يوم ساخن بالمظاهرات والاحتجاجات، كان على أشده في اليمن، فيما شهدت البحرين اشتباكات محدودة مرجحة للانفجار، وطافت شوارع بغداد مظاهرة تمهيداً لمظاهرة كبرى شاملة يوم الخميس القادم، في الوقت الذي واجهت طهران آلاف المتظاهرين بالقنابل الغازية المسيلة للدموع. ففي البحرين، وقعت مواجهات محدودة في قريتين بالبحرين بين متظاهرين وقوى الأمن أسفرت عن إصابات طفيفة وذلك في إطار الدعوة التي أطلقت لتسيير مظاهرات احتجاجية تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وذكرت مصادر إعلامية أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل والرصاص المطاطي لتفريق عدد من المتظاهرين في قرية النويدرات التابعة للمحافظة الوسطى كانوا قد تجمعوا للمطالبة بالإفراج عن عدد من المعتقلين الشيعة، الأمر الذي أسفر عن إصابة عشرة أشخاص إصابات طفيفة.
ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن ما يقارب ألفي شخص كانوا يجلسون في الشارع يعبرون عن مطالبهم حين بدأت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي تناثرت عبواته إلى الشوارع القريبة من مكان التجمع. وأكد شهود عيان وقوع مواجهات أمس الأحد بين قوات الشرطة وقرية كرزكان التابعة للمحافظة الشمالية أسفرت بحسب -موقع وزارة الداخلية البحرينية على تويتر- عن إصابة ثلاثة من عناصرها وأحد المحتجين.
وذكرت مصادر إعلامية أن قوات الأمن كثفت من وجودها في الشوارع الرئيسية وفي المناطق التي يحتمل أن تتجاوب مع دعوة التظاهر فيما شوهدت طائرات هليوكبتر- يعتقد أنها تابعة لجهاز الأمن- تحلق في سماء العاصمة المنامة.. وأضافت : أن مسيرات موالية للحكومة سارت اليوم في شوارع العاصمة احتفاء بالذكرى العاشرة لإعلان ميثاق العمل الوطني الذي يوافق اليوم الاثنين. وفي بغداد، تظاهر عشرات الشباب العراقيين في ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد صباح اليوم مطالبين بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد في أجهزة الحكومة. ورفع المشاركون في المظاهرة الذين ناهز عددهم نحو مائتي شاب وشابة شعارات تطالب بإقالة أمين بغداد رافع العيساوي لفشله في عمله وتجاوزه المدة الدستورية. كما ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى القضاء على الفساد الإداري والمالي وسرقة المال العام ومعاقبة المسؤولين المفسدين وتوفير الخدمات وفرص العمل للعاطلين. وأطلق المشاركون في المظاهرة - التي انطلقت من ساحة التحرير بإتجاه ساحة الفردوس- على أنفسهم اسم "شباب 14 شباط" ويؤلفون أربع مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). وكان ناشطون عراقيون وزعوا أمس منشورات في الجامعات العراقية تدعو الشباب العراقيين إلى بدء مظاهرات في ساحتي التحرير والفردوس وسط بغداد اليوم، كما دعت المنشورات الشباب العراقيين إلى المشاركة في المظاهرات المنتظر أن تبلغ ذروتها يوم 25 فبراير/شباط الجاري. وتزامنت مظاهرة اليوم مع دعوة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أتباعه إلى التظاهر ضد الاحتلال ونقص الخدمات، مؤكدا في بيان أهمية مشاركة كل فئات الشعب العراقي في هذه المظاهرات على أن يكون التظاهر سلميا للحفاظ على الدم العراقي. وكانت بغداد ومدن عراقية أخرى شهدت خلال الأيام الماضية مظاهرات مماثلة محاكاة للمظاهرات التي شهدتها تونس ومصر والتي انتهت بسقوط نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وفي طهران، قال شاهد عيان أن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع في وسط طهران يوم الاثنين لتفريق أنصار المعارضة الذين تجمعوا في مسيرة دون ترخيص من الحكومة في احتجاج يستلهم الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس. وقال شاهد العيان لرويترز: أن "ألوف يشاركون في المسيرة... ولا يرددون هتافات... وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قرب ميدان الامام الحسين". وقد فرضت الشرطة الايرانية يوم الاثنين 14 فبراير/شباط طوقا حول منزل ميرحسين موسوي زعيم المعارضة الايرانية وقطعت عنه كافة خطوط الهاتف بما فيها الهواتف المحمولة حتى يوم غد الثلاثاء. نقلت ذلك وكالة " فرانس برس " استنادا الى موقع المعارضة الايراني " Kaleme.com ". ونقلا عن موقع المعارضة "لقد قطعت كافة خطوط الهاتف الارضية والمحمولة لموسوي وزوجته زهرة رهنافارد منذ صباح اليوم وحتى يوم غد الثلاثاء، وان المنطقة التي يقع فيها منزله محاطة بسيارات الشرطة ". وكانت السلطات الايرانية قد فرضت الاقامة الجبرية على مهدي كروبي احد زعماء المعارضة الايرانية واحد المرشحين السابقين للرئاسة منذ يوم الخميس الماضي بسبب دعوته الى تنظيم مسيرة جماهيرية تأييدا للمتظاهرين في مصر، حيث وضعت امام منزله نقاط حراسة منعت حتى اقاربه من لقاءه، على ان ترفع الاقامة الجبرية عنه يوم 14 فبراير/شباط. وكان كروبي وموسوي قد تقدما بطلب الى الحكومة الايرانية للسماح بتنظيم يوم الاثنين 14 فبراير/شباط مسيرة شعبية لمساندة الشعب المصري الذي اطاح بالرئيس حسني مبارك. ألا ان غلام حسين محسن المدعي العام اخبرهما يوم 9 فبراير/شباط برفض طلبهما وحذرهما من نتائج القيام بعمل مثل هذا. واخبرهما بان كل من يرغب بدعم مصر يمكنه المشاركة بالمسيرة الجماهيرية الحكومية التي ستجري يوم الجمعة بمناسبة الذكرى ال 32 لقيام الثورة الاسلامية في ايران. وتؤكد الوكالة على ان السلطات الايرانية منعت تنظيم مسيرة دعم للشعب المصري لاعتقادها ان المشاركين فيها تحت شعار دعم مصر وتونس سيرفعون شعارات ضد السلطة الايرانية الحالية. تظاهرات اليمن: انظر تقرير سابق (انقر هنا)