وصف الرئيس علي عبد الله صالح الإرهاب بأنه "شر يهدد العالم أجمع" وأن مكافحته تستدعي تكاتف جهود كافة دول العالم بغض النظر عن نوع السياسة لهذه الدول، معتبراً اليمن من أوائل الدول المتضررة من الإرهاب. وأشار إلى أن ظاهرة الاختطافات لا تحمل أي أبعاد سياسية وأن من يقومون بها هم أناس لا يفهمون معنى القانون ويرتكبون جرائمهم بهدف ابتزاز الدولة التي تقوم بالمقابل بتطبيق النظام والقانون وتتعامل بحزم وقوة معهم كونهم يسيئون لسمعة اليمن ويضرون الاقتصاد، فيما نوه إلى أنه لم يبق من الفارين من الأمن السياسي سوى (8) فقط تتولى الأجهزة الأمنية تعقبهم. وأكد رئيس الجمهورية أنه سيعمل على ترجمة كافة الأهداف والوعود التي تضمنها برنامجه الانتخابي، وأنه سيستخدم كل الوسائل لتحقيق النجاح الذي ينشده، وأعرب عن أمله بالتعرف على المستشارة الألمانية "ميركل" لبحث آفاق تعاون البلدين معها ، آملاً أن تشارك ألمانيا بفاعلية في مؤتمر المانحين. جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه مجلة "دير شبيغل" الألمانية ونشرتها الجمعة؛ نورد فيما يلي نصها: (( نص المقابلة )) * دير شبيغل: فخامة الرئيس، منذ ثمان وعشرين عاما و أنتم تحكمون اليمن، وقبل أيام أعيد انتخابكم لسبع سنوات أخرى، فما الذي بقي لكم لتقوموا به؟ - الرئيس: سأعمل على ترجمة كافة الأهداف والوعود التي تضمنها برنامجي الانتخابي وفي مقدمة ذلك مكافحة الفقر والبطالة والفساد وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المانحة الداعمة للتنمية في اليمن . * دير شبيغل: هل من استراتيجية جديدة لديكم؟ - الرئيس: سأستخدم كل الوسائل لتحقيق النجاح المنشود. * دير شبيغل: من التحديات الكبيرة القائمة الاحتواء الديمقراطي للإسلام السياسي " الإخوان المسلمين والجهاديين"... - الرئيس: نحن نريد أن تتجه القوى المتطرفة إلى الوسطية والاعتدال وندعوهم إلى استبعاد الأفكار المتطرفة من برامجهم.
* دير شبيغل: لكن ذلك لم يحصل.. قبل أيام قليلة تمكنتم من إحباط هجومين إرهابيين على منشآت نفطية في مأرب وحضرموت ؟.. - الرئيس: نحن نكافح الإرهاب بلا هوادة منذ عدة سنوات وحققنا نتائج ممتازة ونتعقب العناصر الإرهابية كون اليمن من أوائل الدول المتضررة من الأعمال الإرهابية والتي كان آخرها هجومين إرهابيين استهدفا المنشآت النفطية في محافظتي مأرب وحضرموت، حيث قتل عدد من المهاجمين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن وألقى القبض على آخر، و كان أولئك من العناصر البارزة والخطرة في تنظيم القاعدة في اليمن.
* دير شبيغل: في فبراير من هذا العام فر 23 سجينا من المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية، وبعضهم كانوا من المشاركين في الهجوم الذي استهدف المدمرة الأميركية كول في عدن، من سجن يتمتع بأمن عال.. كيف لذلك أن يحدث؟ - الرئيس: حفروا نفقا تحت الأرض وتسللوا منه دون أن يلاحظ الحراس ذلك، نفس الشيء أيضا حدث في سجون في أفغانستان والسعودية والعراق..وعلى كل فقد أعدنا القبض على 11 من أولئك الفارين و نحن نتعقب الباقين، ولم يتبق بعد كل عمليات إلقاء القبض والقتل والهجمات الإرهابية سوى ثمانية، ونحن نتعقبهم حاليا . * دير شبيغل: لحكومتكم تعاون وثيق مع الولاياتالمتحدة الأميركية.. لكن أميركا غير مرغوبة لدى الشعب اليمني ... - الرئيس: الإرهاب شر يهدد العالم أجمع وتستدعي مكافحته تكاتف جهود كافة دول العالم لضمان استئصاله من جذوره، وهو ما يجعلنا نتعاون في إطار الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب مع كل الدول والحكومات بغض النظر عن نوع السياسة لهذه الدولة أو تلك.
* دير شبيغل: العلاقات اليمنية الألمانية علاقات جيدة و تقليدية، ألديك خطط للسفر إلى برلين؟ - الرئيس: أقوم دوما برحلة روتينية إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، وحسب الإمكانية أربط هذه السفريات الخاصة بمواعيد سياسية أيضا، وفي زيارتي القادمة أود الالتقاء بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتعرف عليها وبحث آفاق تعزيز العلاقات بين بلدينا الصديقين، ونأمل أن تشارك ألمانيا بفاعلية في مؤتمر المانحين الخاص بدعم التنمية في اليمن المقرر عقده في لندن منتصف نوفمبر القادم. * دير شبيغل: بالنسبة للألمان تعتبر اليمن بلد ذات حضارة كبيرة و جمال طبيعي خلاب، لكن الكل يفكر بشجرة القات في اليمن التي تصنف ضمن المواد المخدرة، ألا تستهلك زراعة القات الكثير من المياه وتحرم الاقتصاد القومي مصادر مالية كبيرة؟ - الرئيس: القات ليس مخدرا، إنه كالشاي الذي تشربه، يمضغ المرء القات عندما يكون في جلسات اجتماعية مع أقاربه وأصدقائه وحتى مع الأدباء و الفنانين أيضا، وللقات أيضا تأثير إيجابي فالشباب الذين يمضغون القات لا يتعاطون المخدرات وله بعض الجوانب السلبية في النواحي الاقتصادية والصحية. * دير شبيغل: اختطف مجددا في الشهور الأخيرة سياح أجانب في اليمن، وكان من بينهم الدبلوماسي الألماني يورجن كروبورج .. لماذا لا تسيطرون على هذه المشكلة ؟ - الرئيس: لقد ألقينا القبض على مختطفي السيد كروبوج وهم يمثلون الآن أمام القضاء، وليس لعمليات الاختطاف أية أبعاد سياسية، ومن يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية أناس لا يفهمون معنى نظام وقانون ويمارسون مثل هذه الأعمال بهدف الابتزاز للدولة كالمطالبة بالإفراج عن بعض المساجين من أفراد القبيلة التي تقوم بارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية، والدولة تقوم بتطبيق النظام والقانون وتتعامل بحزم وقوة مع مرتكبي هذه الأعمال التي يرفضها الشرع والقانون وتتنافى مع أخلاقيات شعبنا اليمني وتسيء إلى سمعة اليمن وتضر باقتصاده.