بينما كنَا ننتظر الدكتور الذي تأخر عن الموعد بسبب الزحمة كما هو معتاد، سألني صديقي المصري الذي كان يجلس بجانبي عله يطرد ملل الانتظار الذي يتسلل عبر الصمت: القلم ذا جبته من اليمن ولا من مصر. قلت له مبتسماً: وما الذي سيفرق. إلي في اليمن، وإلي في مصر، كله يأتي من الصين! تبدلت ملامحه، وظهر أسى عميق في عينيه أكثر مما حملته عبارتي من تهكم. كان يعلم سر ابتسامتي وأنا أتفوه بهذه العبارة، فشر البلية ما يضحك. عاد صديقي إلى صمته مرة أخرى، فالملل سيكون أقل وطأة من سماع كلامٍ كهذا يخرجه عن صفاء الذهن الذي يستعد به لتلقي المحاضرة. بينما سرحتُ بصري عبر النافذة الكبيرة في مبنى الكلية القديم المترامي الأطراف، وشارع السرايا المتاخم له الذي يبدو هادئاً في مثل هذا الوقت من الصباح، ذلك الهدوء الذي ستتبعه العاصفة. قيل لنا أن مبنى الكلية كان قصراً لأحد الباشاوات قبل ثورة يوليو، حتى اسم الشارع السرايا واسم المحطة "عبده باشا" لم يتغيرا إلى الآن. مبنى كلية الهندسة جامعة عين شمس (القصر سابقاً) والشارع والمحطة وحديثي مع صديقي المصري جعلني استحضر كتاب كنتُ قد قرأته مؤخراً للمؤرخ والكاتب اللبناني الكبير مسعود ضاهر، قارن فيه بين النهضة العربية منذ تولي محمد علي باشا حكم مصر إلى توقفها ثم نكوصها على يد خلفائه وبين النهضة اليابانية على يد الإمبراطور المصلح "مايجي" وما تلاه. رصد "ضاهر" النهضة العربية بدءاً بمرحلة محمد علي الذي حكم مصر عام في 1805 بعد طرد المستعمر الفرنسي منها، حيث يقول: ( اهتم اهتماما جديا بتشجيع التعليم على المستويات كافة فأنشأ عددا كبيرا من المدارس الابتدائية في جميع المناطق كما فتح الكثير من المدارس الثانوية في المدن والقصبات الكبرى. ولما كان التعليم العالي لا يزال حكرا على الدول الأوروبية سارع محمد علي إلى إرسال عدد من البعثات العلمية إلى جامعاتها وتوزعت اختصاصات الطلاب بين مدنية وعسكرية على حد سواء وأبرزها: دراسة القانون والعلوم السياسية والطب والزراعة والكيمياء والهندسة المعمارية والطباعة ورسم الخطوط والهندسة العسكرية والمدفعية والميكانيك وبناء السفن بالإضافة إلى الهندسة والصناعة والطب. ثم قام بإنشاء مصانع حديثة لتصنيع السلاح والذخيرة لتحديث الجيش المصري. والقيام بالمسح الشامل والإصلاح الزراعي في مصر وبناء أول كلية للهندسة في مصر 1816 والبدء بحفر ترعة المحمودية 1819 وإدخال زراعة القطن الطويل التيلة إلى مصر1820 ، واستقدام كلوت بيك لتأسيس كلية الطب بالقاهرة 1825 وإصدار أول جريدة رسمية بمصر 1827وتأسيس المجلس الاستشاري بمصر 1829 1833 والبدء بسد الدلتا العام 1834 ثم التخلي عنه لاحقا وإنشاء قسم الأعمال العامة واالمجلس البلدي بالإسكندرية 1835 وفتح خط دائم للملاحة البخارية بين السويس وبومباي 1836، وقد عرفت مصر خطوط السكك الحديد قبل السويد وبولندا واليابان بزمن طويل. وحتى يستفيد من المواد الخام المنتجة في مصر وتحويلها إلى سلع مصنعة للتصدير إلى الخارج، أنشأ 1816 مصانع للقطن والصوف والحرير. كذلك فتح