بعد أكبر مزاد فتحه الاخوان المسلمين بالقاهرة للالتفاف على الرفض الواسع لسلمة الجنوب، وفي خديعة قادها حسين الأحمر ، ينطلق الأحد مؤتمر الجنوب في القاهرة برئاسة شخصيتين قيادتين "تأريخيتين" هما علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس، وفي ظل رفض عنيد للرئيس السابق علي سالم البيض ومقاطعة واسعة من قبل الغالبية العظمى من فصائل حراك الداخل والخارج، وفي مقدمتهما مجلسي باعوم والنوبة وحزب تجمع تاج الذي يمثل الواجهة الرئيسية لحراك الخارج. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن إنعقاد المؤتمر يأتي بعد سلسلة لقاءات شهدتها الشهرين الماضيين بين العطاس وناصر مع الشيخ حسين الأحمر الذي تفيد مصادر قيادية معارضة أنه يقوم بدور مكمل لشقيقه القيادي الأخواني حميد الأحمر ، الذي يحتكر منذ عشرين عاماً امتياز بيع جميع موارد نفط الجنوب ومأرب، نافية أن يكون "حسين" منشقاً عن مجلس أخيه الذي يقود حراك الأخوان المسلمين والقبائل في الشمال للاستيلاء على السلطة. وفيما أعلن علي سالم البيض رفضه القاطع لمؤتمر القاهرة، فإن حزب "تاج"- ومقره لندن- أصدر بياناً مبكراً بهذا الخصوص، أكد فيه عدم تمثيل من سيحضرون المؤتمر لأبناء الجنوب، واعتبره مؤامرة ملمحاً إلى وقوف الأخوان المسلمين ورائها. كما أصدرت معظم مكونات الحراك في الداخل بيانات مماثلة أعلنت فيها براءتها من مؤتمر القاهرة، واتهمت في بعضها العطاس وعلي ناصر بالوقوف وراء مجازر الجنوب، وما تعرض له من إباحة ونهب للثروات وظلم لأبنائه.. في نفس الوقت الذي أعلنت عشرات القيادات الجنوبية في القاهرة مقاطعتها للمؤتمر ووصفه بأنه مؤتمر "أخواني". وبحسب مصادر متطابقة ل"نبأ نيوز" فإن مؤتمر القاهرة يأتي في مرحلة حرجة، حيث يواجه الأخوان المسلمين المرشحين للاستيلاء على الحكم بصنعاء رفضاً شعبياً عارماً في مختلف أرجاء الجنوب، تعرضوا على أثره لهجمات مختلفة من الحراك الذي شل أنشطتهم بالكامل. غير أن الأخوان وفي محاولة للالتفاف على الرفض الجنوبي ل"الأسلمة" يسعون عبر مؤتمر القاهرة الذي تعهدوا بدعمه بالكامل إلى تقديم واجهات جنوبية تتحدث باسم الجنوبيين لإضفاء شرعية على "المجلس الوطني الثوري" الذي أسسه حميد الأحمر ليتسنى له الحديث باسم كل اليمن وليس باسم الأخوان المسلمين- كما هو عليه الحال اليوم. ويحاول الاخوان عبر مؤتمر القاهرة احتضان مشاريع فيدرالية سبق لكل من علي ناصر وحيدر العطاس أن تقدموا بها، وحاولوا كسب التأييد لها لكنهم فشلوانظراً لضعف قاعدتهم الشعبية، حيث أن الظهور القوي للأخوان المسلمين في الشمال مع أجنحتهم المسلحة "الفرقة الاولى ومليشيات الأحمر وفصائل الزنداني"، وممارستهم العنف بوحشية منح دعاة الانفصال ضوءً أخضراً للتحرك بنشاط وتبرير دعواتهم وتوسيع قاعدة قبولهم في الجنوب نظراً لما تكبده الجنوب من معاناة على ايدي الأخوان الذين أصدروا فتاوى هدر دماء الجنوبيين باسم الشيوعية والكفر، ودفعوا باتجاه حرب 1994م التي نهبوا فيها كل ما فوق الارض وما في جوفها، ومارسوا سياسة تجهيل طمست الملامح الحضارية لبعض مدن الجنوب الرئيسية كعدن وحضرموت. الاسلاميون وبعض لفظهم من جميع مدن الجنوب عادوا للبحث عن "أبو رغال" جديد يقود حملتهم، وفتحوا في القاهرة كبرى مزاداتهم لشراء ذمم القادة والناشطين، الأمر الذي أثمر عنه مؤتمر القاهرة الذي ينعقد اليوم ويستمر حتى يوم الاثنين ، والذي إن نجح فإنه سيكون بيرق حملة الفتح الإخواني الثاني للجنوب..! هذا وستنشر "نبأ نيوز" اليوم خبراً عن تفاصيل الدعم المالي الذي تلقاه مؤتمر القاهرة من أولاد الأحمر. وكانت "نبأ نيوز" نشرت يوم 22/ أكتوبر تقريراً عن لقاءات حسين الأحمر بالقادة الجنوبيين، للوقوف على تفاصيله .. انقر هنا..