الإبداع عالم محصور في قلة من الناس تتميز عن بقية البشر، والموهبة تبقى هبة ربانية لا يمكن زراعتها أو صناعتها أو حتى شراؤها من افخر الأسواق.. المبدعون فقط هم من يصنعون مجد الحضارات ويرفعون من شأن الدول ويبنون حواجز التفاخر بين الأمم.. والإبداع والاختراع هما عينا دول العالم اللتان يرى بهما في زمن العولمة، حيث المبدعون في دول العالم الأول يعدون عندهم ثروة قومية لا يمكن التفريط بها شأنها تماما شأن الذهب الأسود. عبد الله علوي الكاف أحد أبناء مدينة تريم، ومحمد إبراهيم المساوى من مدينة سيئون، وهما شابان انهيا دراستهما الجامعية في جامعة عدن متخصصين في الهندسة الالكترونية والاتصالات. ونظرا لكارثة السيول التي حلت بمحافظتهم الحبيبة حضرموت في أكتوبر من العام 2008, ارتأيا انه لابد لهما أن يساهما في تقديم حلول لأسباب تلك الكارثة بكل ما أوتيا من إمكانيات. وإيمانا منهما بان يكونا شابان منتجين في المجتمع، خطرت لهما فكرة وهما على مشارف البدء في مشروع التخرج بالجامعة بأن يقدما مشروع نظام إنذار للأمطار حتى يستطيعا أن يوظفا ما تم دراسته في حل مشكلات نعيشها في واقعنا. وفعلا اخترعا جهازا مصغرا كبداية المشروع الذي هو عبارة عن نظام يقوم بالإنذار من خطر للأمطار وأيضا تحديد مدى كثافة السيول من خلال حساب كمية المطر في فترة زمنية معينة.. ويهدف المشروع إلى تصميم نظام ولو كان بسيطاً يكون نواة لنظام أوسع وأشمل في المستقبل من اجل حماية المناطق القريبة من الأودية ومصاب السيول من أي كارثة في المستقبل، وذلك بالتنبؤ المسبق للسيول. يتكون المشروع من ثلاثة أجزاء رئيسية : 1) قياس كمية المطر (rain gauge). 2) جهاز التحكم (control device). 3)غرفة التحكم (control room). في البدء عندما تهطل الأمطار يقوم rain gauge بعملية حساب كمية المطر خلال زمن أولي 5 دقائق.. ثم يقوم جهاز التحكم الذي يعتمد على نظام microcontroller المربوط به جوال GSM يأخذ البيانات من الrain gauge ويحللها، ثم يحدد كمية السيول المتوقع أن تمر في المنطقة، كأن تكون منخفضة أو متوسطة أو مرتفعة.. ثم يقوم الجهاز بالتحكم بالجوال بان يرسل عن طريقه الرسائل النصية إلى العامل في غرفة التحكم برمجيا بدون وجود أي مستخدم؛ مع العلم أن نص الرسالة سوف يختلف في كل حالة من حالات مستوى المطر. بعد ذلك عندما تصل الرسالة إلى جوال الشخص الموجود في غرفة التحكم، فلو كانت الرسالة رسالة إنذار، أي أن كمية المطر النازلة كبيرة جدا بالتالي السيول ستكون كبيرة, يقوم العامل في غرفة التحكم بإرسال رسائل نصية إلى جوالات المواطنين في المناطق المهددة بأن يخلو منازلهم عن طريق الانترنت وذلك بخدمة تكون في الموقع الالكتروني بعد أن يتم حجزه, وبذلك نكون قد قمنا بحماية تلك المنطقة من أي خسائر بشريه. ويسعى عبد الله الكاف ومحمد المساوى في تطوير النظام بشكل كامل وذلك بتصميم أنظمة تحكم حديثه, وأيضا استخدام وسائل اتصال دقيقه بين المحطة وغرفة التحكم, بحيث تتحمل كل التغييرات المناخية وإنشاء مركز متكامل للإنذار، وذلك للتحكم بذلك النظام، وأيضا إحصاء البيانات في كل مرة تهطل فيها الأمطار حتى بذلك يستطيع فريق العمل تكوين قاعدة بيانات بحيث يتم تحديث النظام في كل مرة بحيث يكون موافق لأي تغييرات في المستقبل. غير ان الإمكانات المالية واللوجستيه تقف عائقا دون إكمال مشروعهما الذي يتمنيان أن نكون به قادرون على تجنب أي مكروه قد يحصل مستقبلا.. وهي دعوه نوجهها إلى كافة المؤسسات التنموية والجهات الحكومية والخاصة التي تقدر الإبداع من اجل الاهتمام بهذين الشابين من أجل أن يطورا جهازهما ليخدم المجتمع. فبعد الفيضانات الأخيرة مثلا في دول شرق أسيا أول ما عملته حكومات تلك البلدان قبل تعمير البيوت هو الاهتمام بصناعة أجهزة إنذار مبكر تقيهم من الفيضانات. وهي رسالة صريحة إلى من بيدهم القرار من المؤسسات الأهلية أو الحكومية بأنه من زينة العقل الاهتمام بأجهزة الإنذار قبل كل شي. وهي دعوة كذلك موجهة إلى وزارة الصناعة من أجل مساعدة عبد الله الكاف ومحمد المساوى من أجل أن يتمكنا من تسجيل براءة اختراعهما، ويكرما نظير ما قدماه من إبداع وابتكار كفيل بأن يقينا دمار السيول العارمة.