هذه العوامل التي يعود إليها الفضل في تعرية الواقع الذي تعيشه مؤسسة الإتصالات هذه الأيام . ولولا التعرية ما سمعنا عن مشكلة الإتصالات ولا عرفنا أنهم يقولون لنا شيء والواقع يقول شيء آخر ، وعندما تناقشهم تجد الكل يشكي ويبكي .فمعالي الوزير المهندس حائر ولا يدري هل يصدق الدكتور وطموحه وفشل سياسة (فرق تسد) أم صراع مدراء العموم وعجزهم ؟ أم بكاء ونواح الموظفين؟ الجميع يمسك على رأسه ويقول ياإلهي إلى أين نسير وإلى أين نتجه ؟ المشكلة كبيرة والورطة أكبر . فمن يتحمل المسئولية ؟ الوزير في حيرة . والمدير العام يفكر بالمنصب القادم لاغيره ومدراء العموم والفروع يلعبون على جميع الحبال، ومدراء الإدارات لا لهم ولا عليهم . أما الموظفون فإنهم قريباً سيشحتون . وهكذا الجميع يردد لا تشكي لي أبكي لك ! من أكبر كبير إلى أصغر صغير .هذا هو واقع الحال في مؤسسة الإتصالات .فبمجرد دخولك من بوابة الفراشة ذلك الباب الذي له قصة بدأت من زمن ولم تنتهي إلى يومنا هذا . بوابة سبق وكتبنا عنها قبل ثلاثة أعوام قبل أن يملؤها بالموظفين والمحققين الذين لا عمل لهم إلا تطفيش الزوار والمراجعين وتسجيل الداخلين والخارجين والوقوف أمام حواجز إلكترونية تم شرائها بآلاف الدولارات ولكنها لا تعمل ! لأنه تم شرائها للزنط والهنجمة فقط، مثلها مثل مشروع البصمة وساعة البصمة التي تعطلت من أول لمسة ! هذا كله ومازلنا على الباب وفي جهة واحدة منه . أما الجهة الأخرى فحكايتها حكاية وتستحق منا عناية خاصة لأنها مسئولة عن خدمات كبار المشتركين وما أدراك ما كبار المشتركين ؟ إنهم من يشتركون بالدولار ويسددون بالدولار . ومع ذلك يشكون ليل نهار من سوء الخدمات وبطئها وعدم إيفاء الإتصالات بالتزاماتها . الأخوة الكرام لا تذهبوا بعيداً فما زلنا في البوابة ولم ندخل حتى إلى الساحة فما زال التفتيش جارياً وعملية قيد وتسجيل الداخلين في أشدها . يسئلونك عن أسمك ، وعنوانك ، وأسم زوجتك ، واسم العاقل ، وشيخ القرية ، ومن سوف تقابل بالداخل وماذا ستقول له وماذا سيرد عليك ؟ وبعد الإجابة على جميع الإستفسارات وملء جميع الاستمارات سيتم السماح لك بالدخول إلى حرم المؤسسة ، فقط يتم تسجيل رقم البطاقة وإحضار ضمين تجاري وشاهدين ! بعدها يصبح بإمكانك الدخول إلى ساحة المعسكر " عفواً أقصد المؤسسة " ولكن الله الله من الإلتفات يمين أو يسار واحذر من محاولة إلتقاط الصور لك أو للبشر أو الشجر بالكاميرا أو بالتلفون فكل ذلك ممنوع ومخالفته تدخلك " بطن الحمار الداخلي " . هذا ما يخص البوابة والحوش أما في الداخل فالله في عون الجميع سواءً العاملين أو المعاملين . " والله يضم الخبر " والآن دعونا نسأل من أوصل هذا القطاع الإقتصادي الهائل إلى ماهو فيه ألان ؟ هل هي الإدارة أم الموظفون أم عوامل التعرية ؟ لأن القلم محتار هل يدخل مباشرة إلى صلب الإجابة! أم يناور ويقلب الحقائق ويحمل الموظفين وعوامل التعرية المسئولية . وهذا أهون الشرين ! وذلك لأن الموظفين زملائي وبيني وبينهم عيش وملح وهمي وهمهم واحد وفي الأول والأخير" كلنا لا نهش ولا ننش " وكلنا خائفين على الإضافي والمكافأة خاصة بعد قانونها الجديد الذي مزها مزة طفحها ! الله ينتقمه الذي شار وقال ورجعها أربعة ألف تصرف كل ثلاثة أشهر مثل صدقة الشئون الإجتماعية بعدما كانت مستحق كل شهر . وهذه هي فوائد التكنولوجيا وثمار التطور وعبقرية الإدارة ، ونتيجة لإعادة الهيكلة التي كسروا رؤوسنا بها أكثر من ثلاث سنوات . ولكن الآن فهمنا معناها . فإعادة الهيكلة تعني جعل الموظف وأسرته هياكل عظمية لأجل وضعها في متحف الاتصالات' ليكونوا عبرة لمن أعتبر ويبطلوا اتهام الإدارة بالفشل والتقصير ، خاصة وهي تعمل كل ما في وسعها لتشكيل اللجان وعقد الإجتماعات بالليل والنهار لمناقشة أسباب فشل الخطط والبرامج في مؤسسة المياه والكهرباء وشركة كندا دراي ووضع الحلول الملائمة لها ، كما تقوم بوضع الحلول لمشكلة تدني الأجور والحوافز لموظفي البريد والإتصالات في الصومال وضرورة مساواتهم بأمثالهم في كندا واليابان . مستعينة في كل ذلك بدكاترة الجامعات اليمنية والعربية والأجنبية . وهكذا تعمل الإدارة في صمت رهيب وبميزانية محددة لكل لجنة تصرفها قبل أي اجتماع بضوابط شديدة ورقابة صارمة . كلما انتهت ميزانية أقرت أخرى , وأن حنبت شكلت لجنة جديدة " وهات ياشغل وقرط حتى وصلت مستحقات احدهم في احد شهور عامنا هذا الي اكثر من اربعة مليون "يا رحمتاه " أما الموظفين فرواتبهم أقساط لمن هب ودب ،والإضافي ما يكفي مصروف العيال،وبدل السفر يومين تسافر ولاما تسافر، أما بدل الطوارى فمثله مثل جعالة العيد مرتين في السنة ولمن قلبه يحب فقط، وعندما يطالب الموظفون بحقوقهم يصبحوا في نظر الإدارة أحد أهم أسباب تدهور الإتصالات طبعاً بعد عوامل التعرية .... ترقبوا الجزء الثاني