مصانع جديدة أخرى لصناعة السكر والنيلة والزجاج والدباغة والورق والبارود والمنتوجات الكيماوية). أنتهى حكم محمد علي في عام 1848 بعد نهضة شاملة في كل المجالات، في الوقت نفسه كانت اليابان ترزح تحت وطأة الحروب الأهلية ونزاعات الشوغون للاستيلاء على منصب الحاكم. تابع "مسعود ضاهر" رصده لمرحلة نكوص النهضة العربية في عهد خلفاء محمد علي: ( ففي عهد عباس حلمي باشا حفيد محمد علي(18481854) ساءت أحوال المدارس، فألغى معظمها (بعد الذي عطل منها في أواخر عهد محمد علي) وأقفلت أبوابها بين عالية وثانوية وابتدائية ولم يبق منها إلا النزر اليسير. ثم خلفه سعيد الذي لم يعمل سعيد على إحياء ما اندثر أو أغلق من مدارس خلال عهد أسلافه. وبدل أن يسارع إلى إصلاح المدارس والنظام التعليمي الذي أصيب بالتقهقر في السنوات الماضية سار سعيد على خطى سلفه عباس حلمي; فأمر بإغلاق مدارس جديدة. وفي عهده أقفلت مدرسة الطب في القصر العيني. ثم خلفه الخديوي إسماعيل(18631879) الذي بدا في أول الأمر مصلحاً خصوصاً في الناحية التعليمية، وكان ينطلق من شعار رفعه: " لم تعد مصر أفريقية، سأجعلها مصر قطعة من أوروبا". فقد كانت موازنة التعليم أو المعارف في عهد سلفه لا تزيد على ستة آلاف جنيه في السنة زادها إسماعيل إلى الأربع ألفا ثم ارتفعت لتصل إلى 75 ألفا في أعلى مرحلة وصلت إليها لتعود وتنخفض بسبب الأزمة المالية الخانقة إلى 20 ألف جنيه في أواخر عهده. بنى إسماعيل عددا من المدارس أبرزها مدرسة الري والعمارة وسميت مدرسة الهندسة و بناؤها أولا في العباسية العام 1866 ثم نقلت إلى الجيزة 1868 وبنى مدرسة »الإدارة والألسن « العام 1868 فحلت مكان مدرسة الألسن التي أقفلت في عهد عباس حلمي وأطلق عليها اسم »مدرسة الحقوق « واستقدم لها أساتذة فرنسي. وفي العام 1872 أسس »مدرسة دار العلوم «. كذلك اهتم إسماعيل بإعادة تنشيط مدرسة الطب والتوليد. وبرز إنجاز محدود الأثر لإسماعيل في مجال تعليم البنات حيث كان هذا الحقل شبه معدوم في مصر قبل ذلك ألحين. فلم تكن في البلاد المصرية كلها سوى مدرسة واحدة للبنات هي »مدرسة التوليد « وكانت غالبية طالباتها من الحبشيات. ففي العام 1873 أسست »مدرسة السيوفية للبنات « التي ضمت قرابة مائتي طالبة ثم تضاعف العدد إلى الأربعمائة في العام التالي. وفي العام 1874 أسست مدرسة »القربية للبنات « بالقاهرة لكنها ألغيت العام 1878) شعار " لم تعد مصر أفريقية، سأجعلها مصر قطعة من أوروبا" كانت من أهم العوامل التي أدت إلى تغير مسار نهج التحديث الذي أراده الخديوي إسماعيل. فهذا الشعار قد حول الطبقة الوسطى المتعلمة إلى نسخة غربية مفصولة تماماً عن القاعدة الشعبية. إضافة إلى أن إصلاحاته لم تأتي بثمارها في مدة قصيرة كما كان يتوقع، فعمد إلى اقتراض المال من البنوك الأوربية بفوائد كبيرة جداً لدفع عملية التحديث، واستجلاب ما هو جاهز دون عناء. أدى في النهاية تراكم الديون على مصر إلى فرض ضرائب فاحشة على الفلاحين لتتراجع الزراعة بشكل رهيب خصوصاً مع تدني أسعار القطن المصري في