أصدرت محكمة بحرينية الأربعاء 5/10/2011، أحكاماً بالسجن تراوحت بين سنة واحدة و5 سنوات، على 19 معارضاً أدانتهم بتهمة محاولة إحراق أحد مراكز الشرطة، جاء ذلك بينما دخل إضراب قادة المعارضة في البلاد يومه الثاني عشر، في وقت أفادت فيه الأنباء بتواصل التظاهرات الليلية في عدة بلدات بحرينية. ونسبت وكالة أنباء البحرين الرسمية "بنا" إلى النائب العام العسكري في قوة دفاع البحرين، العقيد يوسف راشد فليفل، قوله إن محكمة السلامة الوطنية الابتدائية عقدت جلسة أصدرت خلالها حكمها في واقعة "قيام عدد من الخارجين على القانون بمحاولة إشعال الحريق في مركز شرطة الخميس وإتلافه، وذلك تحقيقاً لغرض إرهابي وهو إحداث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى"، موضحاً "أن المحكمة قضت بسجن 13 متهماً لمدة 5 سنوات، و6 آخرين لمدة سنة واحدة". وأشار النائب العام العسكري إلى أن للمحكوم عليهم الحق في الطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف العليا الجنائية والمحاكم العادية. وكانت المحكمة نفسها قد حكمت خلال اليومين الماضيين على 62 معارضاً بالسجن ما بين 15 و25 سنة، في قضايا تتعلق بأحداث الحركة الاحتجاجية، التي شهدتها البلاد في العام الحالي. إضراب عن الطعام في غضون ذلك، قال نجل قيادي بحريني معارض، "إن إضراب قادة المعارضة في المملكة الخليجية عن الطعام، المكرس لأجل إطلاق سراح المعتقلات البرئيات من السجون، دخل يومه الثاني عشر". وأعرب محمد مشيمع، نجل حسن مشيمع، زعيم المعارضة في البحرين والأمين العام لحركة "حق"، في حديث لCNN، الأربعاء، عن قلقه على صحة والده، الذي أيدت محكمة بحرينية مؤخراً عقوبة السجن المؤبد بحقه، وعدد آخر من قادة المعارضة، بعد أدانتهم بعدة اتهامات، منها التورط في "مؤامرة قلب نظام الحكم". وأوضح: "نحن قلقون على صحته.. فلا يسمح لنا بالحديث معه سوى نادراً، والمكالمات الهاتفية متاحة كل أسبوعين". وأضاف مشيمع الأبن، الذي أطلق سراحه الشهر الماضي بعد قضاء عقوبة بالسجن لمدة عام، بوقوع أعمال عنف واعتقالات بشكل يومي، مضيفاً: "كافة الناس هنا يتحدثون عن تطلعاتهم للحرية وسيقاتلون حتى النهاية.. فالحركة قوية للغاية." تظاهرات إلى ذلك ذكرت وكالة "بنا" أن التظاهرات الليلية خرجت في العديد من القرى والمناطق البحرينية مساء الثلاثاء، ضمن فعاليات أسبوع "الحرية لحرائر البحرين" تضامنا مع المعتقلين من المعلمين والكوادر الطبية. وخرجت المسيرات الليلية وفق الوكالة في قرى المصلى وإسكان وجد حفص، تضامناً مع قرية العكر لما تعرضت له من قمع على أيدي السلطات البحرينية. وفي قرية سترة انطلقت مسيرة غاضبة للتنديد بالأحكام القضائية الجائرة التي صدرت ضد عدد من المتظاهرين، كما خرج أهالي قرية كرباباد في مسيرة تحت عنوان "أحرار" رغم القيود تضامنا مع المحتجين في القطيف شرقي السعودية. الى ذلك، داهمت قوات الأمن منطقة الدير وقمعت تظاهرة سلمية بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، وكانت مسيرة احتجاجية بالسيارات انطلقت يوم الثلاثاء تحت شعار "طوفان المنامة" في الحي المالي والتجاري في العاصمة البحرينية. من جهتها، أدانت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية منع السلطات تجمعا تحت شعار "سلسلة بشرية للتضامن مع معتقلي الرأي والكادر الطبي"، أعلنت قوى المعارضة أنها ستنظم مسيرة احتجاج مماثلة الخميس. برلين الشرق الأوسط على صعيد المواقف الدولية، حذّر وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس من خطر تحول البحرين إلى برلين الشرق الأوسط بسبب الفجوة الدينية والحملة التي تشنها حكومتها ضد الاحتجاجات، واعتبر إيران مشكلة كبرى بالنسبة للمجتمع الدولي. ونسبت صحيفة "الغارديان" اليوم الأربعاء إلى فوكس قوله على هامش المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم المنعقد حالياً في مدينة مانشستر "إن الاحتجاجات وحملة الحكومة ضدها تعني أن البحرين أصبحت نقطة اشتعال محتملة في الربيع العربي.. وقلقي هو أنه إذا لم نحصل على قرار في البحرين، فإن هذه الدولة الخليجية ستصبح قريباً برلين الشرق الأوسط". وأضاف وزير الدفاع البريطاني "حاولنا إقناع الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) وولي عهده (سلمان بن حمد) احتضان الإصلاح، وضرورة أن يكون هناك اعتراف باحترام حقوق الإنسان، وإدخال إصلاحات اقتصادية، واحترام حقوق المحتجين من قبل الطبقة الحاكمة "، على حد تعبيره. وقال إنه أمضى الكثير من الوقت في محاولة لإقناع دول أخرى في المنطقة المساعدة على تشجيع البحرين على إدخال الإصلاحات المطلوبة و"إذا لم نتمكن من فعل ذلك، فإنها ستكون وسيلة لفتح بعض التوترات الأخرى في المنطقة". والبحرين من أكثر الدول العربية تعاوناً مع وزارة الدفاع الأمريكية وقد قدمت تسهيلات كبيرة للبحرية الأمريكية منذ عام 1955، وتوجد فيها قواعد دائمة لتخزين العتاد الأمريكي، ومنذ بداية التسعينيات أصبح ذلك البلد الخليجي المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الأفريقي.