استعرت حمى الحرب - التي طالما وصفها السياسيون اليمنيون ب(بركان خامل) ينفث الأدخنة – بين قيادتي الحزب الاشتراكي اليمني وحزب التجمع اليمني للإصلاح بعد دقائق من بدء مهرجان انتخابي نظمه حلف اللقاء المشترك في محافظة شبوة أمس الأول، وفي اتهامات علنية عبر مكبرات الصوت نشر كل منهما فضائح الآخر أمام حشد جماهيري كبير ما لبث أن فرّ مذعوراً بعد أن تطور الأمر إلى إشهار الرشاشات الأوتوماتيكية من قبل الجانبين وأن مجزرة دموية أوشكت أن تحدث. واتهمت مصادر في حزب الإصلاح سكرتارية الحزب الاشتراكي بمديرية "عسيلان" بمحافظة شبوة بإشعال الفتنة، وقالت ل"نبأ نيوز": أن بعض أعضاء السكرتارية أصروا على مخالفة برنامج المهرجان، وطلبوا إضافة أسماء متحدثين لم يسبق الاتفاق على إدراجهم ضمن البرنامج، وأشاروا إلى أنه عندما تم رفض ذلك قام فيصل الحكري – عضو مكتب الحزب الاشتراكي- بالاستيلاء على الميكرفون وإلقاء كلمة هاجم فيها قيادات حزب الإصلاح وأعلن براءة حزبه واللقاء المشترك من المهرجان. وأشار المصدر إلى أن الحكري انهال بالسباب والشتائم على قيادات حزب الإصلاح واتهمهم بالسعي لتضليل الرأي العام، وخداع الناس بأكاذيب وشعارات لا يريدون بها مصلحة الشعب وإنما مصالحهم الحزبية الخاصة، داعياً الحضور إلى فض المهرجان "اتقاءً للفتنة". مصادر مستقلة في شبوة أكدت ل"نبأ نيوز" ما جاء على لسان مصدر حزب الإصلاح إلاّ أنها قالت: أن المعارضة الشديدة لقيادات حزب الإصلاح لمنع أعضاء في المكتب السياسي للإشتراكي من التحدث استفز الاشتراكيين وفهموا الأمر على أن الإصلاح يستهين بشأنهم ويسعى "دائماً" لإظهارهم كأتباع له وليس كشركاء. وأضافت: أن الخلاف اشتد وتحول من صياح بالميكرفونات إلى تقاذف شتائم ثم أشهر عدد من الأشخاص من الجانبين بنادقهم الآلية بوجه بعضهم البعض وكانوا على وشك تبادل إطلاق الرصاص وتحويل المهرجان إلى مجزرة، لولا أن عدداً من العقلاء بين الحاضرين تدخلوا وأحالوا دون حدوث ذلك، في نفس الوقت الذي ساد الخوف والذعر بين الحاضرين فتدافعوا هاربين، وقد تسبب التدافع في سقوط عدد منهم تحت الأقدام وإصابتهم بجروح طفيفة- طبقاً للمصدر نفسه.