إنه عالم في الذرة، ويعد “أبو القنبلة النووية” الذي أطلق على أول قنبلتين اسم “ الولد السمين” و” الولد النحيف” وذلك في أربعينيات القرن الماضي.. أي خلال الحرب الثانية وقد ألقيت القنابل هذه على اليابان يومي “9،6” أغسطس 1949م.. على مدينتي “هورشيما، ونجازاكي” لتحولهما إلى رماد، وتضر بالأرض والتربة، وبالإنسان الذي مازال يعاني من الإشعاع النووي حتى اليوم. أعتقد أن “أبنهايمر” العالم النووي الأمريكي لاحظ ما أحدثته القنابل النووية في اليابان.. فاستيقظ ضميره، وصحت أخلاقه الآدمية الإنسانية.. وبدأ يفكر أن إنتاج أسلحة الدمار الشامل ليست سوى سلوك لا إنساني، وعمل لا آدمي.. ولا أخلاقي. “أبنهايمر” أبو القنبلة النووية.. كان المسئول عن الأبحاث في أسلحة الدمار الشامل في الولاياتالمتحدة.. وتحت يده تقع إدارة مركز الأبحاث وأسراره ومعلوماته.. مع نهاية ولاية إيزنهاور، ومجيء روزفلت في نهاية الأربعينيات “, وحسب “الجزيرة” – فيلم وثائقي – يوم 6 /8 /2010م” طلب من “أبنهايمر” أن يفكر في إنتاج “ القنبلة الهيدروجينية”.. وهي سلاح أفظع وأوحش من القنبلة النووية.. ولم يجدوا منه في الإدارة الأمريكية إلا المعارضة والممانعة لإنتاج “القنبلة الهيدروجينية” مبرراً ممانعته ورفضه ذلك إلى جوانب أخلاقية.. أي أن إنتاج “السلاح الهيدروجيني” عمل لا أخلاقي.. فما كان من الإدارة الأمريكية إلا تجريده من مناصبه وإسنادها إلى آخر ممن لا أخلاق لهم.. في هذا الوقت وبداية الخمسينيات.. وخلال الحرب الأمريكية الكورية.. جرب الروس “السلاح الهيدروجيني” فجنّ جنون الأمريكان.. فانبرت الإدارة الأمريكية وكل أجهزتها الاستخبارية لتحميل سبق روسيا لهم على “أبنهايمر” واتهموه بالتجسس، وأنه شيوعي، وأنه سرب المعلومات إلى روسيا، واتهم بالخيانة.. ومارسوا ضده أثناء التحقيقات أساليب خارجة ومنافية للقوانين والنظم المتبعة، وخرقوا القوانين وتنصتوا على مكتب محاميه.. ومارسوا عليه ضغوطات لإرباكه ليوصلوه إلى التناقضات ، ويوهموه أنه كاذب، نظام بكامله ضد فرد يهدفون إلى انهياره نفسياً وتبرئة النظام من سبق روسيا.. وبالتالي القضاء على رجل رفض العمل على إنتاج القنبلة الهيدروجينية لغرض سحق كوريا وروسيا والصين لأنه رأى في ذلك عملاً غير أخلاقي.. كونه سلاحاً سيستخدم لإبادة مئات الملايين من البشر.