تتنافس الأبحاث حول إنتاج وسيلة لمنع الحمل يستخدمها الرجال بدلاً من الأنواع النسائية الشائعة. والجديد في هذا الشأن هوما أُعلن عنه الأسبوع الماضي حول إعطاء إدارة الغذاء والدواء الأميركية الإذن ببدء دراسة تشمل 90 رجلاً لاختبارات كفاءة وأمان أداة تُزرع داخل الحبل المنوي لمنع تدفق الحيوانات المنوية من خلاله. وتعتزم الشركة الأميركية المنتجة إجراء التجارب على رجال من مدينة سياتل بولاية واشنطن ومدينة سانت بول بولاية مينيسوتا الأميركيتين. ويقول جيم ستيك، رئيس شركة شيبرد الطبية الراعية لأبحاث إنتاج الوسيلة الجديدة، إن التجارب على الحيوانات وعلى الرجال أظهرت أنها لا تحمل آثار سلبية كالوسائل المعتمدة على إلغاء عمل الهرمونات في إنتاج الحيوانات المنوية. ومنع الحمل بها هو بسيط للغاية، إذ توضع سدادة صغيرة لمنع جريان الحيوانات المنوية أثناء تدفقها من الخصية عبر الحبل المنوي. وليس على الرجال أن يقلقوا من ظهور حب الشباب أو زيادة في الوزن أو فقد الرغبة الجنسية كما هو الحال في الوسائل التي تستهدف الهرمونات لديهم. والدراسة المزمع إجرؤها هي الثانية بعد الدراسة الرائدة الأولى التي شملت 30 رجلاً وثبت فيها أنه باستخدام الوسيلة الجديدة اختفت أو قلت إلي حد بعيد جداً الحيوانات المنوية في السائل المنوي. كما أن التجربة على القردة أثبتت أن إزالة الأداة الجديدة بعد سبعة أشهر من زرعها في الحبل المنوي تعيد تدفق الحيوانات المنوية بشكل طبيعي عبر الحبل المنوي، لكن تجربة الإزالة واختبار عودة الأمور إلى حالها الطبيعي لم تتم في الرجال إلا في نطاق الزرع والإزالة في نفس اليوم، أي دون إعطاء مدة زمنية لبقاء الأداة ثم إزالتها واختبار مدى تدفق الحيوانات المنوية. وأبدت إلينا ليسنير مديرة مشروع معلومات وسائل منع الحمل الرجالية تفاؤلها المشوب بالحذر إزاء الوسيلة الجديدة. وقالت إن العنصر الأهم هو التأثير بعيد المدى للوسيلة وإمكانية إزالتها من دون ترك آثار أو تغيرات هرمونية. وأضافت انه حتى اليوم لم يستطع منتجو الوسيلة الجديدة ضمان وتأكيد إعادة حال قدرات الرجل بعد إزالتها إلى الحال السابق لزرعها، وإذا ما تمكنوا من تأكيد ذلك فإن باب النجاح سيكون مفتوحاً لوسيلتهم الجديدة على حد وصفها. وطريقة منع تدفق الحيوانات المنوية من خلال الحبل المنوي بشكل عام هي طريقة شائعة كوسيلة لمنع الحمل. ففي الولاياتالمتحدة وحدها فقط يُجرى حوالي نصف مليون عملية قطع وربط للحبال المنوية. وهي عملية بسيطة لا تستغرق أكثر من ربع ساعة. وبالجملة فإن واحداً من بين كل ستة رجال، ممن هم فوق الخامسة والثلاثين في الولاياتالمتحدة، أُجريت له هذه العملية. والحقيقة أن الوسيلة الجديدة ليست وحدها في ميدان موانع تدفق الحيوانات المنوية عبر الحبل المنوي. ففي الهند والصين طرازان مختلفان تتم حولهما دراسات متقدمة لإثبات الكفاءة والأمان. ومن المنطقي البحث في هذا الجانب مع ارتفاع التحذيرات الطبية من مخاطر الوسائل الهرمونية النسائية على صحتهن، وضرورة مساهمة الرجل في هذا الجانب، لكن الأهم هو ضمان أن الوسيلة يُمكن إزالتها من الرجل وعودة قدرات الإخصاب لديه. وكان قد سبق لي قبل بضعة أشهر في ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» عرض جوانب من دراسات تتم في الولاياتالمتحدة حول محاولة التحكم للحد من حركة سير الحيوانات المنوية وقدراتها على اختراق جدار البويضة لإخصابها عبر وسائل دوائية تثبط من كهربائية الحيوانات المنوية. ومن المعلوم أن كهربائية الحيوان المنوي هي الأساس في نشاطه للسير ولاختراق جدار البويضة. الشرق الأوسط