في فبراير 1950م نفذت الولاياتالمتحدةالأمريكية أول تجربة في تاريخ البشرية لتفجير قنبلة هيدروجينية. وقيل حينذاك أن قوة هذه القبلة تعاد (700) مرة قوة القنبلة الذرية التي ألقتها واشنطن على مدينة "هيروشيما" اليابانية عام 1945م. يقال أن الرئيس الأمريكي "ترومان" كان متردداً في قبول مشروع القنبلة الهيدروجينية لأن أضرارها الكبرى على الكائنات الحية وليست المنشآت والمباني، لكن ثمة من أقنعه من مستشاريه أن الولاياتالمتحدة إن لم تصنع هذه القنبلة سيسبقها غيرها إلى صناعتها – في إشارة إلى الاتحاد السوفيتي.. لكن المفاجأة أن الاتحاد السوفيتي أعلن بعد عام واحد فقط عن امتلاكه قنبلة هيدروجينية وتنفيذ تجربة في أعماق المحيط الأطلسي.. يا ترى ما الذي يملكه الأمريكيون اليوم من أسلحة دمار شامل ، بعد أن مضى على اختراعه القنبلة الهيدروجينية (57) عاماً.. قبل أيام قرأت تقريراً عن أن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاستخدام الجليد الصناعي في مواجهة المسلحين في العراق. ويقول التقرير ايضاً أن من بين المعدات الحربية التي تسعى الولاياتالمتحدة لإدخالها في حربها في العراق هو جهاز محمول على مركبة صغيرة يبث موجات معينة تجعل الشخص ضمن محيط هذه الموجات يشعر أن ملابسه قاربت الاشتعال من شدة الحرارة فيعجز عن تنفيذ أي عمل ينوي عليه.. لا أحد يعلم مدى حجم أو طبيعة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها الولاياتالمتحدة، وأحياناً عندما نقرأ شيئاً حول صنف ما من المعدات الحربية ينتابنا الإحساس بأن ذلك ربما لا يتعدى أن يكون أسطورة خرافية، حيث أن عقولنا لا تستوعب حجم التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.. أو ربما لأن الأكاذيب الكثيرة للولايات المتحدة تجعلنا نشك في كل شيء نسمعه! أتذكر هذه الأمور وأنا غارق في التفكير بحال الأمة، وما آلت إليه من تدهور ن وكيف عاقب العالم العراق باسم أسلحة الدمار الشامل بينما (القاضي) في هذه المسألة هو الدولة التي سبقت البشرية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل من نوع الأشد إبادة للكائنات الحية على وجه الأرض..!لكنني في الوقت ذاته أشعر أن الولاياتالمتحدة ما زالت هي الحلقة الأضعف على وجه الأرض.. القنبلة الهيدروجينية التي امتلكتها الولاياتالمتحدة منذ عام 1950م عجزت عن حماية وزارة الدفاع الأمريكية ونيويورك وواشنطن من هجمات الحادي عشر من سبتمبر.. أليست هذه مفارقة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الخصم لم يكن سوى تنظيم مسلح صغار لا يمتلك دولة، ولا وطن، ولا إمكانيات مادية بحجم إمكانيات أي دولة نامية!؟ تمنيت لو أن الكثيرين يعرفون حجم الخسائر الأمريكية في العراق، فالبيانات المعلنة لا تصل إلى أربعة آلاف شخص، بينما معلومات مؤكدة من العراق تشير إلى أن العدد أضعاف ذلك بكثير.. والغريب أننا عندما نرى الجندي الأمريكي في التلفزيون نتخيل أنه من كثر الدروع التي يلبسها والمعدات التي يحملها أنه لا يموت بغير صاروخ قاذفة، لكننا نكتشف أخيراً أن بضعة جنود أمريكيين قتلوا إثر انفجار حمار مفخخ مرّ بقرب دوريتهم.. والقنابل التي يحملها لم تستخدم تقنية عصرية بل تستخدم جهاز توقيت (غسالة الملابس) الكهربائية وريموت كنترول من الذي يستخدم في سيارات الأطفال المصنوعة في الصين وليس في واشنطن! أعتقد أن التجارب التي خاضها العالم خلال السنوات القليلة الماضية وضعتنا جميعاً أمام حقيقة مهمة وهي أن الحروب إرادة وعزيمة، وليست تقنيات، أو معادلات أسلحة دمار شامل.. وأن الولاياتالمتحدة هي اضعف دولة على هذه الأرض، وأنها تستطيع الحفاظ على حياتها فقط إذا كنا نحن نريد ذلك ونوفر لها الأمن والحماية.. وبدوننا فإن بارجاتها ستفجر في عمق البحار مثلما حدث للمدمرة كول، وجنودها سيحرقون داخل عجلاتهم المدرعة ويسحلون في الشوارع كما حدث في الفلوجة، وخبرائها، وكل مواطنيها معرضين للموت داخل أي شركة استثمارية، أو على ناصية أي رصيف، أو حتى داخل غرف نومهم مثلما حدث في الحادي عشر من سبتمبر.. فنحن من نملك القرار وليس البيت الأبيض.. ومن هنا أقول لابد للولايات المتحدة أن تعيد النظر بأدوارها وسياساتها وأسلوبها الدموي في ارتكاب المجازر.. وأن تسعى لكسب ود العالم العربي والإسلامي.. وإلاّ فلا أحد يضمن أن البيت الأبيض سيحضى مستقبلاً بفرصة للعثور على حكومات عربية وإسلامية تحمي أجياله القادمة من انتقام أبنائنا على غرار ما يحصل اليوم.. ما دام القنابل الهيدروجينية عجزت عن توفير الحماية للبنتاغون نفسه!