في طفولتها وسنوات شبابها الأولى تعرفت دورثي شارلي سوتو، وبحكم انتمائها لولاية بوفالو الأمريكية على واحدة من آيات الله في خلقه "شلالات نياجرا" أكبر شلالات العالم بهديرها الذي يصم الأذان ويعيد للأذهان عظمة الملكوت الإلهي. دورثي انتقلت إلى نيويورك الولاية الأكثر إغراقاً في الماديات والحياة العصرية، الخالية من قيم العاطفة. وقبل أن تنجب أبنتاها.. ومن... زواجها الأول لم يكن يدور في خلدها أنها ذات يوم ستشهد انقلاباً كاسحاً تتغير به مجريات حياتها. دورثي من مواليد 1970م ساقها القدر إلى ولاية نيويورك للعمل والبحث عن فرصة انطلاق نحو الحلم الأمريكي، وهناك في نيويورك بدأت في كفاحها بالعمل في شركة تجارية، واستقرت كامرأة مطلقة مع بناتها بجوار أسرة يمنية، وعبر أكثر من لقاء وزيارة وتعاملات يومية، تعرفت "دورثي" على مبادئ الإسلام من خلال تلك الأسرة الطيبة وجذبها إلى هذا الدين ما فيه من قيم التسامح والسلام والمساواة والعدل. دورثي: اكتشفت عمق العلاقة بين ديانتها المسيحية وبين الإسلام.. وتقول: " الجميع مسلمين ومسيحيين يعبدون إلهاً واحداً وهذا ما شدني أكثر لدراسة الإسلام، والتعرف عليه عن كثب.. فبدأت في طرح الأسئلة بدافع الفضول على جيراني المسلمين الذين لم يبخلوا علي بالمعلومات القيمة التي زادتني اقتناعاً بهذا الدين العظيم". دورثي أسلمت بعد عامين من التعمق والدراسة والتفكير في ما تراه وتسمعه وتقرأه هناك في نيويورك أصرت على اعتناق دين الإسلام والزواج من رجل مسلم ينتمي للأسرة اليمنية التي تسكن بجوارها. رغم أن بقائها على دينها لا يمنع زواجها من مسلم. تقول "دورثي" " شيء جميل أن أتعرف على ثقافة الدين الذي اعتقدته والتزم بتعاليمه مثلي مثل زوجي الذي جئت إلى اليمن لزيارة أسرته وإشهار إسلامي في صنعاء التي أعجبتني كثيراً". وحول انطباعاتها خلال الزيارة وما لمسته من مشاعر المودة والإنسانية فالت "دورثي" التي اختارت اسم مريم بديلاً عن أسمها السابق" لقد غمرني الجميع هنا بالمشاعر الدافئة والحنان والمودة وكأنهم يعرفونني من سنين". وتواصل: " استغرب بعد ما لمسته من هذا الشعب الودود والمسالم كل حملات التشويه التي تستهدف صورة اليمنيين والعرب والمسلمين في الولاياتالمتحدة والغرب عموماً.. إنه شيء يتوجب تصحيحه وهذا الواجب في المقام الأول من مسئولية المسلمين جمعياً وأنا الآن منهم". أحداث (11) سبتمبر المأساوية شاهدتها "دورثي" مريم – مريم حالياً – على شاشة التلفاز واعتصرها الألم كغيرها من الأمريكيين وهي عاصفة الألم والاستياء التي استغلتها القوة المعادية للإسلام والمسلمين ابشع استغلال للنيل من سمعتهم كشعب وديانة وثقافة. تقول "دورثي" كان شيئاً مريعاً تلك المشاهد الدامية لكن بالنسبة لي كنت على قناعة أن أي شعب أو اتباع ديانة فيهم نماذج سيئة، وليس من العدل أن نصدر أحكاماً عمومية على شعب ما لخطأ أو جريمة ارتكبها أحد أفراده. وترى "دورثي" – مريم – " أن نتائج (11) سبتمبر السلبية على علاقات الأمريكيين بالعرب ومشاعرهم نحوهم أخذة بالزوال مع ما تبذله الجمعيات الإسلامية في أمريكا من جهود لتصحيح الصورة المسيئة للإسلام،التي راجت بعد تلك الأحداث.. وتشيد في هذا الصدد بتلك الجهود والشجاعة التي تحلى بها أبناء الجالية الإسلامية في أمريكا خلال السنوات الماضية وهم ويواجهون تلك الحملات المشبوهة"..