لم يكن يدور في خلد عبد الباسط عبده ردمان- 40 عاما- دكتور في جامعة تعز ان الدور سياتي عليه هذه المرة, فهو استاذ الفقه الاسلامي والمحاضرالذي مافتيء يؤكد لطلابه على اهمية التمسك بقيم الحرية والقانون والدستور, لكنه وفي غمرة هذا يقع الرجل في مرمى خاطفي القانون في اليمن مثله مثل غيره من الذين سبقوه الى عالم الغاب, يستوي في ذلك الطالب والدكتور والامي والمتعلم المواطن والمسئول الطفل والكبير. (10) ايام من الخطف, (10) ايام من مصادرة قيم الحرية والكرامة والانسانية عاشها ردمان في مرمى نيران الهمجية والتخلف، تمكن بعدها من الفرار باعجوبة من قبضة الخاطفين ليعود الى اسرته باصابعه الخمسة كاملة دون نقصان بعد ان كان الخاطفون قد هددوا ببتر احد اصابعه الخمسة يوم السبت الماضي اذا لم يستجب لشروطهم، حيث طالبوا بفدية مالية كبيرة.
يروي ردمان تجربته المريرة مع الخطف ل"نبأ نيوز" قائلا: في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية, استغليت حالة السكون,ا لتي تولدت بغفوة الخاطفين, لقد كنت بين خيارين المحاولة, أو الاستسلام لأهدافهم الشيطانية, وبفضل الله سبحانه وتعالى وجدت نفسي أغادر موقع الاختطاف عند الساعة الثانية صباحا ً.. ومضيت في طرق مجهولة لا ارى شيئا سوى ضوء القمر الخافت وطوال ساعات من السير والتي قادتني من منطقة الكدحة, حيث كان الخاطفين يحتجزوني فيها وهي منطقة تتبع مديرية المعافر محافظة تعز لأجد نفسي أحط الرحال بمنطقة المشاوله السفلى عند الساعة 7.5 صباح السبت.. وهناك عرضت مشكلتي على الإخوان من أبناء المشاوله, الذين بادروا مشكورين إلى نقلي بسيارة إلى منطقة البيرين, ومنها عدت إلى تعز.. التي وصلتها في الثامنة والنصف صباحا.. وتوجهت مباشرة إلى إدارة البحث الجنائي والذي جرى فيها أخذ إفادتي عن الاختطاف، وبلغت كذلك مدير أمن المحافظة بعودتي. ويختتم: كان الخاطفون الذين يترأسهم غسان السعدي, قد أفادوا منذ اليوم الأول للاختطاف أنهم يحتجزونني في منطقة السعدي بمديرية يافع التابعة لمحافظة أبين، ولكن هذا لم يكن صحيحا بل كان تضليلا منهم لكل من حاول متابعة القضية.
هذا وكان عدد من اساتذة جامعة تعز قد نفذوا اعتصما امام ادارة الامن وديوان المحافظة للمطالبة في الإسراع بإطلاق سراح الدكتور ردمان من بين مخالب خاطفيه، ولم يمضي سوى يومان حتى اعلن في البحث الجنائي عن تمكن الدكتور المختطف من الافلات من قبضة خاطفية ولتعود الفرحة والابتسامة الى اسرته التي عانت كثيرا جراء ايام الخطف الصعبة.
وباسدال الستار على قضية خطف الاستاذ الجامعي تبقى الاسئلة مثارة الى حين: الى متي ستظل ظاهرة الخطف في اليمن هي اللغة التي تحكم نظام الحياة في اليمن.. متى سنرى تسيد القانون فوق شريعة الغاب؟ متي سنرى دولة القانون والنظام؟