ولدعلي عبد الله صالح عام 1942م في قرية بيت الاحمر ، بمديرية سنحان محافظة صنعاء. في أسرة ريفية فقيرة تنتمي الئ الوسط الشعبي الذي عاش شظف العيش ومرارة الحياة محروما من أبسط حقوقه في الصحه والتعليم في ظل الحكم الامامي المستبد .. - ولم يكن من بد أمام أبناء هذا الجيل الا الاعتماد علي النفس مع أسرهم المكافحه ومكابدة الحياة وعناء المعيشه منذ نعومة الاظفار .. وقد كان علي عبدالله صالح واحدا ممن عاشوا فترة طفولتهم بلا طفولة ، وهذا ما نمئ فيه الشخصية العصامية وروح التحدي ومغالبة شدائد الحياة فتلقئ دراسته الاولية في كتاب قريته وارتبط بالارض فلاحة ورعيا ولامست قدماه تربتها وتوطنت نفسه علئ محبتها . وارتقت المحبة الئ الدفاع عن الوطن ، فكان الاهتداء الئ التحاقه بالقوات المسلحه عام 1958م . وبفضل عصاميته وعلو همته وقوة جلده وانضباطه ، تدرج في الرتب العسكرية وشغل مناصب قيادية عسكرية منها - قائد فصيل دروع - قائد سرية دروع - أركان حرب كتيبة دروع - مدير تسليم المدرعات - قائد كتيبة مدرعات - قائد قطاع المندب - قائد لواء تعز قائد معسكر خالد بن الوليد 1975- 1978 وقد كان معروفا من يومئذ بالتفاعل النشط مع هموم وطنه وقضايا شعبه ، ولم يكن بمعزل عن الاحداث والتحولات والمخاضات التي يمر بها الوطن . فقد فرضت عليه وطنيته ان يشارك من مواقعه المختلفه في الدفاع عن الثوره وتثبيت النظام الجمهوري وأن يبلي بلا حسنا فك حصار السبعين يوما الذي فرض علئ العاصمه صنعاء ... ولكأنما كانت المحن والاخطار التي أحدقت بالوطن مراجل القدر التي هيأت هذه الشخصيه العاصميه لدور مرتقب عظيم يحسن فيه قيادة مسيرة النهوض الوطني الشامل ، وليعطي صورة القائد المنبعث من بين صفوف الشعب المكافح وليحمل بين جنبيه قلبا نابضا بحب شعبه ووطنه وليغدو أحد فوارس أمته في الذود عن حماها والدفاع عن قضاياها والمشاركه في بناء مشروعها الحضاري . فقد أتت به الاقدار استجابه لتوق النفوس والانظار وهي ترنو الئ من يخرج الوطن من ساعة العسره والحظات العصيبه التي حلت به اثر اغتيال الرئيس أحمد حسين الغشمي رحه الله ، فكان قدوم علي عبدالله صالح من موقعه كقائد للواء تعز الئ العاصمه ليشغل عضو مجلس رئاسة الجمهورية المؤقت ونائب القائد العام ورئيس هيئة الاركان العامه ، بمثابة بارقه أمل لمستقبل مشرق . وقد كان علي عبدالله صالح حينئذ معروفا في الوسطين العسكري والمدني بانه صاحب قرار ومشهود له بحنكته العسكريه ومواقفه الوطنيه وزاد الامر يقينا بأهليته القياديه حبه للحوار وانفتاحه علئ مختلف القوئ السياسيه ... وقد تجسد ذالك في ساعة العسرة حيث كان جل تفكيره منصبا في تهيئة الاسباب لفتح حوار وطني يفضي الئ اقرار ميثاق تلتقي عليه جماهير الشعب وقواه السياسيه والاجتماعيه... وما كان لعظيم قومه في مثل تلك الظروف الحرجه والمنعطفات الحاسمه الا أن يكون له مثل هذا التفكير والحكمه البالغه والنظره السديده... وأسجل هنا باعتزاز عظيم من واقع زيارتي في مكتبه في القياده العامه للقوات المسلحه قبل أن يصبح رئيسا أنه كان يتحدث وبتوق شديد الئ ذلك اليوم الذي يتحقق فيه هذا