استهل خطيب جامع الجند بتعز صباح اليوم خطبة العيد التي حضرها الرئيس علي عبد الله صالح بالتكبير لسقوط (العلم الأحمر) – في إشارة إلى هزيمة الحزب الاشتراكي اليمني في حرب صيف 1994م التي تم الإعلان عنها من نفس المكان، فيما اختتم الخطيب خطبته بوصف أقلام الصحافيين بأنها "من زقوم يشوون بها جلود الأمة". وقد وجه خطيب الجند خطبة مطولة- نقلتها الفضائية اليمنية في بث حي ومباشر- تسببت بإحراج كبير للرئيس صالح بعد أن أسهب الخطيب في استهلال فقرات خطبته بعبارة (فخامة الرئيس) خلافاً لقواعد الخطب المنبرية التي توجه خطابها لعامة المسلمين والمسلمات بغير تخصيص، علاوة على ما تضمنته الخطبة من نقد لاذع وتشبيهات جارحة للآخرين، كان يفهم منها أنها موجهة للمعارضة. وقد بدا الرئيس علي عبد الله صالح في عدة لقطات تلفزيونية في حالة من الحرج، والقلق، وعدم الارتياح من أسلوب خطيب جامع الجند في تناول القضايا، وعرض الأمور التي يريد تناولها- خاصة في ظل توجيه الكلام بصورة مباشرة للرئيس نفسه وليس لمن حضروا الصلاة إلاّ فيما ندر. وقد شبه الخطيب رئيس الجمهورية ب"ذو القرنين"، معرجاً على قصته حين طلب قومه منه عمل حاجز بينهم وبين "ياجوج ومأجوج"، فيما وصف التفاف الجماهير حوله ب"كما يلف الجندي بالعلم". وتطرق إلى ما تحقق من إنجازات في عهد الرئيس، والتضحيات التي يبذلها من أجل خدمة شعبهن ثانياً عليه بكثير من مفردات التبجيل والامتنان. كما شبه الخطيب الذين يتنكرون للإنجازات – وإن لم يسمهم- بأنهم مثل "كناس الزبالة يمشي وعيونه على القاذورات"، ودعا أئمة الجوامع إلى الحديث عن الايجابيات مثلما يتحدثون عن السلبيات، بعد أن هاجم الصحافيين وقال "أقلامهم من زقوم يشوون بها جلود الأمة"- في سابقة هي الأولى من نوعها التي يعمم فيها خطيب جامع لعنته على الصحافة بدون تخصيص.