لم تتردد أم تركية في أن تضحي بحياتها لتنقذ أطفالها من تفجير انتحاري، فألقت بنفسها على المفجر لتجعل من نفسها ساتراً يحول بين أبنائها وبين الانفجار. وكانت "هاتيك بلجين" الأم لأربعة أطفال تتسوق مع ثلاثة من أطفالها في متجر بمدينة بينجول جنوب شرق البلاد عندما لاحظت شخصاً انتحارياً يحاول تفجير نفسه، فقفزت عليه لتحمي أطفالها من آثار التفجير الذي تسبب في مقتل شخصين هي أحدهما، وإصابة 21 آخرين يوم السبت الماضي وفقاً لموقع إم بي سي. وقال شهود عيان إن دور الأم التي يبدو أنها كانت في جولة تسوقية مع أبناءها لعيد الأضحى، أنقذ حياة كثيرين من بينهم أطفالها الذين تعرضوا لإصابات مختلفة في الحادث، بحسب صحيفة "حرييت ديلي نيوز". وأشاد وزير التنمية سيفديت يلمظ الذي قام بزيارة الأطفال الثلاثة في المستشفى بدور الأم، معتبراً أن ما قامت به أنقذ حياة كثيرين من المتواجدين في مكان الحادث. ويعتقد أن الشخص الانتحاري الذي فجر نفسه بشارع مزدحم في بينجول عضو ينتمي لحزب العمال الكردستاني المحظور. ويأتي هجوم بينجول بعد يومين من انتهاء الجيش التركي من عملية جوية وبرية استمرت أسبوعاً ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي تركيا، وعلى الجانب الآخر من الحدود في العراق. وجاءت العملية الواسعة بعد سلسلة من الهجمات نفذها حزب العمال ضد القوات الحكومية، ما كبد الجيش التركي أضخم خسارة له منذ نحو عقدين. وتصنف تركيا وأغلب المجتمع الدولي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وكان الحزب قد حمل السلاح مطالباً باستقلال الأكراد في جنوب شرق الأناضول عام 1984م، ما أدى إلى نزاع راح ضحيته نحو 45 ألف شخص.