مها الخطيب – الناشطة الحقوقية العراقية- ترثي ابنة خالتها "زهراء صباح" التي طالتها أيدي الغدر بانفجار مفخخة في ساحة بيروت في بغداد يوم 23\10 \2006م، فكان أن جاوبتها "جنان مبارك" في حوارية مؤلمة- عبر "نبأ نيوز"- وها نحن نفتح الأبواب لكل قلم موجوع ليفرغ ما في جوفه من ألم على صفحات "نبأ نيوز".. فهذا زمن الحزن العراقي.. (إليك يا منيه الروح حبيبتي سلام قلب عظه الفراق) كتبتها: مها الخطيب يا من تركت قلب أحبتك مفجوع بليلة عيد سوادها اعتم من قلب جلاد زهراء يا قبس اطل في زحمه همومي فتحولت كوابيسي إلى رغد وأحلام وأمنيات تراقصت مستبشرة بليله عيد كنت ستختارين بها أجمل الملبس لأحلى السهرات ما تعرفين إن مفخخة من ادعى الإسلام والدين منه براء أخذوك من بين أحضان أمك ويلاه يا سعاد كيف ستنامين بعد الآن نثروا أشلائك على رصيف قاسي وأذاقوا معنى العذاب جسمك الطاهر الدفيء النامي بأرض العراق فجعوا بك أهل وأحبه.. هنيئا للجنة مقدم بنت الزهراء زهراء لا تعتبي على بلد فيه حكومة تنادي بمصالحة القاتل والجلاد وتداس بقدم المحتل أباح كل ثروات وأعراض أهل البلاد زهراء لا تبكي على بلد ضاع فيه كل شيء حتى مقدسات وكتب سماويه ودعوات زهراء سأمر على شارع فلسطين وساحة بيروت ومدرستك وأصحابك واندب لا بل استذكر انه حتى الطفولة قتلت باسم صناع القرار زهراء كتبت كلماتي ودمع عيني جف... على مر الأيام لا تنتظري طويلا فقد جاء دورنا اليوم أو غد أو في أي اللحظات زهراء أرسلي سلامي يا ابنة الخمسة عشر ربيعا إلى شهداء العراق وقولي لعبير قد جاءت بنت محمد وقد قطعت وسطها مفخخة فمن يتحمل الحساب * * * * * * (( جنان مبارك)) رئيسة المركز العراقي لتأهيل المرأة، ترد على "مها": حبيبتي مها: لكل هذا الألم عيون غارقات في بحار الدمع أغرقها السقم. قي بلدي تفيض النعم يفيض الألم .. يصير قيحاً.. يصبح قتلاً ويمسي خطفاً.. ما هذا بعراقي .. أين هم رفاقي؟؟؟ سافر احمد .. رحلت زينب .. وقتل زاهد؟ ما بقي من عراقي؟ بقيت أوراقي.. وحتى كلماتي قررت الرحيل ضاقت ذرعاً بآمالي .. آمالي وآلامي ستقتتلان كطائفتين.. بعد حين وتقول لي كلماتي: قررت الرحيل.. قبل أن اقتل قبل أن ادفن تحت أفياء النخيل ... قبل أن يقتل حبيبي فانتحب حزنا على الخليل.. سأرحل .. يا جناني فما عدت أحس فيك الجنان.. سرقوا منك الأمان .. الآن .. فقط الآن .. وقبل أن ارحل سأملأ باحات الألم بباقات الأمل سأزرعها أنا وسأتركها أمانة لدى والحكومة والله والوطن عسى أن تورد في عيدنا القادم .. في يومنا القادم ويبقى هناك الم على من رحل دون وداع ويسعى هناك الأمل يزرع باقات فوق القبور ونسمع في كل عيد ضحكات بين المقابر تضحك منا؟.. لنا .. علينا ؟ يكفي إنهم ماتوا؟ وهم الآن يضحكون .. ونحن نبكي؟ كلا سنضحك فقط لأنهم يضحكون .. هم الفائزون .. إنهم هم الباقون.. حبيبتي مها هم الباقون.