مستر جورج دبليو بوش.. بمناسبة شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك أرسلت المقاومة العراقية البطلة لسيادتكم جثث أكثر من مائة جندي أمريكي ممن تم قتلهم في العراق المحتل، وهي دفعة شهر أكتوبر فقط نتمنى أن تكونوا قد استلمتموها عداً ونقداً، وقد أعددتم لها من النائحات ما يليق وحجم هدية هذا الشعب الأبي الكريم، الذي لا يبخل على صديق أو عدو بكل ما يستحقه! فخامة الرئيس.. يؤسفنا إن وصلتكم جثث مواطنيكم نتنة، معفنة فإن اللوم والعتب يقع على ذمة قواتكم التي جبنت، ولاذت بالفرار دون أن تخلي قتلاها حتى عبثت بها الكلاب والقطط ووحوش البر فنالها ما نالها من الذل والمهانة. كما يقدر العراقيون أن الولاياتالمتحدة دولة عظمى، وقد لا يليق مائة قتيل بمقامكم – وأنتم من ورثتم الحرب عن آبائكم، ولكم ما لكم من خبرات القتل، الإبادة، والفتك بالشعوب- لكن زمان الاحتلال لم ينته بعد، ورجال المقاومة العراقية يتضاعفون يوماً بعد آخر، ويزدادون ضراوة وبأساً، وبطشاً بالمحتل؛ ولعل في انتخابات الرئاسة الأمريكية مناسبة فريدة لتزف المقاومة العراقية لفخامتكم قوافل جثث القتلى الأمريكيين: بالمئات، والألوف حتى يشاء الله أمراً تجدون فيه أنفسكم مرغمون على سحب ما تبقى من قواتكم الغازية..! سيادة الرئيس الأمريكي.. لقد كانت ديمقراطيتكم التي صدرتموها إلى العراق ممهورة بنفس العلامة التجارية لعهدكم السياسي الزاخر بالحروب، والقتل، والدمار، والإرهاب الذي مارستموه بكل احتراف، وقذفتم بمحارقه مئات الآف الأمريكيين الذين كان ذنبهم الوحيد هو أنهم منحوكم ثقة رئاسة الدولة.. فكنت أن حولت الديمقراطية من ممارسة حضارية لترسيخ الأمن والسلام إلى تجربة مريعة ترهب شعوب الدول النامية، وتزيدها نأياً عن خياراتها بعد ما رأته من مجازر وانتهاكات وهلع لا يستثني شبراً من أرض العراق. لقد كانت ديمقراطيتكم وبالاً على العراقيين.. دمرت حضارتهم الإنسانية العريقة التي شرعت للبشرية أولى الشرائع القانونية للعدالة، وخربت كل إنجازاتهم المدنية، وبناهم التحتية؛ واجتثت علمائهم، ومفكريهم، ومثقفيهم.. ونهبت ثرواتهم وخيرات بلدهم، وحولت مدن العراق إلى مستنقعات آمنة للإرهاب والفتن التي تدعمهما إدارتكم في سابقة تاريخية لم يشهد العالم لها نظير!! فأين الديمقراطية في كل هذا..!؟ وكيف تراهنون على تصديرها لشعوب العالم الثالث بعد أن ضربتم لهم مثلاً سيئاً، وجعلتموها تجربة مجردة من الأخلاق، والقيم، والأمن والسلام..!؟ ولم تعد أمام العالم من حقيقة أكبر من أن إدارة الرئيس بوش تنمي العداء للشعب الأمريكي في نفوس الأجيال، ووضعت الأمريكيين في حالة من الهلع تطاردهم أينما كانوا- حتى في غرف نومهم..!! فخامة الرئيس – مستر جورج دبليو بوش- وأنت تفتح نعوش القتلى الأمريكيين من دفعة شهر أكتوبر، تأمل بوجوههم جيداً لترى الذعر المرسوم فيها، ولتتيقن من شجاعة رجال المقاومة الباسلة، ومن عزائمهم على تكبيد قوات الاحتلال المزيد من الخسائر، والقتلى حتى تتحول أرض الرافدين إلى مقبرة جماعية للأمريكيين وكل من دنس معهم تربة وطن الأنبياء والمقدسات والأحرار.. وإن لمن الأولى لإدارتكم أن تفكر جدياً بسحب قواتها من العراق إذا كنتم حريصون فعلاً على أرواح الشعب الأمريكي! وإذا كان العراقيون اليوم يسألونك عن وصول دفعة قتلى أكتوبر، ويطمئنون على جاهزية الولاياتالمتحدة من النائحات، فذلك لأنهم احتفلوا بالعيد لأول مرة على طريقتهم الخاصة، بفضل رجال المقاومة البواسل الذين آن الأوان لهم أن يقولوا للشعب العراقي في كل أرجاء المعمورة: ارفعوا رؤوسكم مجدداً، فقد كسرنا أعناق المحتل بعون الله ونصرته! أما الشعب الأمريكي فنقول له: نحن آسفون إذ سيقتل رجالنا كل غازي يدنس تربته، مثلما قتل الأمريكيون كل من اعتدى على بلدهم في الحادي عشر من سبتمبر.. وما عليكم إلاّ أن تمنعوا مواطنيكم من تحمل مشقة قطع آلاف الأميال من أجل أن يموتوا في بلاد غريبة، لا يجدون فيها حتى من يمنع الكلاب من نهش جثثهم.. مستر بوش .. نرجو سرعة إرسال النعوش، والمواد الحافظة الخاصة بدفعة شهر نوفمبر، ومضاعفة الكمية لارتفاع شهية المقاومة في قتل المزيد من جنود الاحتلال..!