السوق العالمية بسبب عدم تحديث الآلة المستخدمة في الإنتاج. بينما في المقابل، تأخرت النهضة في اليابان حوالي أكثر من نصف قرن عن نهضة مصر، حيث بدأت في عهد الإمبراطور المصلح مايجي (18681912). وقد رصد "مسعود ضاهر" في كتابه السياسة التي قامت عليها النهضة اليبابانية: ( انطلق المصلحون اليابانيون من الركائز الإيجابية في التراث الياباني أهمها نظرية "الكوكاي: قدسية الأرض اليابانية" والتي لعبت دورا أساسيا في إنجاح نهضتهم. فالنهضة اليابانية الأولى قد انطلقت أيضا من تحديث الجيش الياباني والقطاعات المرتبطة به فإشارة البدء لتحديث الجيش بسرعة فائقة قد اتخذت لدرء مخاطر الغزو الأجنبي المحتمل. وسرعان ما بدأ العمل فورا بتحديث قطاعات الإنتاج بعد أن زال احتمال الخطر وتوظيف الجيش الياباني ضمن استراتيجية توسعية للإمبريالية اليابانية. فانطلاقا من تزويد الجيش بأحدث التكنولوجيا الغربية المستوردة والمطورة محليا، تم تزويد المصانع اليابانية بأحدث التكنولوجيا الغربية لتضخيم الإنتاج المحلي والبحث عن أسواق عالمية لبيع فائض الإنتاج والسيطرة على بعض مصادر المواد الخام وبحثا عن أسواق جديدة، فلعب شعار تحديث الجيش الذي رفعه الإمبراطور "مايجي" دورا مزدوجا أي تحديث القوى العسكرية من جهة وتحديث قاعدة الإنتاج من جهة أخرى. لذا فقد ارتفع عدد العمال من غير المزارع من 4 مليون وثمانمائة ألاف عامل من أصل 38 مليون ياباني العام 1885 إلى 10 مليون عامل من أصل 51 مليون نسمة هم سكان اليابان العام 1913 أي بعد عام واحد على نهاية حكم مايجي وقد استمر هذا المنحى بشكل بارز في تاريخ اليابان الحديث حيث انخفض عدد العامل في الزراعة من أربع أخماس ( 5/ 4) السكان العام 1870 إلى ما دون الثمن ( 8/ 1) من سكان اليابان العام1970. اعتمدت اليابان استراتيجية اقتصادية سليمة على نحو لم يسبق له مثيل وذلك حينما قررت بالفعل أن تقوم بالتحديث في سبعينيات القرن التاسع عشر. وينبغي هنا أن نميز بين ثلاثة أبعاد مترابطة ترابطا وثيقا: الاستخدام المقتصد لرأس المال والتوالد المحلي لأرصدة الاستثمار والاستغلال الأفضل لمزيج العناصر والتسلسل الصحيح للعمليات فمع نهاية العقد الثامن من القرن التاسع عشر كان معدل الاستثمار في اليابان أعلى من 11 % من الناتج القومي الإجمالي وارتفعت النسبة باطراد إلى ما يزيد على 20 % في العام 1920 وإلى 40 % العام 1960 . بالمقابل كان المعدل ففي مصر العام 1913 أقل من 10 % بكثير وكان في الخمسينيات والستينيات من القرن الحالي أقل من 15 %. وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر تراكم لدى مصر 500 مليون دولار من الديون الخارجية وتضاعف الرقم في مطلع 1913. أما اليابان فقد بدأت بالاقتراض في مراحل متأخرة منذ البدء بحركة التحديث. ومع حلول العام 1913 كان لديها دين خارجي يقدر أيضا بألف مليون دولار. لكن أولا كان عدد سكانها يعادل أربعة أضعاف عدد سكان مصر وكان اقتصادها أكثر تطورا وثانيا في الوقت الذي كان يتم فيه تبديد معظم أموال الاقتراض العام في مصر