في واحدة من أشد لحظات التأنيب التي قلما تشهدها السياسة، وقف المؤتمريون اليوم الخميس بين يدي الرئيس علي عبد الله صالح يعترفون له بأخطائهم، وقصورهم، ويلتمسون سماحته وغفران الأخطاء. ففي الوقت الذي دعا أحد القياديين في المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) رئيس الجمهورية إن كان يرى في استقالة اللجنة العامة - أعلى حلقة قيادية- أمراً فيه صلاح الشأن فأنهم مستعدون للإستقالة، فإن عارف الزوكا- محافظ مأرب- لم ير بُداً من مصارحة الرئيس بشجاعة متناهية بأن أعضاء المؤتمر الشعبي العام خذلوه. وقال الزوكا في كلمة أمام المؤتمر الاستثنائي مخاطباً الرئيس صالح: " نعترف نحن أعضاء المؤتمر الشعبي العام أننا خذلناك.. لابد أن نعترف ونقول الحقيقة: نحن خذلناك ولم ندافع عنك، وتركناك لحالك تدافع وترد على الآخرين أنت بنفسك؛ وهذا وضع يجب أن نعترف به، ونعرف أن هذا من الأسباب التي دعتك لأن تصر على استقالتك" وأضاف:"نحن إذا أردنا أن نضع النقاط على الحروف لابد أن نعترف بأخطائنا"، مستطرداً:" اسمح لي أخي الرئيس أن اعترف لك ويعترف لك أعضاء المؤتمر الشعبي العام بأنك تحملت أعباءنا ، وتحملت أخطاءنا، وتحملت سلبياتنا، وتحملت قصورنا.. لكنني أطالبك أمام هؤلاء الناس بمثل ما سامحت الذين ظلمونا بالسكوت، وذبحوا وسحلوا، وأعفيت عنهم أن تسامحنا وتعفو عنا..فلماذا تحاسبنا اليوم وأنت رجل العفو السموح الذي تسامح وتعفو وقت الشدائد". وقال الزوكا:" أنا أعترف لك أخي الرئيس أننا لم نشعر بخطورة الوضع الذي نحن فيه ، ولم نشعر بما تتحمله أنت من معاناة وصعاب غير من أمس واليوم.. اليوم شعرنا بالمسئولية ، وبالتالي لك العهد منا أننا لن نخذلك ، ولن نقف مكتوفي الأيادي بعد اليوم.. أما أمس فإننا نعترف أننا خذلناك ولم نكن وسط المسئولية".