أحداث العنف المسلح في حصبة صنعاء أوغيرها من الأماكن في اليمن أفرزت عدة أراء بين مهلل للعنف والسلاح وتبريره بحجة عنف السلطة ، وبأنها ضرورة للحسم وأنتصار الثورة، واخرين متشبثين بسلمية الثورة ومواصلة ثورتهم بعيدا عن العنف والدمار والمواجهة المسلحة ومواصلة إستخدام كل الوسائل السلمية وتصعيدها حتى تحقيق أهدافها ولو طال زمن الثورة لكنها بيضاء سلمية ديمقراطية و لن تجعل إهدار الدماء والحرب والدمار والعنف المسلح ثمنا للنصر... أصحاب العنف الثوري متأثرون بأطروحات كهنة بعض الأحزاب أو شخصيات قبلية تربت ونمت وعاشت في زمن العنف الثوري ، ولا زال العنف والسلاح والدمار هو جزء أصيل من تركيباتهم الشخصية والفكرية والإجتماعية، ولذا لن ترى منهم إلا لغة البارود والدمار وان ناصروا الثورات السلمية على مضض من سلميتها، فهم عاشقي البنادق ومصطلحات الفيد والإنتقام والعيون الحمراء... الثورات السلمية تم أستلهامها من ثورات سلمية أخرى ، كان سلاح الشباب فيها هو السلام وتم أستخدام الثقافة وتقنية المعلومات في مواجهة صلف وعنف السلطات. الثورات السلمية لم تأتي من فراغ فهي تجربة أنسانية عظيمة متراكمة عبر العصور. جرب العالم السيف والمشانق والمدافع في ثوراتهم فكانت نكالا في غالبها على المجتمعات الأنسانية واستبدلت مستبدين بأشد منهم أستبدادا. من أتى بالبندقية كان أقصى ما يقدمه لمجتمعه هي البندقية والدمار ولنا في الأنظمة العربية الحالية اكبر مثال. معظم هذه الأنظمة ورموزها أتت الى السلطة في ثورات مسلحة وعنف وبنادق هي من أجلسها على الكراسي، فلماذا لم تُقدم دول مدنية عادلة وديمقراطية لشعوبها. الترويج للعنف الثوري سيوصل ثوار البندقية والحروب الى السلطة ولن تنفع بعدها ثورة سلمية تقتلع هؤلاء الا ببندقية ثورية جديدة قد لا نجد أصحابها لاننا في زمن جيله متعلم مثقف ويؤمن بالنضال السلمي وسيتم سحقه من ثوار العنف الثوري الذي هللنا لهم في ثورتنا السلمية وأوصلناهم الى مراكز القرار... تذكروا جميعا بأن الثورة الشبابية السلمية روادها وأصحابها جيل تربى في فضاء الثقافة والمعرفة والسلام ومعززا بالحوار و بثورة الإتصالات التي جعلته يتواصل مع افراده ومجتمعه والعالم، وان يوصل مطالبه وطموحاته ومعاناته الى العالم الحر. أكتسب شرعيته من نضاله السلمي الديمقراطي والثقافي الذي أستطاع تثوير المجتمعات بفكر عقلاني وبشعار السلام كسلاح عظيم أمام جبروت أي سلطان.. الثورات السلمية عُززت فينا كجيل عائش في خضم الثورة المعلوماتية وفضاء التواصل وثقافة الحوار والديمقراطية المؤمنة بالتداول السلمي للسلطة. لا نريد أن نغرس في أبناءنا العنف الثوري والقتال والدمار وسفك الدماء كأدوات نضال بيننا بل لغة الحوار والديمقراطية والسلام، والتبشير بدولة النظام والقانون المدنية والعدالة والسلام والتعايش والأنسجام لا تنسجم أبدا مع لغة الحروب والدمار وسفك الدماء والفيد والعنف الثوري، والذي سيهدي أصحابه الدولة القادمة، لان سدنتها يوم إذ سيمسكون كرسي السلطة فهم قد عمدوا ثورتنا بدماءهم واتباعهم ولاننا اليوم هللنا لهم وبررنا ماقاموا به بإسمنا، فيوم اذ من فتح فاه سيغلق ومن نزل ساحة سيهدر دمه لأنهم ببساطة لا يؤمنون الا بالعنف والبندقية وسيلة للتغيير وايضا للحكم والبقاء في السلطة... جل التقدير...