخرين بالتحرك الفعلي بهذا الاتجاه. وقال: أن تلك الدعوة وما أعقبها من تحركات أثارت مخاوف شديدة لدى "البيض" بشكل خاص، والكثير من قيادات الخارج عموماً، الذين يعتقدون بأن وجود قيادة موحدة للحراك بالداخل قد يحولها إلى "ممثل شرعي وحيد للجنوب"، بحكم كونها هي من يتحكم بأحداث الساحة الجنوبية، وبيدها قرار التهدئة والتصعيد.. علاوة على صيرورتها الواجهة التي يتم التفاوض معها، أو مساومتها، أو إبرام الصفقات معها- سواء من قبل السلطة أو أي أطراف دولية- وبالتالي "لن يبقى للبيض أو غيره أي أهمية تذكر". ونسب إلى مصادر مقربة من "البيض" قولها: أن مخاوف "البيض" من حراك الداخل تفاقمت كثيراً منذ مطلع العام الجاري، وذلك للتراجع الشديد في اعتماد الحراك على التمويلات التي تأتيه من الخارج، مشيرة إلى أن الحراك بات يجني الملايين من عمليات السطو على أموال وممتلكات عامة وخاصة، بجانب أموال أخرى طائلة تدفعها مؤسسات حكومية، وأهلية، وتجار، ومتنفذين كأتاوات مقابل عدم التعرض لهم أو لمصالحهم.. وقالت: أن ذلك أفقد "البيض" أهم ورقة للتحكم بقرارات الحراك أو التأثير عليها بصورة فاعلة، كما شجع الحراك على التنكر له بعد الاستغناء عن "الفتات" الذي كان يدفعه لهم.. وأضاف المصدر: أن قيادات الانفصال في الخارج أخفقت في بلورة أي موقف سياسي دولي يخدم الحراك، وهي لا تريد قضية الجنوب أن تنتهي، بل تحرص على بقائها معلقة كي لا تفقد المصالح التي تجنيها باسمها، وبالتالي فإنها دأبت منذ البداية على إثارة الخلافات بين قيادات الحراك بالداخل، وتفريخ كيانات جديدة.. متوقعاً أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة ولادة المزيد من التكوينات الجديدة، على غرار ما جرى في حضرموت ويافع، والدفع بوجوه جديدة إلى الساحة الجنوبية، كونها سيتطلب الأمر منها زمناً طويلاً للتكيف، وبلورة لغة مشتركة للتفاهم مع غيرها من فصائل الحراك.. وهكذا يعود الحراك مجدداً إلى المربع الأول، ويدفن الانفصاليون أحلامهم ب"جمهورية العجائز الديمقراطية"، فهل ستتعلم ثكالى التشطير الدرس، وتدرك أنها أصبحت أشهر أضحوكة سخرت من غبائها البشرية..!!