تظاهر المئات من أبناء مديرية مقبنة أمام إدارة امن محافظة تعز يوم السبت للتنديد بما وصفوه شر التهريب الذي يجتاح مدينة البرح منذ سنوات دون رادع, مؤكدين وقوفهم الكامل مع إجراءات الدولة في مكافحة التهريب وتخليص منطقتهم من شره باعتبارها ممر لشتى صنوف المواد المهربة التي من بينها السلاح. وتأتي هذه التظاهرة التي بعد أربعة أيام من الاشتباكات التي دارت رحاها في المناطق المتاخمة لمدينة البرح بين مهربين وأفراد المنطقة الأمنية المرابطة في المنطقة من جهة وبين مشائخ مسنودين بالمواطنين والمهربين من ناحية ثانية والتي أسفر عنها حسب بعض الروايات عدد من الإصابات من الطرفين من بينهم الشيخ محمد هائل سنان الذي نقل في حالة خطرة إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الثورة العام. وفي حين طالب المتظاهرون بالإفراج عن شيخ آخر يدعى منصور هائل محمد سنان المحتجز في إدارة امن المحافظة منذ يوم أمس الجمعة, اتهم بعضهم ادارة امن المديرية بالتواطؤ مع المهربين وهو ذات الاتهام الموجه لبعض المتنفذين في المنطقة, وعبر عدد من الأهالي ل"نبأ نيوز" عن استنكارهم البالغ لظاهرة التهريب التي اتخذت من قراهم ممرا لها منذ سنوات دون محاسبة من قبل الحكومة, مطالبين بمحاسبة كل المتورطين في قضايا التهريب التي دمرت البلد وزادت من عدد الاثرياء على حساب الغالبية العظمي من الشعب اليمني. ايهاب منصور هائل- من ابناء مدينة البرح- قال ان اشتباكات مسلحة دارت يوم الثلاثاء الماضي بين أفراد في المنطقة الأمنية ومهربين ينتمون لمحافظة البيضاء على خلفية تهريب أسلحة, فيما حدث اشتباك آخر بين المهربين وعدد من المشائخ اسفر عنها اصابة عدد من الاشخاص من الطرفين بجروح بعضها خطيرة تم اسعافهم جميعا الى مستشفى الثورة, متهما ادارة امن المديرية بالتواطؤ مع المهربين الذين كانوا يستقلون سيارة شبح محملة بمواد مشبوهة يرجح انها أسلحة وتم نقلها الى سيارة أخرى تابعة للمهربين ولم يعرف مصيرها حتى الآن. فيما طالب عبد الودود عبد الجبار الجبري- عضو محلي سابق لمديرية مقبنة- بإطلاق الشيخ المحتجز في ادارة امن المحافظة ومحاسبة حماة التهريب في المنطقة, مؤكدا ان مشائخ المنطقة ليسوا قطاع طرق بل هم متعاونين مع الدولة في مكافحة التهريب, مشيرا الى ان حادثة الأربعاء بين المشائخ والمهربين كان المهربين فيها هم أول من أطلق النار ضد المشائخ الذين جاءوا ليستفسروا حول سبب اطلاق النار في اليوم السابق.
هذا وكانت "نبأ نيوز" نشرت تقريراً عن حملة أمنية واسعة لمكافحة التهريب، تم خلالها إلقاء القبض على عدد من المتورطين بينهم شخصيات كبيرة، ويجري حاليا التحقيق معهم تمهيدا لتقديمهم للعدالة. جدير بالذكر ان ظاهرة التهريب تكلف اليمن نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا وفقا للاحصائيات الرسمية.