(تقييم للرياضة اليمنية من منظور نتيجة المباراة الافتتاحية لدورة كأس الخليج 22 نوفمبر 2010م). إن العناية بالشباب اليمني والرياضة اليمنية مرهونة بوزير وطني، وإدارة جيدة، نزيهة وشفافة. وإن ما تحقق من إعداد وتنظيم في خليجي (20) وما رأيناه من إصرار يمني عجيب لإقامة البطولة في بلادنا كان بفضل الله، وعزيمة الرئيس الصالح ووطنيته المشهودة، يشاركه المخلصون من أبناء الوطن. أما المنافقون والفاسدون والحاسدون، فقلوبهم مع ما يكسبونه وينهبونه من خزينة الوطن، لا يهمهم فريق رياضي، ولا مستقبل الشباب اليمني، ولا سمعة اليمن، كيف يكون ذلك وهم رموز الكهنوت والتخلف. فوزارة الشباب يرأسها وزير لا يجيد إلا التنطع بالكلام، ولا يملك سوى التزلف والنفاق الذي يمكنه من كسب رضا فخامة الرئيس ليهبر ويفسد كما يشاء، وقد ظهر ذلك من كلمته الحماسية التي ألقيت في الافتتاح، والتي خلت من أي معنى وطني أو رياضي سوى الكذب والتزلف المعهود. أما بقية المسئولين عن الرياضة فهم مجموعة من الشيوخ والتجار، المتهالكين على الأطماع والمكاسب، لا يمتون إلى الرياضة والرياضيين بصلة تذكر، بينما الرياضيون الحقيقيون يقبعون في البيوت مهمشين ومستبعدين!! فماذا ننتظر من وزارة وإدارة بهذه التشكيلة، جمعت بين مخلفات الإمامة، وأصحاب الكروش المنتفخة؟ هل ننتظر أن ينجح هؤلاء في إعداد مجرد فريق وطني لكرة القدم؟ إن الإجابة على هذين السؤالين تتجلى ممهورة بالأسى والحزن، والدموع في فضيحة المباراة الافتتاحية حيث بدا فريقنا الوطني، أمام المنتخب السعودي، كالفريق الأهبل الذي، وظهر وكأنّهُ لا يفقه شيئاً في الرياضة!! وكانت النتيجة المؤلمة والمحزنة (4-0) هذا والمنتخب في أرضه وبين جمهوره!! مهما كانت قوة المنتخب السعودي تستطيع أن تسجل هدف واحد، أو هدفين، أو تخفف من هذه النتيجة المؤلمة إلى هدف مقابل لا شيء، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. نحن لا نلوم الرياضيين والمنتخب المغلوب على أمره، ولكننا نوجه اللوم إلى اللصوص، والسراق في وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد اليمني، ونقول لهم: انظروا إلى ووجوهكم الكالحة في مرآة المنتخب الوطني هذا اليوم، لتروا من أنتم؟ السعوديون وغيرهم يضعون القرش المخصص للرياضة في محله، وأنتم تأكلون فلوس الرياضة!! السعوديون وغيرهم يعطون الشباب حقهم من التدريب والتأهيل، وأنتم لا تفعلون ذلك!! السعوديون وغيرهم نجحوا بالإدارة الرياضية الكفوءة، وأنتم لا إدارة ولا كفاءة لكم أصلاً!! السعوديون وغيرهم يعتمدون على معيار الكفاءة والفن، وأنتم معياركم الوساطة والمحسوبية في اختيار اللاعبين وفي كل شيء حتى أنكم أنفسكم أفرزتكم الوساطة والمحسوبية!! هم يفعلون كل شيء لأجل رفع سمعة أوطانهم، وأنتم أصلا بلا وطنية، بل أنتم من جملة أعداء الوطن!! لذلك هم ينجحون ونحن نفشل، وهذه النتيجة التي ظهرت في أول أيام عدن هي النتيجة المعهودة والنهائية لمنتخبنا الوطني، وستظل مادمتم مسئولين عن قطاع الشباب والرياضة. كلمة أخيرة نوجهها لفخامة الرئيس، وهي: أننا انتصرنا سياسياً باحتضان البطولة في بلادنا، وذلك بفضل شجاعتك وإقدامك وهذا أمر لاشك فيه، ولكننا هزمنا رياضياً وإدارياً ومعنوياً، وسنظل بفضل اللوبي البديع الذي يسيطر على الشباب والرياضة، لوبي الشيوخ، والتجار، والإماميين. ولعلنا لم نجاوز الحق والحقيقة إذا قلنا ذلك من باب النصيحة، والغيرة على وطن ال(26) من سبتمبر، وال(22) من مايو. ... والله من وراء القصد ... ............................................... * أستاذ بجامعة الحديدة كلية الشريعة والقانون