في أولى جولات حملته الانتخابية المبكرة التي استهلها من مسقط رأسه (السويري) بحضرموت، قوبل فيصل بن شملان – مرشح اللقاء المشترك- بردود فعل غير متوقعة إطلاقاً اضطرته إلى إيقاف أنشطته الدعائية في حضرموت ومغادرتها على عجل إلى عدن مطلع الأسبوع الجاري ليجرب حظه هناك، وسط قلق عظيم من الاصطدام بالفصائل الاشتراكية المختلفة مع أمانتها العامة والرافضة لترشيحه. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في محافظة حضرموت أن المرشح فيصل بن شملان اخفق في تقديم نفسه وبرنامجه الانتخابي خلال سلسلة اللقاءات الجماهيرية التي عقدها في عدد من مدن حضرموت، مبينة أنه فوجئ بأن "لعنة" شركة (النمر) البترولية التي كان يديرها ما زالت تطارده بملفات الفساد والإفلاس في أكثر من مكان قصده، حيث سأله المشاركون أكثر من مرة: "لماذا أفلست شركة النمر التي كنت ترأسها؟ هل معنى ذلك أن إدارتك لها كانت فاشلة، أم أنك تعاطيت معها بعقلية شمولية؟"؛ لكنه التزم الصمت ولم يرد على السؤال لا في "دوعن" ولا في "سيئون" اللتان استقبلاه بنفس السؤال. كما أنه عندما تحدث عن الفساد في الدولة و"فشل" الإصلاحات الاقتصادية، عقب عليه البعض بالسؤال عن دور المعارضة في مكافحة الفساد، وعن حجم مشاركتها في الفساد نفسه.. فيما سأله آخرون حول المعاهد العلمية التي كانت تحصل على أكثر من (14) مليار ريال من ميزانية الدولة، وفيما إذا كان إلغاؤها يدرج ضمن الإصلاحات الاقتصادية أم لا؟ وبحسب المصادر ذاتها فإن بن شملان رد على ذلك بتحميل الرئيس إبراهيم الحمدي مسئولية ما وصفه ب"الخطأ" في قرار إنشاء المعاهد العلمية، وقال أن موضوع المعاهد أثير في عهد الرئيس علي عبد الله صالح ولم يكن هو يعارض إلغاؤها، مؤكداً "أنا ألقيت اللوم حينها على الأخوة الذين كانوا يديرون المعاهد العلمية حول الضجة التي عملوها". وأضافت: أن المشاركين انتقدوا بن شملان بشدة لقبوله الترشح باسم أحزاب المشترك التي تضم الحزب الاشتراكي، وأبدوا استغرابهم كيف قبل تمثيل الحزب الاشتراكي "والكل يعرف موقف بن شملان منه"، واصفين ذلك ب"تلاعب بالمباديء"، ونصحوه بتوخي الحذر من "غدر بعض أحزاب المشرك"، لافتين نظره إلى أنهم قدموه لقضاء أدوار محددة ولن يتوانوا عن الاستغناء عنه حتى ولو قبل موعد الاقتراع " مادام البديل موجود". وأشارت المصادر إلى أن بن شملان رد على المتحدثين بعيدا عن الموضوع وبعبارات قصيرة لخصها في أن المهمة الأولى هي إبعاد الرئيس بأية وسيلة كانت "وبعدين من يحكم، يحكم"! إلاّ أن جوابه صعد من الاستياء، وقوبل من قبل عدد كبير من الشخصيات التي كانت حاضرة بالتهكم بوابل من الانتقادات اللاذعة التي وقف أمامها ب"لا حول ولا قوة"، خاصة وانه كان يشيع أن عجلة التنمية لم تتقدم خطوة بعد عام1997م (أي بعد تشكيل المؤتمر حكومة بمفرده دون ائتلاف الإصلاح)، في الوقت الذي رأى المشاركون أن المرشح "يبالغ في أكاذيبه لحد السخرية من عقول الناس"، مؤكدين له أن النهضة الحقيقية في اليمن بدأت بعد عام 1997م، وضربوا له أمثلة عديدة مما شهدته مدنهم. كما أكدت المصادر أن بن شملان قام خلال وجوده في حضرموت بجولة على بيوت عدد من الشخصيات البارزة في المحافظة لكن بعضهم رفض استقباله استياءً من أسلوبه في الدعاية الانتخابية، وهو الأمر الذي أحرجه كثيراً جداً واضطره إلى مغادرة سيئون إلى المكلا ثم إلى عدن. يشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات كانت أعلنت أن الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة تبدأ يوم 23/8/2006من إلاّ أن مرشح اللقاء المشترك استبق الموعد بكثير وقام بنشر برنامجه الانتخابي على موقع "الصحوة نت" الناطقة بلسان حزب الإصلاح، وعدد من المواقع الالكترونية الأخرى، في الوقت الذي يفرض قانون الانتخابات عقوبة الحبس لمدة (6) أشهر لكل من يرتكب خرقاً لذلك.