حذر قيادي رفيع في الحراك الانفصالي السلطة في صنعاء من مخطط لتمكين القاعدة من محافظة حضرموت، على خلفية تنسيق بين بعض قياداتها و"أحمد بامعلم"- رئيس مجلس الحراك الجنوبي، الذي أسسه حديثاً- كاشقاً النقاب عن معلومات "خطيرة" تتهمه بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة. وأوضح القيادي- في رسالة خطية ممهورة باسمه وتوقيعه، ومرسلة إلى جهة رسمية، اطلعت عليها "نبأ نيوز"- بأن "أحمد بامعلم" يعد من "القيادات السلفية المتطرفة"- على حد وصفه- وسبق أن فاز بعضوية مجلس النواب بدعم من حزبه "الاصلاح" والتيار السلفي في حضرموت، ولديه علاقات واسعة مع "الأفغان العرب"، ممن شاركوا في القتال مع أمريكا في أفغانستان، مؤكداً أيضاً أن "علاقاته تعززت خلال الثلاث سنوات الأخيرة مع عناصر قيادية في تنظيم القاعدة". وكشف المذكور- الذي يعد أحد أبرز ثلاثة قادة للحراك في الداخل: أن القاعدة قدمت ل"بامعلم" في الفترة الأخيرة دعماً كبيراً لتمكينه من "شراء الذمم" وتشكيل مجلس جديد للحراك، "ليس القصد منه موضوع الجنوب والاستقلال، ولا لتفتيت صف الحراك بالمحافظة، وانما القصد هو ان يكون هذا المجلس مظلة للقاعدة، يلبسها ثوب جديد بصفة جماهيرية وسياسية، فتستغل فعالياته للتحرك من خلالها بحرية داخل حضرموت وخارجها، وكذلك لاختراق أوساط الشباب الحضرمي واستقطابهم- طبقاً لمضمون ما ورد في الرسالة. وفيما اكد القيادي في الحراك أنه رغم خلافاته مع النظام، ورغم ان طريق كل منهما عكس الآخر، لكنه أراد التحذير أولاً لأن صنعاء مازالت هي تحكم الجنوب، وتتحمل المسئولية، وثانياً لأن ذلك يعد تآمراً على حضرموت ومحاولة للاضرار بها وأهلها بتحويلها لساحة مواجهات مع عناصر لا قيم عندهم ولاهدف لهم، وثالثاً لان الحراك بريء من تهمة القاعدة، ويعتبر أي تعاون معها بمثابة تآمر على الجنوب والحراك.. وشدد المذكور في رسالته على أن "جسامة الخطر" الناتج عن مثل هذه التنسيقات هو دافعه الوحيد للتحذير، وليس من باب المكايدة، أو تصفية حسابات مع "بامعلم"، منوهاً إلى أنه ليس ممن تضرر من المجلس الذي أنشأه "بامعلم"، ولم يكن له أي موقف سلبي إزائه، لكنه أراد التحذير لمصلحة عامة. الرسالة المؤلفة من صفحتين، ومكتوبة بخط اليد، تضمنت تفاصيلاً أخرى، وأوردت بعض الأسماء ذات العلاقة بالاتهام الموجه ل"بامعلم"، وإشارات إلى أحداث محددة- تحفظت "نبأ نيوز" على ذكرها- واختتمت الرسالة بملاحظة تشدد على أنها ليست للتقرب للسلطة، ولا هي تغيير بالموقف، وإنما للأسباب الموضحة في متن الرسالة، التي تم تذييلها باسم مرسلها، وتوقيعه، وتاريخ 10/10/2010م. جدير بالذكر أن "أحمد محمد بامعلم" انشق من مكونه السابق، وأنشأ في حضرموت يوم 27 سبتمبر 2010م ما أسماه ب(مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب)، غير أن المفارقة هي أن بقية أعضاء هيئة قيادة المجلس جميعهم من العناصر غير ذائعة الصيت.. فقد شغل حسن بن حسن الطفي (نائباً أول)، واحمد بلعيد السعيدي (نائب الرئيس لشئون الساحل)، وعوض جميل (أميناً عاماً)، واللواء احمد سعيد المحمد (رئيساً للجنة الاستشارية)، وسالم بن دغار (ناطقاً رسمياً).. وقد أثار المجلس لغطاً كبيراً، وتم اتهامه من قبل المكونات الاخرى بمحاولة تمزيق صفوف الحراك، وأن ما قام به "بامعلم" لا يخدم سوى السلطة.