قال علماء بريطانيون امس ان من الممكن ان يصاب اشخاص بالنوع البشري من مرض جنون البقر لاكثر من خمسين عاما دون ان تظهر عليهم اعراض المرض الامر الذي قد يؤدي الي التهوين من حجم احتمالات انتشار المرض. وحتي الان اكتشف مرض كروتسفيلد جيكوب وهو النوع البشري من جنون البقر لدي نحو 160 شخصا. كما ظهرت اصابات بالمرض القاتل في فرنسا وايطاليا وايرلندا وهولندا وكندا واليابان والولايات المتحدة. وتفاوتت بشدة التقديرات عن عدد الاشخاص المرجح اصابتهم بالمرض الذي يصيب المخ والذي ينتج عن تناول منتجات لحوم ابقار مصابة باعتلال الدماغ الاسفنجي. وكان من الصعب التكهن بهذه التقديرات نظرا لفترة حضانة المرض الطويلة التي يعتقد العلماء انها قد تصل الي 20 عاما. لكن الاستاذ الجامعي جون كولينج وباحثين من جامعة لندن يعتقدون ان فترة الحضانة قد تكون اطول وان احتمالات حدوث وباء قد تكون اكبر من المتوقع. وقال في تقرير نشر في دورية لانسيت الطبية التقديرات الاخيرة لحجم وباء مرض كروتسفيلد جيكوب ... قد يكون بها تهوين كبير . واعتمدت نتائج العلماء علي دراسة عن مرض بشري اخر يسمي "كورو" وهو مثل مرض كروتسفيلد جيكوب ينتج عن جزيء متحور في البروتين الدماغي. ووصل "كورو" الي معدلات وبائية في بعض أجزاء من بابوا غينيا الجديدة حيث كان اكل لحوم البشر امرا شائعا حتي خمسينيات القرن الماضي ضمن طقوس يأكل فيل السكان الاصليون جثث اقاربهم اظهارا للاحترام. وقدر كولينج وفريقه اقصر فترة حضانة لمرض كورو استنادا الي تاريخ منع اكل لحوم البشر وسنة ميلاد اخر مريض مسجل بالمرض. ووفقا لتقديراتهم تراوحت اقل فترة حضانة بين 34 و41 عاما لكنها ارتفعت بين الرجال الي اكثر من خمسين عاما. ويشتبه العلماء في ان تكون فترة الحضانة اطول في مرض كروتسفيلد جيكوب لان العدوي انتقلت من البقر الي البشر وهو ما يأخذ وقتا اطول عادة من انتقال العدوي بين نفس النوع.