بعد ساعات قليلة جداً من إعلان الحوثيين انضمامهم إلى التظاهرات الشعبية، وخروجهم بمسيرة حاشدة في ضحيان، كشفت عن عزمها الالتحام بساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، دفع الشيخ حسين الأحمر- رئيس مجلس التضامن الوطني- بأعداد من عناصر المجلس إلى العاصمة لتضرب طوقاً حول المعتصمين تنفيذاً لتهديد سابق بالتدخل "لحماية المتظاهرين". وقد باشر أعضاء مجلس التضامن منذ مساء أمس بتشكيل ما وصفوها ب"لجان الحماية الأمنية" و"لجان الخدمات" التي أنيط بها تقديم مختلف الخدمات التي يحتاجها المعتصمين، والتي تشمل تقديم موائد غذائية مجانية ومياه للشرب، بالإضافة إلى تشكيل فريق آخر للمساهمة في عملية تنظيف الساحة. ووجه المجلس اليوم الثلاثاء دعوة لكافة أعضائه في أمانة العاصمة وبقية المحافظات إلى الانضمام إلى المعتصمين في "ساحة التغيير"- على حد وصفه لها- أمام بوابة جامعة صنعاء تأييداً لمطالب المعتصمين المشروعة وحمايةً لهم من أي اعتداءات يمكن أن يتعرضوا لها. وجاء في بيان صادر عن المجلس "أن هذه الدعوة تأتي استجابةً لدعوة الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر رئيس مجلس التضامن الوطني، واستجابةً لتطلعات الشعب اليمني التواق إلى الإصلاح والتغيير". وكان الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر أكد تأييد قبائل اليمن للتغيير ووقوفها إلى جانب التظاهرات السلمية التي اندلعت في عدد من محافظات الجمهورية للمطالبة بإسقاط النظام، وأكد قدرة القبائل على حماية المتظاهرين سلمياً من ما وصفهم ببلاطجة السلطة ومن السلطة ذاتها. واعتبر لقاءات الرئيس ببعض مشائخ القبائل بأنها عبارة عن ظاهرة إعلامية، وقال أن تلك اللقاءات "ربما تكون الوداع الأخير". واعتبر محللون سياسيون ل"نبأ نيوز" قيام الشيخ حسين الأحمر بالدفع بعناصره إلى العاصمة في هذا التوقيت رغم توقف الاعتداءات عليهم منذ يومين وتعهد الرئيس صالح بحمايتهم أمنياً، بأنه ردة فعل على تظاهرات الجماعات الحوثية أمس الاثنين، وخطوة استباقية لفرض نفوذه واحتواء المتظاهرين تحت رعايته قبل التحام فصائل الحوثيين بهم، حيث كشفت تظاهرات أمس في ضحيان عن نوايا حوثية للدفع بأعداد هائلة إلى ساحة الاعتصامات، وهو ما أثار مخاوف "الأحمر". وأشار المحللون إلى أن مخاوف "الأحمر" من الحوثيين تعاظمت في أعقاب البيان الذي أصدره الشيخ مجاهد أحمد حيدر- شيخ حرف سفيان ورئيس مؤتمر التلاحم الوطني- والذي شن فيه هجوماً شرساً على الشيخين حميد الأحمر وشقيقه حسين الأحمر رداً على تصريحاتهما بشأن "استعدادهم لحماية المتظاهرين"، وقال أنها "ليست بعيدة عن أساليبهم القديمة والمتجددة في ركوب أية موجة حتى لو كانت ليست موجتهم ولا صلة لهم بها وحتى لو كانوا أكثر من يقفون ضدها". وأكد الشيخ مجاهد حيدر: "باعتبار أن ثورة الشباب اليمني قد انقلبت على الحزب الحاكم وعلى المشترك وعلى لجنة تحضيرية حميد ومجلس تضامن حسين ومن لف لفهم، وقلبت الطاولة على الجميع، كما فعل شباب ثورتي تونس ومصر فإنهم يحاولون اليوم بأي شكل من الأشكال ممارسة التضليل بركوب الموجة نتيجة خشيتهم على أموالهم المكدسة ومصالحهم الاقتصادية المقامة على ظهور الجياع والبؤساء من أبناء شعبنا اليمني الذي يقول لهم اليوم: ارحلوا.. ارحلوا.. وكفى". (للاطلاع على النص كاملاً للبيان: انقر هنا..) ويناصب كل من الحوثيين وآل الأحمر العداء لبعضهم البعض منذ أيام الحرب السادسة في صعدة وسفيان، والتي أصدرت خلالها قبيلة حاشد بياناً تبرأت به من كل حاشدي ينتمي إلى الحوثيين، وأهدرت دمه".. وهو الموقف الذي بات يثير مخاوف المراقبين بأن يحاول الطرفان تصفية حساباته من خلال حلبات التظاهر وماراثون القوى اليمنية على كرسي الرئاسة، الذي أعلن الرئيس صالح أمس أنه لن يسلمه لأحد إلاّ عبر صناديق الاقتراع. جدير بالذكر أن العلاقات المتينة بين الشيخ حسين الأحمر والزعيم الليبي معمر القذافي كانت قد تسببت بتعكير العلاقات اليمنية- الليبية وذلك على خلفية اتهام السلطات اليمنية للنظام الليبي بدعم "حسين الأحمر" وأنه وراء إنشاء مجلس التضامن، غير أن تلك الاتهامات لم تتبين مدى دقتها وظلت تتردد في نطاق المناكفات السياسية.