أصدر الجنرال عيدي موسى هيرسي – رئيس إقليم بونتلاند الصومالي المستقل- أمس الثلاثاء أمراً بإغلاق حدود بلاده أمام الصوماليين القادمين من مناطق "الصومال الجنوبي" ومنعهم من دخول بونتلاند، وإعادة ترحيل الموجودين منهم حالياً داخل بونتلاند إلى مناطقهم. وأوضح الرئيس هيرسي في بيانه أن هؤلاء الناس المشردين والمتنقلين في الداخل أصبحوا يتسببون في عدم استقرار المنطقة، ومصدراً لزعزعة أمن سلطات بونتلاند، حيث أن الآلاف من سكان الصومال الجنوبي دأبوا على الفرار إلى مناطق بونتلاند طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، والغالبية العظمى منهم يجري تهريبهم إلى اليمن ليعملوا هناك رغم ما يواجهونه من تهديد وقتل. وأشار إلى أن كثيراً من الصوماليين من أبناء المناطق الجنوبية يتم خلال تهريبهم إلى اليمن إجبارهم على القفز إلى الماء من قبل أصحاب الزوارق من بونتلاند. وكان مصدر في مكتب مفوضية اللاجئين بصنعاء أكد ل"نبأ نيوز" في خبر نشرته الأحد الماضي أن تنسيقاً واسعاً يجري حالياً بين الحكومة اليمنية وسلطات إقليم "بونتلاند" الصومالي في الجانب الإفريقي من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية الوافدة على اليمن من تلك الجهات. وأوضح المصدر: أن الحكومة اليمنية اتفقت مع سلطات بونتلاند على أن تقوم الأخيرة بنشر قوات على امتداد ساحلها المواجه لليمن والذي يبعد عن الساحل اليمني نحو (300) كيلومتر فقط، وتكثيف تواجدها الأمني في شواطيء "بوساسو"- المنفذ الرئيسي لعبور المهاجرين، وتعهدت بتقديم المساعدة لتلك القوات من حيث التسليح والتدريب. وأشار إلى أن الحكومة اليمنية ستقوم بمد تلك القوات ببعض الأسلحة الخفيفة، وسترسل خلال الأيام القليلة القادمة فريقاً من المدربين اليمنيين الذين سيعملون على تطوير المهارات الأمنية لأفراد قوات بونتلاند الساحلية، من أجل تمكينهم من تعقب وضبط المهربين الذين يتولون نقل المهاجرين إلى اليمن والتسبب بكوارث لهم، وكذلك ارتكاب جرائم بحقهم.. كما سيشمل الدعم اليمني تأهيل كوادر على إدارة حملات التوعية للمواطنين الصوماليين بمخاطر هذه الرحلات على أرواحهم. ونوه المصدر إلى أن الدور الذي ستلعبه اليمن يأتي في إطار تنسيق من قبل عدة أطراف دولية تسعى جميعها لإيجاد حلول سريعة ومضمونة للحد من ظاهرة الهجرة الإفريقية إلى اليمن، بعد أن تفاقمت مشاكلها وتعاظمت أخطارها، ولم يعد بإمكان طرف واحد تحمل المسئولية بمفرده، مؤكداً أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن بلغوا خلال الفترة (2 سبتمبر – 20 سبتمبر) نحو (1.880) مهاجراً- القسم الأعظم منهم صوماليون، فيما البقية من الإثيوبيين، وبينهم أيضاً أكثر من (400) امرأة وطفل، فيما أعداد القتلى والمفقودين يقدرون بالمئات ولم تتمكن أي جهة من حصرهم لحد الآن. وأكد المصدر أن سلطات بونتلاند باشرت منذ مطلع الأسبوع الماضي نشر العشرات من الأفراد العسكريين في مناطق مختلفة من ميناء "بوساسو" الذي تتجمع فيه حشود المهاجرين بانتظار زوارق التهريب المحلية التي تقلهم إلى الجهة الأخرى من البحر هرباً من المواجهات والاضطرابات السياسية في بلدهم. جدير بالذكر أن اليمن تدعو منذ عدة سنوات إلى إعطاء الأولوية لحل المشاكل السياسية الداخلية بين الفصائل الصومالية، وقد تبنت عدة مبادرات بهذا الصدد، وكانت تنجح في كل مرة في التوفيق بين الفرقاء إلاً أن السلام ما يلبث أن ينهار بفعل أطراف خارجية لا تميل إلى حل المشكلة الصومالية لأسباب كثيرة، في الوقت الذي تصر فيه الحكومة اليمنية أن الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها لن تتوقف ما لم يتوقف أولاً الصراع الداخلي، ويتم مساعدة الصوماليين على إعادة بناء بلدهم وتنميتهم.