أكدت مصادر رسمية يمنية ل"نبأ نيوز" أن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل تعمل على إعداد قانون، وصفته ب"الأول من نوعه" يجرّم أعمال تهريب الأطفال، ويعاقب كل من يثبت قيامه بهذا العمل بالسجن لفترات مختلفة- طبقاً للتعديلات القانونية الجديدة التي تعتزم إجراؤها الحكومة اليمنية. وعلى الصعيد ذاته، وفي إطار التنسيق اليمني- السعودي لمكافحة ظاهرة تهريب الأطفال، تبدأ يوم الأحد القادم جولة مباحثات في العاصمة صنعاء بين وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة، والجمعيات الخيرية، ووزارة الشؤون الاجتماعية اليمنية، لاستكمال بحث آليات التعاون بين البلدين للحد من الظاهرة التي تعتبر المملكة أولى الجهات التي تستهدفها الغالبية العظمى من الأطفال الذين يتم تهريبهم. وأوضح عبده حكيمي - وكيل أول وزار ة الشؤون الاجتماعية والعمل- أن الوفد السعودي الذي سيصل الأحد المقبل سيلتقي بمسئولين من أعضاء اللجنة الفنية الحكومية اليمنية، لمكافحة مشكلة تهريب الأطفال لبحث ووضع آليات عمل بين الجانبين للحد من مشكلة تسلل الأطفال عبر الحدود، وكذا من حيث التعامل مع الأطفال وطرق تسليمهم للجهات الرسمية في اليمن، مشيرا إلى أن وزارته تعد حاليا قانونا هو الأول من نوعه، حيث يجرم ظاهرة تهريب الأطفال في إطار التعديلات القانونية وتفرض عقوبات على مرتكبيها. وكانت اللجنة الفنية الحكومية اليمنية لمكافحة تهريب الأطفال قد أنجزت مسودة الخطة الوطنية لحل هذه المشكلة، وهي أول خطة يمنية تتم صياغتها بمشاركة الوزارات المعنية كافة، والمنضوية في إطار اللجنة الفنية لمكافحة تهريب الأطفال، وبالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، ووضعت الخطة إطار عمل حكومي ومجتمع مدني متكامل لمواجهة المشكلة التي تهدد مئات من أطفال اليمن، إذ ترتكز على ثلاثة محاور يركز الأول على أساليب وإجراءات الوقاية ومنع وقوع الطفل ضحية للتهريب، فيما يضع المحور الثاني أساساً للحماية ومنع تعرض الأطفال لمخاطر التهريب وما يتبعه من انتهاك لحقوقهم، في حين يركز المحور الثالث على خطوات وإجراءات تطوير التشريعات والملاحقات القانونية لمرتكبي جرائم تهريب الأطفال. وتعاني السعودية من تهريب الأطفال إلى أراضيها للعمل في التسول أو السرقات أو العمل في الزراعة، وتبذل جهود كبيرة من قبل الجهات الأمنية في البلدين لمحاربة ظاهرة التهريب التي تكرر نتيجة لطول الحدود، وأن الكثير من أولياء أمورهم من يجبرون أولادهم على ذلك، ويأتي لقاء الجانبين اليمني والسعودي- بحسب "الاقتصادية"- لبعث آليات مكافحة تهريب الأطفال بعد أن لاقت طفلة يمنية عمرها تسع سنوات مصرعها أثناء محاولتها التسلل وبرفقتها عدد من الأطفال إلى الأراضي السعودية أمس الأول. وأوضح العقيد محمد الحدي- مدير البحث الجنائي في محافظة صعدة- أن الفتاة سقطت من أعلى أحد الجبال المرتفعة في منطقة علب في مديرية "باقم"، حينما أحبطت الأجهزة الأمنية في صعدة محاولة تهريب عدد من الأطفال إلى المملكة. وأضاف أنه تم ضبط الأطفال مع بعض أقاربهم أثناء محاولتهم التسلل من منطقة علب الحدودية، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت أخيرا من الحد من عمليات التسلل وتهريب الأطفال. وأضاف مدير البحث الجنائي: "إن الانتشار الأمني في المديريات كافة، خاصة المديريات المتاخمة للحدود، وكذا التوسع في تحركات الدوريات الأمنية الخاصة بمراقبة ومتابعة وملاحقة العناصر المتسللة وعصابات التهريب، إلى جانب تعاون مشايخ، وأبناء تلك المناطق أسهم في الحد من ظاهرة تهريب الأطفال إلى السعودية".