قالت وزارة الداخلية العراقية الاثنين 1/11/2010، إن 52 رهينة قتلوا وإن 56 آخرين أصيبوا بجروح، في عملية لتحرير رهائن في كنيسة ببغداد انتهت مساء أمس، وأسفرت عن مقتل خمسة مسلحين من منفذي الهجوم الذي تبناه تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية. وذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية قوله "إن عملية احتجاز عشرات الرهائن في كنيسة سيدة النجاة أسفرت أيضا عن مقتل سبعة من قوات الأمن وإصابة 15 آخرين، دون أن يشير إلى ما إذا كان بينهم أميركيون"، وأضاف ذلك المصدر أنه أثناء عملية تحرير الرهائن الذين كان عددهم يقدر بأكثر من مائة شخص تم إلقاء القبض على ثمانية من المسلحين المشاركين في الهجوم. وفي وقت سابق قال وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي إن عملية تحرير الرهائن في كنيسة سيدة النجاة بحي الكرادة استمرت ساعتين، ووصفها بأنها كانت نوعية. وقال العبيدي إنه ليس جميع منفذي الهجوم عراقيين، موضحا أن العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة، ومبينا أن المهاجمين طالبوا بإطلاق "إرهابيين" في بعض الدول العربية وبينها مصر. وفي هذا السياق تبنى تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية الهجوم على الكنيسة في بيان نشر على الإنترنت، وأمهل الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للإفراج عمن قال إنهن مسلمات "مأسورات في سجون أديرة" بمصر. تفاصيل العملية وفي بعض تفاصيل تلك العملية قال وزير الدفاع العراقي "إن المهاجمين اقتحموا الكنيسة بملابس مدنية وترجلوا من سيارتهم وتم تفجير أحزمة ناسفة مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا". وأشار إلى أن القوات العراقية طوقت المكان بعد تفجير المهاجمين سيارتين مفخختين قبل اقتحامها المكان بمساندة قوات أنزلت جوا، وقالت مصادر في الشرطة "إن رجلي أمن كانا يحرسان الكنيسة قتلا في الهجوم الذي بدأ بانفجار هائل، كما أصيب أربعة أشخاص عندما انفجرت قنبلتان بشكل متتابع خارج الكنيسة". وتعد كنيسة سيدة النجاة واحدة من أكبر كنائس العاصمة العراقية، وكانت بين خمس كنائس في بغداد والموصل استهدفت في هجمات منسقة في آب 2004 وقتل فيها 12 شخصاً. تنديد وإستنكار من جهته، أدان البابا بنديكت السادس عشر الاثنين الهجوما على كنيسة كاثوليكية في بغداد قائلاً: "ان العنف بلغ أشد مستويات الضراوة لان أبرياء قتلوا في بيت للرب"، ودعا البابا في قداس بساحة القديس بطرس بمناسبة عطلة عيد كل القديسين الى السلام في الشرق الاوسط. وقال وفقاً لوكالة "رويترز"، "أصلي لكل ضحايا هذا العنف الاخرق الذي يصبح أكثر ضراوة لانه ضرب أبرياء كانوا يتجمعون في بيت الرب.. بيت المحبة والمصالحة". كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن باريس "تدين بشدة" عملية خطف رهائن في كنيسة في بغداد، مضيفا في بيان "أن فرنسا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الذي وقع في أعقاب حملة قتل وإعمال عنف"، وأضاف أن فرنسا متمسكة "باحترام الحريات الأساسية ومنها الحرية الدينية وتدعم السلطات العراقية في مكافحة الإرهاب"، كما أعربت وزارة الخارجية الايطالية عن "إدانتها الشديدة" لعملية احتجاز الرهائن. ومن جهتها أكدت مصر إدانتها الشديدة للاعتداء على كنيسة" السريان الكاثوليك في بغداد، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، اليوم الاثنين، إن مصر" تدين بشدة العمل الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد" مؤكداً أن بلاده"ترفض الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية". كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قيام مجموعة مسلحة باقتحام كنيسة "سيدة النجاة، واحتجاز المصلين داخلها كرهائن للمقايضة عليهم بمعتقلين في السجون العراقية، وعبر موسى في بيان صحفي اليوم عن استنكاره الشديد وإدانته الواسعة إزاء تفجير السبت الدامي بالعراق في الهجوم الذي وقع شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالي، والذي استهدف مقهى مكتظاً بالرواد. وشدد الأمين العام للجامعة على أهمية وحدة الشعب العراقي في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، مؤكداً وقوف الجامعة العربية إلى جانب العراق ودعمه له في مواجهة الإرهاب الذي يهدد أمنه واستقراره، وأعرب عن ثقته في قدرة العراق على تجاوز المحنة والتعامل بنجاح مع التحديات التي يواجهها في هذه المرحلة مجدداً الدعوة للقيادت العراقية لاتخاذ الخطوات اللازمة والعاجلة لتشكيل الحكومة العراقية.