ويساء استثمار جزء ضخم من الاقتراض الخاص كان الاقتراض في اليابان يستخدم كله تقريبا من أجل أهداف عالية الإنتاجية. أما من الناحية التعليمية، فقد انتشرت آلاف المدارس في كل أنحاء اليابان لدرجة أن نسبة المتعلم في المدن اليابانية الكبيرة منها والصغيرة كانت تتراوح ما ب 75 - 85 % من الطلاب في سن الدراسة منذ أواسط القرن التاسع عشر وتتوزع هذه النسبة لتبلغ40 % لدى الذكور و 10 % لدى الإناث في مختلف المناطق اليابانية. ومع إصلاحات مايجي التي حرضت على تعليم الذكور والإناث دون تمييز ارتفعت نسبة التعليم العام 1907 لتصل إلى 97 % من عدد الأطفال في سن الدراسة وكانت تلك الإصلاحات عاملا مهما لتقليص نسبة الأمية إلى الحد الأدنى. وعلى العكس كان الوضع في مصر، فقد كان عدد أفراد الجيش المصري في بداية تولي محمد علي باشا قرابة 24 ألفا جندي ثم أرتفع وإلى حوالي 41 ألفا العام 1825 وإلى ما يقرب من 80 ألف العام 1833 ليصل إلى 150 ألف جندي تقريبا العام 1839 أي قبيل مؤ تمر لندن وانهيار أحلام محمد علي في السيطرة على السلطنة العثمانية بعام واحد. وكان الجزء الأكبر من الموازنة المصرية في عهد محمد علي وخلفائه يوظف لتحديث الجيش المصري والقطاعات العسكرية المرتبطة بالتحديث النهضة العربية والنهضة اليابانية ولم تنل القطاعات المنتجة سوى الجزء اليسير من تلك الموازنة. أيضاً كان إحصاء العام 1907 في مصر أظهر أن 93 % من المصري كانوا أمّيين. ولعبت الأمية دورا أساسيا في إعاقة تشكل الطبقة الوسطى في مصر. فقد استوردت مصر طبقتها الوسطى بأعداد كبيرة من أبناء الجاليات الأوروبية الغربية واليونان واليهود والأرمن) أنتهى عرضي المتصرف لبعض النقاط التي تضمنها كتاب "النهضة العربية والنهضة اليابانية: تشابه المقدمات واختلاف النتائج"، خصوصاً في مجالي التحديث في التعليم والاقتصاد، هذا العرض الذي لا يغني عن الكتاب شيئاً لمِا قام به "مسعود ضاهر" من تأصيل لمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سواء كان ذلك بالطول أو بالعرض. لكن عرضي هنا سيجعلنا نقف أمام أمرين مهمين: كانت الطبقة المتوسطة في اليابان هي طبقة "الساموراي"، وكانت هذه الطبقة هي الطبقة المتعلمة في بداية النهضة اليابانية إضافة إلى الميزة القتالية التي تشتهر بها. في بداية عهد "مايجي" قامت هذه الطبقة بنشر التعليم بين جميع فئات الشعب والإشراف عليه. بينما كانت الطبقة الوسطى العربية التي تلقت التعليم مفصولة تماماً عن الطبقات الأدنى منها وهي الأغلبية، ومرتمية في أحضان الجاليات الأوربية التي كانت موجودة في مصر، وبتشجيع من الولاة بعد محمد علي. بعدما وجِدت في اليابان شريحة كبيرة من المتعلمين، سعى المصلحون اليابانيون إلى استيراد التكنولوجيا الغربية، وعملوا على استيعابها من ثم تطويرها للمنافسة في السوق العالمية. بينما سعى المصلحون بعد محمد علي إلى استجلاب ما هو جاهز، ولم يقوموا بجهدٍ يذكر من أجل رفع مستوى التعليم عند الشعب. أدى في الأخير إلى استجلاب القوى العاملة الأوروبية لكي تدير ما اُستجلب. وبقي