حثت اللجنة العليا للانتخابات اليوم الثلاثاء كافة المنظمات ووسائل الإعلام اليمنية على تكثيف التوعية للناخبين اليمنيين بضرورة الالتزام بالقوانين واحترامها، وتفادي ارتكاب "الجرائم الانتخابية"، والتقيد بجعل يون العشرين من سبتمبر القادم يوماً خالياً من السلاح، مؤكدة أن الديمقراطية لا يمكن أن تجتمع بالسلاح. جاء ذلك على هامش الفعالية التدشينية للتوعية الانتخابية وللمركز الإعلامي الخاص بالانتخابات اليمنية والتي أقامتها اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في فندق "سبأ" صباح اليوم بمشاركة عدد كبير جداً من ممثلي منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية. وذكر السيد "جون لاندني" – ممثل مكتب المم المتحدة في اللجنة العليا للانتخابات-في كلمة استهل بها الفعالية: أنه لن تكون العملية الانتخابية ناجحة ما لم يساهم المجتمع الدولي فيها ، وأشار إلى أن نجاح أي عملية انتخابية في مختلف بلدان العالم يعتمد بشكل رئيسي على عملية تثقيف جمهور الناخبين لما من شان ذلك أن يخلف أثراً ايجابياُ على الانتخابات، ويقود إلى نجاحها، منوهاً إلى أن جميع المنظمات المشاركة في التوعية الانتخابية تنتظرهم مهمة شاقة خاصة على صعيد العمل الميداني في المناطق الريفية النائية من جهته قال عبده الجندي- عضو اللجنة العليان رئيس قطاع الإعلام والتوعية- إن اللجنة تتطلع إلى أن تكون حملة التوعية الانتخابية أكبر حملة على مستوى اليمن والعالم العربي، من خلال توحيد جهود الجميع في حملة محايدة ومستقلة ن وتستهدف مطاردة الجهل، مؤكداً : أننا إذا تمكنا من الخلاص من الجهل سنتمكن من تحقيق الانتصارات السياسية والاقتصادية وغيرها. وقال الجندي: أن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى لتحقيق الديمقراطية، وأنه بدون استيعاب المتغيرات لن نتمكن أن نخطو خطوة للأمام، منوهاً إلى أن هذا العالم هو عالم الجينات والالكترونات وعالم ما بعد الذرة. وبين: أننا نزعم أن الانتخابات القادمة ستكون أفضل عملية انتخابية وتتميز بالحرية والنزاهة في عالم لا يمتلك حرية ونزاهة، وإننا نريد أن ندخل إلى هذا الكرسي من مدخل جاد. وأشار إلى أن اتفاق المباديء نص على ضمانات إلى جانب القوانين والدستور، وإذا ما طبقناها نحقق النزاهة ، فالانتخابات الرئاسية ستكون منافسة جادة ولا بد من التمهيد لها بحملة توعية تعرف الناخب بحقوقه وواجباته. كما تطرق الجندي إلى جانب المرأة قائلاً: آن الأوان بان تشعر المرأة بأن لها حقوق ن وآن الأوان للرجل بأن يعرف بأن المرأة مساوية له، داعياً الصحف إلى إفراد صفحة لتعليم الناخب القوانين ، ومؤكداً: لا سيد فوق القانون وأن الحق يقابله واجب ، وأننا قد نختلف بخياراتنا لكن نتفق بالحق الدستوري . كما حث الجندي على ضرورة جعل يوم الاقتراع العشرين من سبتمبر يوماً بلا سلاح إذ لا تجتمع الديمقراطية مع السلاح ، واصفاً الإعلاميين بأنهم "رسل" وداعياً إلى احترام البعض وممارسة رحمة الاختلاف من أجل الانتقال إلى مرحلة القرعة الانتخابية. كما تحدث عبد المؤمن شجاع الدين – رئيس الشئون القانونية والإفتاء- عن محظورات الدعاية الانتخابية ، مشيراً إلى أن اللجنة وجهت الجهات المختصة بضرورة التعامل مع المخالفات وضبط المخالفين، مؤكداً أنه من الصعب على اللجنة العليا "التحول إلى مخفر شرطة". وقال شجاع الدين : أن الصحافيين هم المعنيون بتبصير الناخبين والمواطنين بهذه المحظورات والأحكام المترتبة عنها فكثير من الناخبين لا يعرفون أن هذه مخالفات للقانون، منوهاً إلى أن القانون وضع عقوبات جزائية جنائية بهذا الشأن وجعل هذه المخالفات جرائم. وأكد أن أغلب الذين يخالفون لا يفهموا أنهم يرتكبون مخالفة جنائية، مشيراً إلى أن أغلب الحوادث الجنائية تحدث أثناء الحملة الانتخابية لأن القائمين عليها "يشحنوا الناخبين". أما عبد الله محمد دحان- رئيس قطاع العلاقات الخارجية- فقد أوضح أن حملة التوعية الانتخابية تستهدف أكثر من فئة وأكثر من هدفن حيث أنها تستهدف المطلعين على قانون الانتخابات والقوانين الأخرى من باب التذكير بأهمية الالتزام ، كما تستهدف ممن هم ليسوا على إطلاع بهذه القوانين فتقوم بتثقيفهم وتوعيتهم بما لهم من حقوق ومما عليهم من واجبات. ودعا إلى تضامن الجميع بأن تكون الانتخابات القادمة علامة فارقة في تاريخ شعبنا وتحافظ على الحد الأدنى من الحرية والشفافية. وقال دحان: اليوم نصنع تاريخنا وستذكره الأجيال القادمة ، فإذا كان ناصعاً ستذكره ايجابيا وإذا كان غير ذلك ستذكره سلبياً خاصة مع وجود العديد من المنظمات الدولية التي ستراقب وترصد ن مؤكداً أن سمعة الشعب اليمني أمانة علينا جعلها صورة مشرقة نعتز ونتفانى بها. وأضاف : نحن في اللجنة العليا للانتخابات مسئولون عن العمل على تحقيق هدف التجربة لا لنضاهي ديمقراطيات العالم لكن لنجعل من تجربتنا علامة فارقة بأن تزدهر وتتقدم لا أن تتراجع للوراء.