تشهد القاهرةوالاسكندرية ومعظم المدن المصرية الكبيرة يوم 28 يناير/كانون الثاني مظاهرات حاشدة في إطار ما أطلق عليه "جمعة الغضب" لمطالبة الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي. وأفادت الأنباء عن وقوع اشتباكات بين الشرطة المصرية ومتظاهرين احاطوا ب محمد البرادعي المعارض المصري والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية قرب جامع الاستقامة بالجيزة الذي أدى فيه صلاة الجمعة. واطلقت الشرطة الرصاص في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتجمعين قرب جامع الاستقامة الذين انضم اليهم البرادعي، قبل الاعتداء عليه وعلى أنصاره بالضرب بالهراوات ومنعه من التحرك هو ورئيس حزب النهضة المصري أسامة الغزالي حرب. كما تشير الأنباء الى أن الآلاف يتظاهرون أمام جامع الأزهر، في حين تحاصر قوات الأمن ميدان التحرير في وسط المدينة وتمنع الوصول إليه. ويقترب المحتجون من القصر الرئاسي في مصر الجديدة.. فيما تخللت الأحداث إحراق مقرات للحزب الحاكم واقسام أمن وسيارات وأعمال شغب من المتوقع تصاعدها خلال الساعات القادمة. وفي شارع الجيش بمدينة السويس تستعر المواجهات على أوجها، وقام متظاهرون باحتجاز عناصر من الأمن المركزي وتسليبهم اسلحتهم، وتبادل اطلاق رصاص مع عناصر الأمن. اعتقال 4 صحفيين فرنسيين وإصابة مراسل قناة "بي-بي-سي" من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن احتجاز 4 صحفيين فرنسيين في القاهرة صباح يوم الجمعة. وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي أن المقصود بالأمر اعتقال مراسلين من صحيفتي "جورنال دو ديمانش" و"لو فيغارو" ومجلة "باريس-ماتش" ووكالة "سيبا" للتصوير. وظهرت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم مراسل قناة "بي-بي-سي"، وأعلنت قناة "العربية" أن الشرطة المصرية اعتدت على طاقمها في القاهرة وصادرت الأشرطة، بينما قالت "الجزيرة" أن الصحفي أحمد منصور مقدم برنامج "بلا حدود" تعرض للإعتداء أيضا. وذكرت انه تم وقف البث المباشر للقناة عبر قمر "نايل سات". وقد بدأت بعد اداء صلاة الجمعة في عدد من المدن المصرية التظاهرات التي دعت المعارضة اليها، وخرج المئات في تظاهرة عند المسجد الرئيسي في المنيا بجنوب مصر. وتشهد الاسكندرية والاسماعيلية والسويس والعريش ودمياط ودمنهور ومحافظة الشرقية تظاهرات مماثلة. وأفادت الأنباء بأن المتظاهرين قاموا باقتحام مقر الحزب الحاكم في الاسماعيلية وبإشعال النار في مقر الحزب في دمياط. قطع خدمات الانترنت والرسائل القصيرة كما قامت السلطات المصرية بقطع خدمات الانترنت وبث الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة في البلاد في محاولة لإحباط محاولات التظاهر بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة القوى المعارضة للحكومة. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني عن قلقها من تعطل الانترنت وبعض خدمات الهواتف في مصر، في حين دعت وزارة الداخلية المصرية إلى الحفاظ على الهدوء والالتزام بالقانون خلال صلاة الجمعة وبعدها، حتى لا يتعرض أمن المواطنين للخطر. من جانبه دعا بان كي مون الأمين العام لهيئة الاممالمتحدة السلطات المصرية الى احترام حرية المعلومات وطالبها بتجنب العنف. وكانت جميع الشركات التي تقدم خدمات الانترنت في مصر قد قطعت خدماتها بصورة متزامنة بعد منتصف الليل بنحو ربع ساعة. من جانب آخر ذكرت وسائل الإعلام أن شبكات الهواتف المحمولة توقفت عن العمل بشكل كامل في بعض مناطق البلاد. واتخذت السلطات المصرية هذه الإجراءات غير المسبوقة لمنع سبل التنسيق بين المشاركين في المظاهرات الذين أعربوا عن عزمهم الخروج الى الشوارع من جميع مساجد البلاد بعد اداء صلاة الجمعة. هذا وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت وبشكل رسمي للمرة الأولى، نيتها المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة، بينما شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في صفوفها. هذا وتظهر الإحصاءات التي تقدمها شركات الانترنت العالمية ان عدد مستخدمي الشبكة في مصر انخفض يوم الجمعة الى ما يقترب من الصفر. وهذا ما تؤكده إحصاءات موقع "روسيا اليوم"، علما بان مصريين يشكلون نحو 40% من إجمالي متصفحي موقعناعادة.