في حشد لم يلتئم يوماً في "موفمبيك صنعاء" لقضية سياسية أو دينية، أو أدبية، أو فكرية، إلاّ أنه التقى أخيراً هذا الخميس بفضل المنشطات الجنسية لشركة "باير" الألمانية، وإثارة استكشاف أسرار "الثورة الجنسية" التي فجرتها الدكتورة هبة قطب على قاعدة اختصاصها في (النموذج الإسلامي في الممارسات الجنسية)، لتؤكد حجم الأزمة التي تكابدها شريحة كبيرة من المجتمع. ففي سابقة غير مألوفة احتشد نحو (600) شخص من الذكور والإناث لندوة (ثقافة المعاشرة الجنسية وتأثيرها على الأسرة)، التي تنظمها شركة "باير هيلت كير" الألمانية للمنشطات الجنسية عبر وكيلها الحصري "شركة ناتكو"، وبالتعاون مع نادي رجال الأعمال اليمنيين ، وشركة الإبداع، وحضرها الدكتور يحيى الشعيبي- وزير الدولة أمين العاصمة. وفي الندوة التي سبقها مؤتمر صحافي ، أوضحت الدكتورة هبة جمال قطب: إن الجنس لم يعد تلك العلاقة الحسية القائمة بين الزوجين، أو حتى بين شخصين لا يربطهما عقد شرعي أو قانوني، بل أضحى عالما واسعا بكل ما فيه من فنون ووسائل ومثيرات! وغدا كالطعام بألوانه المتعددة وبتوابله ومقبلاته، ولا يخضع لذوق أو مزاج أو قاعدة. وأضافت: إن أمريكا وأوروبا وبقية دول العالم تشهد منذ سنوات جنونا جنسياً محموماً سواء في عالم الأزياء والتجميل أو في عالم الكتب والأفلام والواقع على كل صعيد. حتى غدا الجنس الشغل الشاغل لمعظم البشرية. وقالت الدكتورة هبة قطب: إن هذه الثورة الجنسية المحمومة التي بدأت طلائعها منذ سنوات كانت حصاد أوضاع وقيم عقائدية وفكرية وأخلاقية معينة ولم تكن هذه الظاهرة وليدة الصدفة اطلاقاً، وأنها اشباعاته العضوية الغريزية دون أن يتمكن من تحقيق هذه الاشباعات ، معتبرة أن تصحيح الواقع الأخلاقي لم ولن يكون بمجرد استهجان القبيح واستنكاره ، وإنما بتقويم المجتمع وبنائه في كافة مرافقه وفق نظام أخلاقي متناسق ، ولهذا فالإسلام يوضح بناء على تصوره لطبيعة الإنسان واحتياجاته الفطرية ولضرورة تحقيق التوازن في اشباعاته النفسية والحسية المرتبطة بصورة مباشرة بالغريزة الجنسية- إحدى الطاقات الفطرية في تركيب الإنسان التي يجب تصريفها والانتفاع بها في إطار الدور المحدد لها شانها في ذلك شأن سائر الغرائز الأخرى. ولفتت إلى أن الإسلام يعترف بوجود الطاقة الجنسية في الكمائن البشري وحدد لهذا الكائن الطريق السليم – طريق الزواج- الذي يعتبر الطريق الأوحد المؤدي إلى الإشباع الجنسي للفرد من غير إضرار للمجتمع. وخلصت في محاضرتها بالقول: أن من المسلم به لدى العلم إن للوظيفة الجنسية هدفاً معلوماً وليست هي هدفاً بذاتها، مستشهدة بالنص القرآني (نساءكم حرث لكم).