في ردود فعل توقعتها "نبأ نيوز" في تقرير لها مساء أمس الثلاثاء بعنوان (الرئيس صالح يدشن حملته الانتخابية في صعدة فيقصم ظهر معارضيه) انهارت قيادة أحزاب اللقاء المشترك منذ اللحظات الأولى لعلمها بتدشين الرئيس علي عبد الله صالح – مرشح المؤتمر الشعبي العام- حملته الانتخابية من صعدة، ليأتي خطابة مفجراً بكاءها بنبرة خارجة عن لغة الخطاب السياسي. ولم تطق قيادة اللقاء المشترك المعلومات التي وردتها من صعدة بأن التفافاً جماهيرياً واسعاً حضي به المهرجان الانتخابي الأول للرئيس صالح فانهالت بالشتائم والسباب على الرئيس صالح بمفردات لم يسبق تداولها في القاموس السياسي تطعن بالأخلاق، وتستخدم مفردة (مخرف)، الأمر الذي وصفه محللون سياسيون إنهياراً انفعالياً خرج عن نطاق سيطرة الوعي. وفي تصريح رسمي نشرته صحف أحزاب المشترك، اتهم علي الصراري - المسئول الإعلامي للحملة الانتخابية لمرشح اللقاء المشترك- الرئيس صالح ب"صلته الوثيقة بالحملة الإعلامية غير الأخلاقية التي يشنها إعلام الحزب الحاكم ضد اللقاء المشترك ومرشحه لرئاسة الجمهورية والتي تعكس الافتقار إلى أخلاق التنافس وانعدام الروح الديمقراطية". ودعا الصراري اليمنيين إلى مقارنة خطابات مرشح المؤتمر ومرشح المشترك ليكتشفوا " من هي المخرف ومن هو الذي لا يستحق منها إن يكون رئيسا للجمهورية". ويأتي هذا الانهيار في صفوف قيادة اللقاء المشترك إثر المفاجأة التي فجرها الرئيس صالح باختياره محافظة صعدة منطلقاً لحملته الانتخابية، والتي لطالما مثلت الورقة الأولى في خطابات مرشح اللقاء المشترك التي كان يراهن عليها في انعدام الأمن والاستقرار في اليمن، وهو الأمر الذي أسقط هذه الورقة وفوت على المشترك جزءً كبيراً من مصداقيته. كما أن تدشين الرئيس صالح لحملته من صعدة حملت أكثر من مدلول سياسي عميق، فهي أولاً: رسالة واضحة وصريحة للشعب اليمني تؤكد استقرار الوضع الأمني في اليمن، وثانياً رسالة لمختلف القوى السياسية تؤكد قوة النفوذ الذي آلت إليه سلطة الدولة في هذه المنطقة التي كانت بالأمس فقط تعد من أشد البؤر الساخنة في اليمن فيما هي اليوم تلتف حول رئيس الجمهورية – بما يعني أن هناك حنكة قيادية تمسك بخيوط معادلات التوازن في اليمن. وثالثاً: بدء الرئيس من منطقة ما زال فيها بعض معارضيه المسلحين هي بمثابة تأكيد لجميع القوى بأن علي عبد الله صالح ما زال نفس الرجل المقدام الذي صعد إلى السلطة في ظل رهانات قاتلة، وأنه رغم السنوات ال(27) التي أمضاها في الحكم ما زال يتمتع بنفس الروح والشجاعة والرغبة في التصدي وقهر كل التحديات التي أعجزت غيره.. ورابعاً: وهو ما أشار إليه الرئيس صالح في خطابه من دور جماهيري في مواجهة حرب الردة والانفصال، ليذكر بقية القوى السياسية بأن هناك من لا يساوم على الوحدة الوطنية واليمنية ومتأهب للتصدي لأي فتنة يراد بها زج الوطن في أتون صراعات دامية. وخامساً: أن تعمد الرئيس صالح المرور بمدينة "خمر" والمناطق المجاورة – والتي تمثل موطن قبيلة حاشد التي ينتسب إليها الرئيس صالح- هي رسالة أخرى للتعبير عن الاعتزاز بالأصل، والقيم والأعراف اليمنية التي لا يمكن لمرشح اللقاء المشترك أن يحضى بعزوتها.. وهي أيضاً لإماطة النقاب عن حقيقة ولاء تلك الجهات التي سبق أن ردد البعض بأنها تتبع موقف بعض المشائخ في قيادة الإصلاح، وأنه تخطط لانقلابات، وغير ذلك مما تم ترويجه في إعلام المشترك على لسان أحد المشائخ.. وهنا تكمن شجاعة الرئيس صالح وقوة ثقته بنفسه وخياراته، إذ أنه بدأ بصعدة ثم عمران - من المناطق التي تعدها المعارضة رهانها في التأليب ضده، والتحدي الأكبر الذي سيواجهه في الوقت الذي يفاجأهم بان كل حساباتهم ذهبت أدراج الرياح. وعليه توقعت "نبا نيوز" منذ الوهلة الأولى لإذاعة نبأ توجه الرئيس صالح إلى صعدة أن تكون هذه الخطوة التكتيكية الذكية "قاصمة لظهر المعارضة"- بحسب التقرير الذي نشرته من قبل أن تنهار قيادات المشترك باكية، وتهاجم بألفاظ ما سبق لها أن دخلت قاموس السياسة.