سيصطدم طموح منتخب قطر صاحب الأرض في الوصول للدور قبل النهائي لكأس اسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بقوة وخبرة منتخب اليابان في دور الثمانية للمسابقة اليوم الجمعة. وتتشابه ظروف المنتخبين كثيرا خلال هذه البطولة من البداية المتوسطة ثم ارتفاع المستوى بشكل تدريجي لكن التاريخ يصب تماما في مصلحة اليابان التي تتقاسم الرقم القياسي في الفوز بهذا اللقب القاري مع إيران والسعودية برصيد ثلاث مرات. وخسرت قطر مباراة افتتاح كأس اسيا أمام اوزبكستان 2-صفر بعد عرض متواضع لكنها عادت إلى الحياة بالتفوق بالنتيجة ذاتها على منتخب الصين قبل أن تقدم عرضا قويا وتفوز على منتخب الكويت بطل الخليج بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. وكان منتخب اليابان قريبا أيضا من خسارة مباراته الأولى أمام الأردن قبل أن يخطف التعادل 1-1 في اللحظات الأخيرة ثم تطور مستواه بعض الشيء وفاز بصعوبة على سوريا 2-1 بفضل ركلة جزاء مثيرة للجدل قبل أن يسحق السعودية وصيف بطل اسيا السابق 5- صفر. وقال بلال محمد قائد قطر "فوز المنتخب الياباني بخماسية على الأخضر السعودي لا يعتبر دليل قوة خاصة أن المنتخب السعودي خاض المواجهة بدون أي أمل في التأهل وهو ما أثر عليه كثيرا." وأضاف اللاعب الذي سجل هدفا بضربة رأس في مرمى الكويت " ندرك ان مواجهة المنتخب الياباني ستكون قوية وليست سهلة وهو ما يتطلب منا مواصلة المشوار بكل قوة وان نلعب بنفس الحماس والروح المعنوية العالية. المنتخب الياباني من أفضل المنتخبات الموجودة في البطولة." وسيفتقد منتخب قطر في هذه المباراة لجهود المدافع محمد كاسولا بسبب الإيقاف ومن المرجح أن يشارك مسعد الحمد بدلا منه كما سيغيب حسين ياسر المحمدي عن الفريق بعد استبعاده من تشكيلة العنابي في كأس اسيا وعودته المنتظرة للانضمام لفريقه الزمالك المصري. لكن غياب المحمدي لن يكون مؤثرا إذ شارك اللاعب المصري الأصل في مباراة الافتتاح فقط قبل أن يغيب عن الجولتين التاليتين. وجاء استبعاد اللاعب بداعي عدم التركيز وحتى لا يؤثر ذلك بالسلب على باقي عناصر تشكيلة صاحب الأرض. وقال برونو ميتسو مدرب منتخب قطر "سنقدم كل ما لدينا لتحقيق طموحاتنا والذهاب الى أبعد نقطة ممكنة في هذه البطولة. اعتقد أن هذا سيكون أمرا مهما جدا للجماهير والمسؤولين عن اللعبة في قطر." وأضاف المدرب الذي قاد السنغال لدور الثمانية في كأس العالم 2002 وأحرز لقب كأس الخليج مع الامارات للمرة الأولى في تاريخها عام 2007 "وصلنا الان الى أفضل حالاتنا. لماذا لا نفوز بالكأس؟ انا رجل حالم وانت تعلمون هذا جيدا." ويدرك الايطالي البرتو زاكيروني مدرب اليابان الطموحات الكبيرة لدى أصحاب الأرض لكنه سيدخل المباراة منتشيا بالفوز الكبير على السعودية واستعادة خطورة ثنائي الهجوم شينجي اوكازاكي الذي سجل ثلاثة أهداف وريويتشي مايدا الذي أحرز هدفين. ورغم أن الأهداف الخمسة في مرمى السعودية جاءت عن طريق هذا الثنائي فإن زاكيروني وجه إشادة خاصة للشاب شينجي كاجاوا نجم بروسيا دورتموند متصدر الدوري الألماني وقال إنه يتوقع منه هز الشباك في المباريات المقبلة. وقال زاكيروني "قطر نجحت في العودة بقوة بعد الخسارة في المباراة الأولى (أمام اوزبكستان). وفي الوقت نفسه فإن المنتخب الياباني في حالة جيدة وأنا أتوقع أن تكون المقابلة رائعة." واضافة إلى خط الهجوم فإن قوة منتخب اليابان الذي سيفتقد لجهود المدافع اتسوتو يوشيدا بسبب الإيقاف تكمن في خط الوسط بقيادة صاحب التمريرات الدقيقة ياسوهيتو إندو وصاحب التسديدات القوية كيسوكي هوندا وصاحب المجهود الوافر ماكوتو هاسيبي قائد الفريق. والتقى المنتخبان ثلاث مرات في كأس اسيا وفازت قطر عام 1988 بثلاثة أهداف نظيفة قبل أن تتعادل 1-1 عامي 2000 و2007 ولذلك فإن الحفاظ على السجل الخالي من الهزيمة أمام هذا الفريق سيضمن لصاحب الأرض بطاقة الظهور في المربع الذهبي. وسيلعب الفائز من هذه المباراة في الدور قبل النهائي مع الفائز من المواجهة القوية بين إيران وكوريا الجنوبية.
