في الوقت الذي خلد الإعلام الرسمي والحاكم إلى صمت مطبق عما يجري من تحضيرات للمؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام الذي من المقرر أن ينعقد صباح غد الأربعاء، ومن المنتظر اتخاذ القرار خلاله بشأن ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح لولاية رئاسية ثانية ، غاصت شوارع أمانة العاصمة صنعاء صباح اليوم الثلاثاء بآلاف المواطنين من مختلف فئات وشرائح المجتمع اليمني التي تجمهرت لمناشدة رئيس الجمهورية بالعدول عن قرار عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة الذي كان اتخذه في السابع عشر من تموز/ يوليو 2005م. فقد شهد اتحاد المعاقين اليمنيين تجمهر ما يربو عن (4000) معاق من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، في مهرجان خطابي وشعري شهدته قاعة الاتحاد صباح اليوم وقرئت خلاله القصائد التي أشادت بالانجازات التي حققها الرئيس صالح خلال فترة حكمه لليمن ، والرعاية التي أولاها للفئات المعاقة التي عانت لحقب طويلة من التهميش والتجاهل، وناشدت رئيس الجمهورية بخطابات وقصائد وبيان مشترك باسم فئات المكفوفين والكفيفات وذوى الاحتياجات الخاصة دعوا فيه الرئيس إلى الامتثال لإرادة شعبه ومطلبه الجماهيري والتراجع عن قراره "ليس من أجل نفسه بل من أجل اليمن وشعبها". وقد تزامن مع فعالية المعاقين والمعاقات خروج الآلاف من المواطنين وتجمهرهم في ميدان التحرير بأمانة العاصمة هاتفين باسم وحياة الرئيس صالح، ورافعين آلاف الصور الشخصية للرئيس ، ومئات اللافتات التي تطالب الرئيس بالعدول عن قراره، وتستذكر انجازاته التي حققها لليمن، وتذكره بأن مسيرة التنمية ما زالت بحاجة إلى "حكمة القائد" والى المزيد من تضحياته التي اعتاد أن يسترخصها من أجل شعبه. وأحيت الجماهير مهرجاناً خطابياً وشعرياً تزاحم عليها الشعراء والخطباء وحتى الشباب الصغار، وقد استهل المهرجان جمال الخولاني- أمين عام المجلس المحلي ، نائب أمين العاصمة- بكلمة ارتجالية وقف في مطلعها على الحال الذي آلت إليه اليمن بفضل قيادة الرئيس علي عبد الله صالح، وسياسته الحكيمة التي ارتقت بالحياة اليمنية ، وتبوءت بفضلها مكانة عريقة، مشيراً إلى أن من الحق الشخصي للرئيس أن لا يرشح نفسه لكن الحق العام يفرض نفسه ويحمله مسئولية تلبية مناشدات الجماهير اليمنية التي تحتشد في العاصمة وفي كل محافظات الجمهورية مطالبة إياه بالعدول عن قراره بعدم الترشيح. وأكد أن الوطن ما زال بحاجة إلى علي عبد الله صالح، وأن مسيرة البناء والتنمية بحاجة إليه أيضاً، وأن الشعب اليمني يضع ثقته الكاملة به لقيادته إلى بر الأمان ، والى غد أجياله المشرق. وأعقب ذلك عدة كلمات لنقابات وجمعيات ومنظمات جماهيرية – بعضها نسوية- شاركت في المهرجان الشعبي الحافل، ناشدت جميعها الرئيس بالعدول عن قرار عدم الترشيح ودعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط على رئيس الجمهورية لدفعه إلى التراجع عن قراره.. كما تزاحم الشعراء على الميكرفون ، واصطفوا بالطوابير انتظاراً لدورهم لقراءة قصائدهم التي تستذكر محطات مختلفة من مسيرة الرئيس صالح، وتدعوه إلى إكمال المشوار النهضوي لليمن. وشهد المهرجان حضوراً كبيراً للنساء وعلى نحو غير متوقع ، حيث توشحت عدد منهن بالعلم اليمني كما العباءة، ولصقن على صدور"البالطوات" صور الرئيس صالح التي كتب عليها (أكمل المشوار)، ورددن الشعارات، والهتافات بحياة الرئيس وانجازاته الديمقراطية والوحدوية والسلمية، كما شاركن بخطابات وقصائد متنوعة جميعها تدعو الرئيس إلى التراجع عن قراره. وفي الوقت الذي يصطخب الشارع اليمني في كل مكان بدا الشيء الغريب الوحيد هو الصمت الذي خيم على اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام التي ما زالت تعتم على تفاصيل المؤتمر الاستثنائي، ولم تقرر حتى ساعة إعداد هذا التقرير آلية مشاركة وسائل الإعلام في تغطية فعاليات المؤتمر الاستثنائي- طبقاً للاتصالات التي أجرتها "نبأ نيوز" مع مصادر مسئولة في اللجنة الدائمة.