باشرت مليشيات أولاد الأحمر أمس الاثنين ببناء جدران خرسانية عازلة أغلقت بها جميع المنافذ التي تقود الى الأحياء الداخلية ل"قندهار"- وهي التسمية المتداولة حالياً على لسان جميع اليمنيين لما كان يعرف سابقاً ب"الحصبة". وأفاد مراسل "نبأ نيوز" الذي زار المنطقة: أن الجدران الخرسانية التي يتم استحداثها يصل ارتفاعها الى ثلاثة أمتار، ويزيد سمكها عن نصف متر، ويتم بها إغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية من الجدار الى الجدار، بحيث تضرب طوقاً حول جميع أحياء "قندهار" المحتلة من قبل مليشيات أولاد الأحمر. وأكد: أن مليشيات الأحمر عززت متانة المتارس بالكتل الخرسانية الشائع استخدامها كحواجز لقطع الطرق، حيث قاموا برصفها على هيئة متارس بارتفاع مترين في مختلف تقاطعات الطرق الداخلية، بجانب المتارس الأخرى من أكياس الرمل والتي شوهدت بعضها فوق أسطح العديد من المنازل المحتلة. مصادر عسكرية أكدت ل"نبأ نيوز" أن مثل هذه الحواجز والمتارس تعد مؤشراً خطيراً على نوايا مبيتة لتفجير حرب عنيفة وطويلة الأمد، وبأسلحة ثقيلة ، مشيرة إلى أن الحواجز الخرسانية العملاقة معدة لاعاقة حركة الدروع ومنعها من اقتحام المنطقة التي تم تحويلها الى قاعدة حربية محصنة، نظراً للبيوت والمباني التي تم احتلالها والتي تؤمن مخابيء آمنة للعناصر الارهابية. واعتبرت المصادر توقيت استحداث مثل هذه الحواجز والمتار مع بوادر اتفاق أطراف الأزمة السياسية هو أخطر ما في الموضوع، حيث يكشف عن نوايا مبيتة لقطع الطريق على بوادر الانفراج، واصرار على اشعال حرب أهلية مدمرة. غير أن المراقبين السياسيين يعتقدون أن الاستعدادات التي يجريها أبناء الأحمر هي ردود فعل على ارتفاع أصوات جميع الأطراف الأخرى المعارضة والقوى المدنية المستقلة الداعية الى وجوب اجتثاث أولاد الأحمر وقائد الفرقة المدرعة المنشقة أسوة بالنظام على خلفية اتهامهم بالفساد واشعال الفتن والمتاجرة بالمصالح الوطنية العليا من أجل مصالحهم الشخصية. ويقول المراقبون أن تلك الدعوة هي موضع اجماع اليمنيين من شمال الوطن الى جنوبه باستثناء الأخوان المسلمين الذي يتمسكون بخيار العنف مقابل الحكم.