المطمح الديموقراطي ويده علئ المصحف الشريف عهدا منه علئ أن يعمل علئ تمكين الشعب من الالتقاء علئ ميثاق وطني باعتباره بوابة الانطلاق الئ بناء يمن الوحده والديموقراطيه والتنميه الشامله وتفعيل اهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وساعتها أيقنت أن المحنه التي تعرضت لها البلاد ان هي الا شدة عابرة وأن الوطن الئ خير وأن مع العسر يسرا... فلا شي يقف في وجه الحكمه والحزم وبعد الرؤيه، وسداد الراي ، وأن كان أعتقاد الكثرة في حينه أن مجرد التفكير بميثاق وطني في مثل ذلك الظرف الحرج أن هو الا ضرب من الخيال، خاصه من خبروا التجارب السياسيه السابقه وما اعترضها من العوائق.. لكن الذين خبروا الرئيس ، وعرفوه عن قرب سواء كانوا من النخبه العسكريه أو المدنيه ، تأكد لهم أنه كان يعني ما يقول... وقد رأوا فيه الزعيم المستوفي لعناصر القياده والمؤهل لحمل أمانة قيادة الوطن والمتمتع بجسارة القرار في المواقف الصعبه ، فكان انتخابه رئيسا للجمهورية ، وقائدا عاما للقوات المسلحه من قبل مجلس الشعب التأسيسي ، يوم السابع عشر من تموز/ يوليو1978م ، ورقي في نفس اليوم الئ رتبة عقيد باجماع تام من قبل قيادات القوات المسلحه وأفرادها كافة ، وقد شكل ذلك اليوم المهيب بداية لانعطاف تاريخي في مسيرة الشعب اليمني ، اذ سرعان ما اتجه به قائد مسيرته الكبرئ صوب صناعة فجر ديموقراطي جديد وبناء الدوله الحديثه والعمل علئ اعادة تحقيق الوحده اليمنيه ، والتفاعل الواعي مع اهداف ومبادئ الثورة اليمنيه.. وأخذ يشمر عن ساعد الجد ويباشر مهامه القياديه متمثلا روح الشعب وعشق الوطن وهمة الاجداد البناة من عمالقة السلف الذين أسسوا مجدا حضاريا أضاء غسق التاريخ وكان في طليعة همومه منذ الايام الاولئ لتحمله أمانة قيادة الشعب العمل علئ أحداث تنمية سياسيه شامله تسير جنبا الئ جنب في خطوط متوازيه ومتكافئة السرعة مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تضمنتها الخطه الخمسيه الاولئ... وكان لا بد من ثم العثور علئ صيغه عملية تتفاعل مع مبادئ الشعب وقيمه واهداف ثورته... ولاعتقاد الاخ الرئيس أن الديموقراطيه لا تمثل مطلبا فرديا ولا يمكن أن تترك لاجتهادات ربما جانبها التوفيق ، فقد كان توجهه الئ الشعب من خلال فئاته جميعا علماء ومفكرين ومشائخ وعسكريين ومثقفين وغيرهم ، يستمزج اراءهم وأفكارهم في أنسب وسيله وأسلوب عمل لقيام حوار وطني ، تجسد بالمشاركه الفعلية ارادة الشعب وتطلعاته.. وفيما شرعت لجنة من المفكرين والعلماء والمثقفين من داخل مجلس الشعب وخارجه تضع المسؤدة الاولية لمشروع ميثاق وطني كمادة خام تطرح للنقاش.. التفت الاخ الرئيس الئ تعزيز الحياة الدموقراطيه ، ففي عام 1979م ، صدر الاعلان الدستوري الثالث القاضي بتوسيع اختصاصات مجلس الشعب التأسيسي وزيادة عدد أعضائه من (99) عضوا الئ (159) عضوا واستحث مختلف الكفاءات العلميه والتقنيه والفنيه والقدرات المتخصصه لبذل أقصئ وتائر الجهد للمضي في تنفيذ الخطه الخمسيه الاولئ محددا أولويات العمل الوطني في مختلف مجالات التنميه الشامله . * رئيس التحرير "الأمة الامريكية" ..