قال احمد الصوفي – المرشد العام لتيار المستقبل – أن من حق المثقف أن يتباهى بالانتصار الحاسم والحراك الديمقراطي الراهن ، وأنه يتوجب على المثقف في هذا الوطن الكبير أن يؤسس لأفق المرحلة القادمة بمزيد من الإرادة وتنوير المجتمع في هذه اللحظة التاريخية التي تحشد فيها الآليات والتحديات في سبيل استقبال يوم العشرين من سبتمبر – يوم تتويج اليمن للعرس الديمقراطي . وتساءل في مداخلة له على هامش ندوة "رؤية المثقفين للانتخابات الرئاسية" التي نظمها منتدى أصدقاء المقالح أمس الأحد بصنعاء بالتعاون مع مركز الدراسات – هل باستطاعة المثقف الكف عن مجاراة هذه اللحظة وكأنها أتت مصادفة، أم أننا نقول نحن الذي جئنا بها. واعتبر الصوفي أن الانتخابات والتحضير لها هي لحظة فاصلة ستجعل اليمن إما أن ينقطع عن ماضيه – ماضي الصراعات المهلكة والمفككة والمبتذلة وأما ستفرض الفوضى وتولد خيارات التقهقر والإفلاس التاريخي والنضالي من خلال الانقضاض على مشروع الوحدة الوطنية والهوية الثقافية لليمن. من جهتها تطرقت هدى أبلان- أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- في ورقتها الى أن بعد العام 1990م بدأت اليمن تخطو خطوات جادة باتجاه الحياة السياسية الناضجة بالتعدد السياسي والحزبي وحرية الصحافة وتعدد وتنوع منابر التعبير، بالإضافة الى وجود حراك في المجالات المختلفة ومنها المجال الثقافي والإبداعي وحرية الكلمة وتأسيس ثقافة جديدة تمثلت في القبول بالآخر والتعايش والحوار الفكري ونبذ العنف وإحلال شفافية التنافس البرامجي في الانتخابات. ووصفت أبلان برنامج المؤتمر الشعبي العام المقدم للشعب ببرنامج التحديات والإنجاز على الأرض ويتواكب مع معطيات الواقع اليمني وتداخل القبيلة مع السياسة ويؤسس بصدق لمرحلة واسعة من التطورات المستقبلية لليمن. أما الدكتور عادل الشجاع – رئيس المنتدى- فقد شبه المثقف بلسان حال المجتمع في كل زمان ومكان ، وأن على المثقف أن يتبنى قضاياه ويدافع عنها ليعطي الحياة الاجتماعية مغزاها . وقال الشجاع: أن ما يميز واقعنا اليمني الآن هو إننا نفتقر الى المرجعية الثقافية فلا تتوفر لدى المثقف رؤى فكرية وقيمة يتطلع الى تحقيقها ، مضيفا: وللأسف أن فئة تخترقها الصراعات والتوترات الاجتماعية فأصبحت لعبة الصراع والتنافس هي لغة التعامل مع المثقفين.ونوه الشجاع الى أن الأزمة التي يعاني منها المثقف اليمني تأتي نتيجة للاستنساخ الإيديولوجي الباهت للمرجعيات الفكرية التي يعبر عنها في اللغة الضيقة واللهجة الحادة في التجريح . وتساءل : ما هي أولويات المهام المطروحة على المثقف اليمني في هذه المرحلة الانتخابية؟ وكيف يمكن ترسيخ الثوابت التي تحدد وظيفته وهويته؟؟ كل هذه الأسئلة التي طرحها الشجاع في ورقته خرجت بإجابات شافية من قبل المشاركين في الندوة وأفضت في مجملها الى الخروج برؤية نهائية وضعت النقاط على الحروف .