الشعب على حاله. ولعلنا لمسنا كيف كان"زياد" بطل رواية "ذاكرة الجسد" للمدهشة أحلام مستغانمي يحترق قلبه وهو يتحدث عن هذه المشكلة: (كانت هناك أخطاء كبرى تُرتكب عن حسن نية. فلقد بدأت التغيرات بالمصانع، والقرى الفلاحية والمباني والمنشآت الضخمة، وترك الإنسان إلى الأخير. فكيف يمكن لإنسان بائس فارغ، وغارق في مشكلات يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين، أن يبني وطناً، أو يقوم بأية ثورة صناعية أو زراعية، أو أية ثورة أخرى؟ لقد بدأت كلّ الثورات الصناعية في العالم من الإنسان نفسه، ولذا أصبح اليابان ياباناً، وأصبحت أووربا ما هي عليه اليوم. وحدهم العرب راحوا يبنون المباني ويسمّون الجدران ثورة. ويأخذون الأرض من هذا ويعطونها لذاك، ويسمّون هذا ثورة. الثورة عندما لا نكون في حاجة إلى أن نستورد حتى أكلنا من الخارج.. الثورة عندما يصل المواطن إلى مستوى الآلة التي يسيّرها.). هذه يا صديقي اليابان، التي بدأت نهضتها من حوالي قرن ونصف والتي كانت قد بدأت بعد النهضة العربية بنصف قرن، ولا أريد أن أحدثك عن الصين التي بدأت منذ أربعة عقود أو ماليزيا وكوريا الجنوبية التي بدأتا منذ عقدين فقط حتى لا تكون الصدمة أكبر. أما الآن، فلن أزعجك بالإحصائيات حول مستوى التعليم ومستوى الاقتصاد ومستوى دخل الفرد، وكل هذه الأشياء التي تصيب بالدوار ( تذكر يا صديقي أن دخل الفرد في مصر في نهاية القرن التاسع عشر من الناتج المحلي كان أكبر من دخل الفرد الياباني، ومن التجارة الخارجية كان ضعف دخل الفرد الياباني كما ذكر مسعود ضاهر في كتابه). ولكني سأتركك هنا مع عبارة قالها الكاتب المصري"جمال عصام الدين" عقب زيارته لليابان. قال عصام الدين: (سعدت الأسبوع الماضي بزيارة كل من اليابانوماليزيا. اليابان قصتها معروفة والمصري الذي يزورها للمرة الأولى مباشرة وقبل أن يمهد لتلك الزيارة بزيارة بلاد أخرى من نمور جنوب شرق آسيا سوف يعانى أشد المعاناة. الزيارة المباشرة من القاهرة لليابان وكان ذلك لأول مرة بالنسبة لي في نوفمبر الماضي أصابتني بدوار وصاعقة كهربائية. الانتقال من القاهرة إلى طوكيو مباشرة يشبه الخروج من خندق عميق تحت الأرض مليء بالأتربة والسخام والغبار الفكري والنفسي والمرض والهزال والكسل إلى أعلى قمة في أعلى ناطحة سحاب في العالم حيث الشمس والحرية والهواء النقي والحيوية المذهلة.) وإلى الآن، لم يتعلم العرب الدرس جيداً خصوصاً تلك الدول التي لديها إمكانيات مادية هائلة، فراحوا يتسابقون لتحطيم الأرقام القياسية العالمية بأيادي العمالة الأجنبية، بينما لا زالت شعوبهم تقبع في مؤخرة الأمم حضارياً. وبلا أدنى شك، سيأتي اليوم الذي نبكي فيه الأطلال كعادتنا! فأكبر برج في بداية القرن الواحد العشرين كان في الدولة العربية الفلانية، وأفخم مطار في العالم كان في الدولة العربية العلانية، وأكبر ميناء كان في دولة عربية، وأكبر مستوى دخل للفرد في العالم كان في دولة عربية أيضاً... ودواليك!!!!!!!!. * كاتب يمني مقيم في مصر للدراسة. [email protected]